آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 10.08.2010, 02:46
صور queshta الرمزية

queshta

عضو

______________

queshta غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.770  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
27.05.2013 (01:23)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي العقل الدولاري والعقل الجنسي في الصحافة المصرية



كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمن النماذج التي تصادفها أحيانًا في حياتك شخصية "الرجل البطنان" الذي جعل عقله بطنه وبطنه عقله، بحيث لا تستطيع أن تفرق بينهما: إن أحب فببطنه ولبطنه، وإن كره فلها ومن أجلها، وإن فكر ففيها وبها؛ فإذا دُعي -مثلاً- إلى حفل عرس ليحضره؛ لا يرى فيه إلا الطعام الذي فيه، ويخرج منه مادحًا أو ذامًا بحسب جودة الطعام وكميته أو العكس لا غير!

وإن حضر مؤتمرًا علميًا يوجد على هامشه مأدبة طعام؛ تحول الهامش عنده إلى متن، فلم ير من المؤتمر العلمي إلا مأدبة الطعام، وهكذا.. فإذا قدر لهذا "الرجل البطنان" أن يُصدَّر في حديث؛ فسوف يحدثك عن وجبات المطعم الشرقي تارة، والغربي تارة، حتى إذا مل الناس منه -بينما لم يمل هو مِن نفسه- شرع يحدثك من باب التغيير، ولكنه تغيير يدور في فلك عقله البطنان عن المأدبة التي أقيمت على هامش المؤتمر العلمي الفلاني، واللقاء السياسي العلاني، وهكذا تدور الحياة وعقله مربوط ببطنه، يدور حولها دوران الدابة حول الآخية.

فإذا عوتب في ذلك تبجح بأن جميع الناس يأكلون ويشربون، وأنه ليس بدعًا من الخلق، وطبعًا من الصعب أن تُقنِع مثل هذا أن هناك فرقـًا بين أن يسد الإنسان رمقه، وأن يبادل الأدوار بين عقله ومعدته، وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من عاقبة هؤلاء حينما قال: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني)، وبيَّن أن مَن كانت همته بطنه ربما قعدت به عن غير ذلك من المكارم، فقال في المنافقين الذين يتخلفون عن صلاة الفجر: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ) (رواه البخاري، ولمسلم نحوه).

ومع هذا فإن صاحب "العقل البطنان" ليس بأسخف أصحاب العقول الشاذة؛ لأنه لا يضر الآخرين إلا بمقدار تطفله على موائد طعام البعض، وتطفله على موائد حديث البعض الآخر؛ لكي يتحدث عما اقتنصه من الموائد الأخرى، ولكن هناك من أصحاب العقول الشاذة من ضرره أعظم بكثير، منهم: صاحب "العقل الديناري" -أو الدولاري بلغة العصر-، وعند هذا الصنف من الناس كل شيء قابل لأن يُعبر عنه بالـ"جنيه" أو "الدولار"؛ فإذا سمع عن ميت كان السؤال الذي يقفز على لسانه: "كم ترك من الأموال؟"!

وإذا رأى شيئًا أعجبه سأل عن تكلفته كأنها الألف والياء لهذا الشيء، فقد يبادر ويسأل عن المتفوقين دراسيًا كم يكلفون آباءهم في الدروس الخصوصية، ففي حسه أن أي طالب متى أسلمته للمدرس الحاذق وأسلمت المدرس الحاذق "المعلوم" فسينتج من هذه المعادلة طالبًا متفوقًا، وهؤلاء عندما يصدمون بخلاف ما يتوقعون في أبنائهم لا يتشككون في قاعدتهم بقدر ما يتشككون في عدم إخلاص المدرس، أو أنه كان يريد المزيد من النقود، أو اتجهوا إلى مدرس يقبض بالدولار عساه أن يكون أنفع، وهكذا يمضى صاحب العقل الدولاري يقيّم كل ما يجده أمامه بالجنيه أو الدولار، وتبلغ المصيبة مداها إذا تكامل صاحب العقل الدولاري الشرائي بصاحب العقل الدولاري البيعي، وهو شخص لديه استعدادات لأن يبيع كل شيء حتى الدِّين والعرض، فهناك من يبيع، وهناك من يشتري، كما قال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا) (البقرة:79)، وقال: (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (النور:33).

وأما ثالث أصحاب العقول الشاذة: فصاحب العقل الجنسي الذي يشغله من كل كائن الجانب الجنسي فيه، ثم إنه متى سمع عن شخص اعتنى من سيرته بالجانب الجنسي دون غيره أو أكثر من غيره؛ ولأن هذا النوع من "الهوس" يطلبه كثير من الناس من فئات المراهقين، ومَن امتدت معهم مراهقتهم وصاحبتهم في كبرهم؛ فقد اقتنص أصحاب العقل الدولاري الفرصة وأخذوا يبحثون عمن لديه رُبع أو ثُمن أو عُشر موهبة كتابة مع كثير من أحاديث المراهقين الجانحين و"هلاوسهم الجنسية"؛ لكي يعملوا في الصحف التي يسميها أهل المهنة "صحفًا صفراء"، فتمت صفقة شيطانية بين مشترين -أصحاب الصحف الصفراء- وبائعين -العاملين فيها الذين يبيعون حصاد عقولهم الجنسية وأقلامهم الهزيلة- على تحويل أكبر كمٍّ ممكن من عقول الشباب إلى عقل جنسي، وهي مهمة يسيرة على هؤلاء، وهي أشبه بمن يأتي براقصة لكي تمثل دور راقصة في فيلم سينمائي.

حيث يمتلك هؤلاء غالبًا عقلية جنسية مستوحاة من عقلية "فرويد"، ذلك الرجل الذي توهم أن للجماد عالمه الجنسي، فماذا يمكن أن يكون في عقل صاحب قناعة كهذه إلا الاستغراق في تفاصيل الحياة الجنسية للنبات والحيوان والإنسان؟! فإذا فرغ من العلاقات الجنسية الطبيعية عرَّج على الحياة الجنسية الشاذة بجميع أنواعها، وهؤلاء غالبًا ما يجدون ضالتهم في بائعي الجنس والفسق والفجور من الممثلين والممثلات؛ فيسودون الصفحات، ويُجرون الحوارات حول تفاصيل حياتهم الجنسية، وهي إصدارات تضيق بها جدران مكتبة فسيحة الأرجاء، وإن كان العقل الجنسي لا يضيق بها أبدًا، ويظل دائمًا متطلعًا إلى المزيد من هذه الأخبار، ولكن لا بأس من باب دفع الملل أن يخرج أصحاب العقول الجنسية في فسحة خارج الفضاء الجنسي، ولكن مع استمرار ربط عقولهم بالآخية الجنسية، فيتكلمون عن الحياة الجنسية للساسة والزعماء، لا سيما وأن الساسة الأوروبيين في الآونة المعاصرة صورة لحضارتهم؛ أصحاب عقول جنسية دولارية بطنانة، بيد أن لكل واحد منهم تركيبته الخاصة به، وشهوته الغالبة عليه؛ بالإضافة إلى شهوة إرادة العلو في الأرض والتسلط على رقاب العباد، فإذا أفل نجمه السياسي باع مذكراته التي غالبًا ما تحتوى على تفاصيل علاقات جنسية طلبًا للحصول على حفنة ملايين من الدولارات، ثم ربما زادت شهوتهم إلى الخوض في تفاصيل الحياة الجنسية لكل أحد طلبًا لمزيد من الربح والشهرة، وهؤلاء ممن يدخلون تحت قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:19)، ويصدق عليهم وعلى مَن وقع في براثنهم قوله -تعالى-: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر:72).

فإذا استنكرت على هؤلاء المغيبين في غياهب الجنس صاحوا فيك وأجلبوا: أن الجنس غريزة فطرية، وأن الناس كلهم يمارسها، وأنها حق فطري، وأن المنكرين عليهم يعانون من ازدواجية، وأنهم ينكرون علنًا ما يفعلونه هم سرًا، وربما تفاصح بعضهم وارتدى ثياب الفقه فردد مقولة: "أنه لا رهبانية في الإسلام"! إلى غير ذلك من الأقاويل التي يرددها هؤلاء...

وطبعًا مشكلة هؤلاء: أن عقولهم المكدسة بالجنس وحكاياته لا تكاد تتسع إلا لما يُملى عليها، وقد أُملي عليها أن الدنيا عانت صراعًا بين الدين والعالمانية "الدنيوية"، وأن الدين دعا إلى ترك متع الحياة وبالأخص الجنس، سواء تم من خلال الزواج أو غيره -الرهبنة-، وأن رجال الدين كانوا في واقع الأمر أكثر نهمًا في باب الجنس من غيرهم؛ مما كان أحد الأسباب التي رفض من أجلها دعاة العالمانية أي قيد على حرياتهم الجنسية لا سيما إذا كان باسم الدين، وشجعوا الخوض في كل صور الجنس المباح والمحرم دينًا، والمألوف والشاذ اجتماعيًا، وسعوا بالأخص إلى كشف صور استمتاع رجال الدين بالجنس في الوقت الذي يحرمونه على الناس.

وفي الواقع: أن هذا العرض صحيح تمامًا شريطة أن يقيدوه بأن هذه حالة أوروبا، ودينها النصراني المحرف، وانتصار العالمانية عليه، وأما الدين الإسلامي فبريء من هذا الشطط، ومن ثمَّ فالعالمانية ليس لها من سلاح تحارب به الإسلام إلا الكذب، ونسبة أباطيل الدين النصراني إلى الدين الإسلامي؛ ليخلصوا إلى ضرورة التمرد على الدين لا سيما فيما يتعلق بشأن الشهوة الجنسية، وعلى الرغم من إصرار هذه الصحف ومحرريها على إغلاق عقولهم الدولارية الجنسية على ما هي عليه وعدم وجود الرغبة الصادقة منهم في الحوار؛ إلا أننا ننصح (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الأعراف:164)، كما أننا ننصح لكل من قرأ لهم أو تأثر بهم.

وسيكون كلامنا في النقاط التالية:

1- نظرة العهد القديم إلى الجنس.

2- نظرة العهد الجديد إلى الجنس.

3- نظرة العالمانية إلى الجنس.

4- تعامل الشريعة الإسلامية مع الجنس.

أولاً: تتسم الشرائع المذكورة في التوراة رغم تحريفها بالاتزان والاعتدال، والموافقة للشرع والفطرة؛ مما يوحي أن هذا مما بقي لهم من دين الأنبياء، ففيها مشروعية الزواج، ومشروعية تعدد الزوجات، ومشروعية الطلاق، لا سيما إذا استحالت العشرة أو حدث نفور بين الزوجين، بالإضافة إلى أن فيها حرمة الزنا، وفيها العقوبة عليه بالرجم، وفيها حرمة التزين لغير الزوج، وفيها ذكر النقاب، وأنه كان من العادات الإسرائيلية، بيد أن كُتَّاب الأسفار كانوا ممن وصفناهم بأنهم ذوو عقول جنسية، بل كانوا مفرطين في هذا الجانب إلى الحد الذي ينسى الكاتب وهو يكتب أنه يكتب تحذيرًا من الزنا وزجرًا عنه؛ فيستغرق في تفاصيل جنسية دقيقة تخرج بالسياق عن كونه تحذيرًا إلى كونه تهييجًا، والأعجب من هذا أن يَنسى الكاتب أنه يكتب، وينسب كتابته إلى الله -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-!

بل أعجب من ذلك أن ينتهز الكاتب فرصة الكلام على أي مخالفة ليحولها إلى زنا عن طريق ضرب المثال، ثم يستغرق في المثال، كما في المثل المزعوم: "أن الله ضربه لأورشليم و السامرة في تمردهما على أنبيائهم"، فشبههما بأختين زانيتين اسمهما كذا.. وكان من صفة زناهما أنهما كانا يفعلان كذا وكذا.. حتى غضب الله عليهما!

وكاتب "نشيد الإنشاد": يزعم أن الله أوحى إلى أحد الأنبياء هذا النشيد الذي تدعو فيه عروس زوجها إلى جماعها، وعذرهم أن هذا الأمر مطلوب في الأفراح!

هذا بالإضافة إلى أن كاتبي العهد القديم وإن أبقوا على حرمة الزنا؛ إلا أنهم قدموا للقارئ أسوأ صورة عن الأنبياء وأسرهم؛ حيث نسبوا الزنا إلى الأنبياء في أكثر من موضع، بل نسبوا إليهم زنا المحارم -حاشاهم من ذلك-.

إن كُتاب العهد القديم قد عانوا من حالات الانكسار التي كانوا عليها أثناء النفي البابلي؛ فأضافوا لما ورثوا عن أنبيائهم أمورًا، منها: ما يتعلق بالإباحية الجنسية، والتي غالبًا ما تشيع في الأمم العاطلة المنكسرة.

ثانيا: العهد الجديد:

رغم أن الأناجيل تقدم صورة تبدو رومانسية ومنفلتة عن عيسى -عليه السلام- تجاه النساء -حاشاه عليه السلام من ذلك-! من أظهرها: "قصة المرأة السامرية"، و"قصة ساكبة العطر"، و"قصة المرأة الزانية" التي امتنع عيسى -عليه السلام- من إقامة الحد عليها -بزعمهم-؛ إلا أن رسائل بولس تحمل موقفًا عنيفًا من المرأة والازدراء للجنس، وتفضيل لحياة العزوبية وعدم الزواج بالكلية، وإلا فبحسبه مرة، ومِن ثمَّ لا تأذن رسائل بولس بالجمع بين أكثر من واحدة ولا بطلاق الواحدة والزواج من أخرى إلا لعلة الزنا، وهو أمر تختلف الطوائف النصرانية في تقديره، وحتى العبارات التي تُنسب إلى عيسى -عليه السلام- في تقرير هذه الأمور يوجد خلاف واسع بين شراح الأناجيل في ثبوتها وفي معناها.

ثم نشأت ظاهرة الرهبنة في الموحدين من النصارى هروبًا من جحيم التعذيب الذي صبه عليهم أتباع بولس بعد الاستقواء بالإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين الذي تنصر، فكان الموحدون يفرون للإقامة في الصوامع في الصحاري حتى لا ينكرون ولا ينكر عليهم، ثم لما استتب الأمر للمثلثين أعجبتهم فكرة الصوامع فتوسعوا فيها، ووجدوا فيها فرصة لتطبيق تعليمات بولس بشأن عدم الزواج، وجعلوا ترك الزواج إلزاميًا على من ترهبن.

وقد أثمرت حركة العزوف عن الزواج عند الرهبان ثمرتين خبيثتين:

الأولى: ازدياد حركة الانحلال الجنسي في المجتمع؛ حيث غلبت على الناس قناعة بأن الجنس شهوة لا يُقدر عليها إلا بالرهبنة.

الثاني: عدم صمود الرهبان أمام مقاومة الفطرة؛ فحدثت حركة سعار جنسي داخل الأديرة تفاقمت وانتشرت رائحتها حتى أزكمت الأنوف.

ثالثا: العالمانية والجنس:

ولما قامت الثورة الفرنسية العالمانية نُشرت فضائح الأديرة، وواجهت الناس بالحقيقة: أن السعار الجنسي بالأديرة أشد منه خارجها، ولكن الرهبان يتظاهرون بالتسامي على الشهوة، والعامة صرحاء مع أنفسهم.

وكعادة الغرب يخير نفسه دائمًا بين متناقضين دون أن يعطي لنفسه مهلة التدبر والتعقل؛ فخيرت العالمانية الناس:

- بين السعار الجنسي المعلن ودون تأنيب ضمير.

- والسعار الجنسي المستتر مع تأنيب الضمير.

فاختار الناس الثاني أو اختير لهم الثاني، وتوسعوا فيه حتى أصبحت تجارة الجنس على رأس التجارات العابرة للقارات من أفلام ومسلسلات تحتوي على مشاهد جنسية إلى أفلام جنسية خالصة، ومواقع إنترنت وصحف ومجلات ومسابقات ملكات الجمال، وغيرها من الموبقات.

ونُقِلت التجربة إلى بلاد المسلمين على طريقة التلميذ الخائب الذي يغش من زميله فينقل فيما ينقل اسم المغشوش منه؛ فنقل العالمانيون العرب -قطع الله دابرهم- التجربة كما هي، وظنوا من فرط جهلهم بالإسلام أن الإسلام يتعامل مع الشهوة كما تعامل معها "بولس"! وأن أي حديث عن وجود مجال للشهوة المباحة نوع من الازدواجية مثل تلك التي كان يتعامل بها الرهبان وما زالوا، ومنهم من يتحذلق ويقول: "لا رهبانية في الإسلام" مطالبًا بفتح باب الإباحية على مصراعيه.

رابعا: الإسلام والشهوة:

قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم:20)، وهذه الآية على وجازة لفظها تبين المنهج الإسلامي في التعامل مع قضية الشهوة، والذي نلخصه استفادة من هذه الآية، ومن غيرها في:

1- أن خلق الذكر والأنثى نعمة من الله -تعالى-.

2- أن هذه النعمة لا تكون نعمة إلا إذا كان الذكر والأنثى (أَزْوَاجًا)، وأما التساهل في الزنا فقال الله فيه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) (الإسراء:32)، وأما اتخاذ الأخدان -وهي إحدى صور الزنا التي لا يرى الغرب فيها اليوم أي حرج- فقال الله -تعالى- فيها: (وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) (النساء:25).

3- أن اتصال الرجل والمرأة تحت مظلة الزواج كفيل بتحقيق المودة والرحمة التي يحتاج إليها الإنسان؛ لكي يطمئن على هذه الأرض، بينما المعاصي عمومًا ومنها الزنا لا يورث النفس إلا إضطرابًا (فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَالْكَذِبَ رِيبَةٌ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

4- أن الشهوة إذا انحرفت عن هذا المسار؛ أصبحت دمارًا على البشرية، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ) (متفق عليه)، وهي سبب لعقوبات ربانية في الدنيا والآخرة، منها الأمراض الغامضة: (لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

5- وأن الشهوة طالما أنها لا تنبغي إلا بين الزوجين؛ فينبغي كذلك أن يستتر بها بحيث لا ترى ولا تسمع ولا يتحدث بها طرفاها (فَإِنَّ مَثَلَ ذلِكَ مَثَلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ) (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني)؛ ولأن كل هذا مِن شأنه أن يهيج الشهوة في غير محلها، وبين غير الزوجين، ومِن ثمَّ فان إباحة الشهوة مقيدة بين الزوجين يتفق تمامًا مع ضرورة كتمها عن غيرهما لمَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

6- أن الشرع جاء لتعليم الناس وتأديبهم بما يصلحهم، ومن ذلك: أمور تتعلق بآداب قضاء الشهوة تطوى عمن لا يحتاج إليها، وتذكر في مظانها، ولا تلاك بالألسنة ولا في المجالس العامة.

ومن هذا العرض الموجز نستنتج: أن الإسلام هو الإسلام، وشريعته تتمايز غاية التمايز عن الشرائع المحرفة، وعن دين العلمانية، وأنه ليس فيه من تعارض ولا ازدواجية، ولا إظهار شيء وإبطان آخر.

ومن جملة ذلك: أن الله أرسل رسله، وجعل لهم أزواجًا وذرية؛ ليعلم الخلق أن الأنبياء بشر منهم، مركب فيهم نفس شهواتهم، وأن هذه الشهوة ليست دنسًا يستحب أن يترفع الإنسان عنه كما زعمت الرهبانية!

وليست إلهًا يعبد من دون الله، أو شيئا لا يستطيع الإنسان السيطرة عليه أو تهذيبه أو العيش لحظة دون استغراق بالتفكير فيه.

إن الجنس في حياة الصالحين لحظات يعطون للنفس فيها حظها كلحظات الطعام والشراب تمامًا، تنتهي ليغلق معها هذا الباب، ويتم التفرغ لمهام الدين والدنيا، فهل نأمل أن يحاول أصحاب العقول الجنسية الدولارية البطنانة أن يكونوا أصحاب عقول طبيعية ولو لمرة واحدة في حياتهم.

للمزيد من مواضيعي

 








توقيع queshta
و كن آملا في غد غير ناس قبول الغفور لمن أذنبا
و إن ساعة خامرتك الظنون التي أبعدتك فعد تائبا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 10.08.2010, 22:46
صور ابوحازم السلفي الرمزية

ابوحازم السلفي

عضو

______________

ابوحازم السلفي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 11.06.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.649  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.09.2017 (16:29)
تم شكره 16 مرة في 15 مشاركة
افتراضي


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد


جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذا النقل الرائع

الشيخ الفاضل

عبدالمنعم الشحات

سلمت يمينك عل هذه الدرر
لا حرمنا الله من علمك








توقيع ابوحازم السلفي
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 12.08.2010, 00:13
صور أسد الجهاد الرمزية

أسد الجهاد

مشرف المنتديات النصرانية

______________

أسد الجهاد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 11.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.014  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
01.02.2015 (20:35)
تم شكره 183 مرة في 136 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس
وكاتب "نشيد الإنشاد": يزعم أن الله أوحى إلى أحد الأنبياء هذا النشيد الذي تدعو فيه عروس زوجها إلى جماعها، وعذرهم أن هذا الأمر مطلوب في الأفراح!

هذا بالإضافة إلى أن كاتبي العهد القديم وإن أبقوا على حرمة الزنا؛ إلا أنهم قدموا للقارئ أسوأ صورة عن الأنبياء وأسرهم؛ حيث نسبوا الزنا إلى الأنبياء في أكثر من موضع، بل نسبوا إليهم زنا المحارم -حاشاهم من ذلك-.

إن كُتاب العهد القديم قد عانوا من حالات الانكسار التي كانوا عليها أثناء النفي البابلي؛ فأضافوا لما ورثوا عن أنبيائهم أمورًا، منها: ما يتعلق بالإباحية الجنسية، والتي غالبًا ما تشيع في الأمم العاطلة المنكسرة.


قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيداً (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (170)}النساء
جزاك الله خيراُ أخى الكريم queshta







توقيع أسد الجهاد

ما أروع هذا الموقع وما أجمل هذا الصوت
هـــــــــــــنا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 14.08.2010, 19:14
صور queshta الرمزية

queshta

عضو

______________

queshta غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.770  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
27.05.2013 (01:23)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها ابوحازم السلفي
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد


جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذا النقل الرائع

الشيخ الفاضل

عبدالمنعم الشحات

سلمت يمينك عل هذه الدرر
لا حرمنا الله من علمك


و جزاك بمثله
أخي الفاضل:
أبا حازم





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 14.08.2010, 19:15
صور queshta الرمزية

queshta

عضو

______________

queshta غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.770  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
27.05.2013 (01:23)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيرا
أخي الفاضل:
أسد الجهاد
على المرور





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 14.08.2010, 23:14
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيرا اخي الفاضل







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 25.08.2010, 22:34
صور queshta الرمزية

queshta

عضو

______________

queshta غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.11.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.770  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
27.05.2013 (01:23)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها جادي
جزاك الله خيرا اخي الفاضل

و جزاك بمثله
أخي الفاضل:
جادي





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
والعقل, المصرية, الجنسي, الدولاري, الصحافة, العقل


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
معنى نقص العقل والدين عند المرأة tanjawiya رد الافتراءات حول المرأة في الإسلام 14 30.05.2016 23:48
صفحة خاصة بضيفتنا الفاضلة العقل الراوى رد الافتراءات حول المرأة في الإسلام 49 01.04.2010 20:14
رحبوا معى بضيفتنا الفاضلة ...العقل الراوى قسم الحوار العام 15 21.02.2010 15:59
المخدرات ونعمة العقل أمــة الله القسم الإسلامي العام 0 31.01.2010 01:58



لوّن صفحتك :