القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 20.12.2011, 12:45

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي الشهادتين ... خطبة جمعة لنبيل الرفاعى


خطبتى الجمعة بعنوان

( الشهادتيــــن )
الشهادتين خطبة جمعة لنبيل الرفاعى
الشهادتين خطبة جمعة لنبيل الرفاعى
الحمد لله، تبارك ربنا إلهًا رحيمًا غفّارًا، أحمده سبحانه وأشكره،
وأتوب إليه وأستغفره، لم يزل عفوه مدرارًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةً تزيد قائلها عِظة وادّكارًا،
وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبد الله ورسوله، أعظم البرية قدراً ومقدارا،
وأزكاهم نفساً وأكثرُهم اصطبارا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته
صفوةِ الدنيا خشيةً لله وافتقارًا، والتابعين ومن تبِعهم بإحسان
وسلّم تسليمًا مباركًا ليلاً ونهارا.
أمــا بــعــد :
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فالتقوى حياةٌ في القلب،
ويقينٌ بالغيب، وحالةٌ في النفس، تتبينُ منها اتجاهات الأعمال، وتتوجه بها المشاعر الباطنية
والتصرفات الظاهرية، ويتّصِل بها العبد بربه سراً وجهراً. من تأمّل خطوب الأيام استغنى عن
خطب الأنام، ومن سلك مسالك الاعتبار أضاءت له مصابيح الاستبصار. فتأملوا ـ رحمني الله وإياكم ـ
في دروب المسير، وتذكَّروا أين المصير، وبادروا قبل هجوم الفاقرة، وشمّروا لعمل الآخرة.
{ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى *أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى *
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى *فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى *
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى }
القيامة 37 إلى 40
أيها المسلمون: إن الإيمان بالله ينبت شعورا بالخضوع التام لله. خضوعا تمتزج فيه الرغبة والرهبة.
وليس فى هذا عجب. فإن الذى يعرف عظيما من البشريحس نحوه بالإعزاز والانقياد.
فكيف بمن عرف الله؟ وفقه صفاته العظمى وأسماءه الحسنى؟
لا شكَّ أن الخضوع المطلق لله، سوف يملأ فؤاده ٬ ويجعلُ مبدأ السمع والطاعة أساس صلته به ،
الخضوع الذي يقوده إلى التسليم التام لله ٬ والإنفاذ الكامل لما حكم به
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }
النساء 65
وكلمة الإسلام فى مدلولها اللغوى٬ وفى مصطلحها الشرعى تسوق إلى هذا المعنى .
إنها لا تعنى الخضوع الجزئى ٬ أو الخضوع المشروط ٬ أو الخضوع الكاره . إنها خضوع لله
٬ ينقل الإيمان المستكن فى القلب إلى عمل تصطبغ به الجوارح .
ويترجم اليقين الخفى إلى طاعة بارزة فى الحياة الخاصة والعامة.
إخوة الإسلام: إذا كان الأمر كذلك، فحريٌ بنا أن نقف وقفة تأمل وتدبر، وإمعان وتفكر،
عند أول ركن من أركان الإسلام، نتأمل في معانيه، ونتفكر في مدلولاته. إنه ركن الشهادتين،
وأول شرائع الإسلام:إنها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، كلمة التوحيد
التي أُرسل من أجلها الرسل، وقامت عليها الشرائع، وأنزلت لبيانها الكتب،
كم كُذبت بسببها رسلٌ وأنبياء، وكم أزهقت في سبيل إعلائها أرواح ومُهج.
عباد الله: هذه الكلمة العظيمة في مفهومها ودلالاتها، تعنى شيئا أبعد مما يعتقده كثير من الناس٬
إنك حين تذهب إلى ساحة القضاء فتشهد بما تعرف فى قضية ما، فإنك لاتقصد مجرد الإخبار.
إنك بما تقول تحق حقا كاد الباطل يغلبُه ٬ وتخذل باطلا كاد يروج وينتصر٬
إن الإخبارالمجرد قد يكون قصصا مسليا٬ وقد يكون حكما جادا.
وشهادة التوحيد حين ترسلها فى ساحة الحياة ، فأنت بهذه الشهادة لا تطلق خبرا هو بعضَ
ما يتداوله الناس من كلام ، أو يتناقلونه من حديث. إنها شهادةٌ تعنى إحقاق حق و إبطال باطل.
إنها شهادة تعنى أنك قررت المضى فى الحياة وفق خطة تعادي فيها كل شريك لله،
وتقر لله بالوحدانية. إنك بهذه الكلمة أبديت وجهة نظرك فى قضايا كثيرة تشغل الناس ليلا و نهارا.
إن الناس فى حياتهم اليومية يخضعون لآلهة شتى. ويطوفون حول كعبة تحفها أصنام المال
والجاه والسلطة. وكم فى الدنيا من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم .
وكم فيه ممن ساء فهمهم فى الألوهية. ومن أنكروها البتة...
فى هذه الظروف العصيبة يكون معنى أشهد أن لا إله إلا الله. أنك فى ساحة الحياة تدفع بعملك باطلهم ،
وتجابه بحقك ضلالهم . وتعلن أنك مستمسك بعرى هذا الحق٬ وأنك لاتخفيه فى سريرتك
بل تشهد به ليظهر بين الملأ ويُعرفَ ويُتقرر. إن شهادة ألا إله إلا الله،ليست فقط دلالة إيمان.
بل هى مجاهرةٌ برأي،وبدايةٌ لسلوك.
إنها شهادة تنتقل من ساحة القضاء إلى ساحة الحياة لتكون منهاجاً لنفسِ عرفت الله.
وقررت أن تسيرباسمه فى كل درب!
إخوة الإيمان: ومن بعد الشهادة بأن لا إله إلا الله، تأتي الشهادة بأن محمدا رسول الله.
فإن الإيمان بالله يستلزم الإيمان بأنبيائه واحدا واحدا. فمن آمن برجل منهم وكفر بالآخر
فهو بهم جميعا كافر٬ وهوبالله كذلك كافر٬
لا فرق بين موسى وعيسى ومحمد وسائر المرسلين.
فالله عز وجل أبرُّبأنبيائه من أن يدعهم لعبث العابثين وتفريط المفرطين
٬فهم لم يعيشوا على ظهر الأرض لأنفسهم ٬ بل عاشوا لربهم، يُذكِّرون به٬
ويدفعون الناس إليه ٬ فكيف يبعدهم الله عنه بعد ذلك ؟ لقد قال عز وجل :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ
وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }
النساء150
أيها الإخوة الأفاضل: ولسائل أن يسأل: لماذا اقتصر لفظ الشهادة
على ذكر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ؟ ولم يُذكر باقي الأنبياء؟
والجواب: هو أن الشهادة بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله شهادة لجميع المرسلين
على اختلاف العصور بأنهم حق٬وأن اتباعهم واجب.
ذلك٬لأن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم جاء مصدقا لجميع من سبقوه من النبيين٬
ومجددا لتعاليمهم ٬ ومنصفا لهم من الأتباع الغالين والجائرين٬ ورافعا لذكرهم فى الآخرين
كما ارتفع فى الأولين . ومعنى أشهد أن محمدا رسول الله:
أي أتعهد بأن أتخذ من حياته الأسوة الحسنة ، وأن أستمسك بالسنة التى رسمها
٬وأستظل باللواء الذى نصبه.
معاشر الإخوة الأحبة: إن سرالعظمة فى حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرجع إلى
أنه إنسان كامل ٬ بلغ ذروة الارتقاء البشرى عن طريق العبودية الصحيحة لله.
فهو لم يزعم يوما أن الله حلَّ فيه ٬ أو أن بينه وبين الله نسبا يخلع عنه وصفا من
أوصاف البشرية المعتادة ٬ كلا ٬إنه واحد من الناس تخيرته العناية العليا ليبلغ عن الله
٬وليكون رائدا يتقدم صفوف التائبين إلى ربهم
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
الكهف110
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
هود112
لقد كان عليه الصلاة والسلام رجلا سوىَّ المشاعر ، قوىَّ العضلات لم يَعِب بدنَه عاهةٌ أو علة.
تصله هذه العافية بأقطار الحياة الصحيحة دون عقد نفسية. لقد كان زوجا وأبا وتاجرا وفارسا ٬
كان يتعرض للغنى والفقر ٬ والنصر والهزيمة٬ والحَزَن والسرور ٬ والرضا والغضب.
ومع هذه البشرية التى يشاركه فيها سائرُ الخلق ، فقد انتظم سره وعلنه فى خشوع و جهاد
وتفانِ فى ذات الله٬جعله يتحدث عن نفسه صادقا مصدوقا
فيقول صلى الله عليه و سلم
(أنا أتقاكم و أعلمكم بالله ) .
أيها الأحبة الكرام: من هنا تجىء الأسوة. من بشر مثلنا أحرز الكمال الإنسانى
على صعوبة الظروف وقوة البيئة التي أحاطت به٬
وفى هذا يقول الكتاب العزيز :
{ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ
حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً *
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً *
قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ
لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً }
الإسراء 93 إلى 95
أجل عباد الله ٬ لأن سكان الأرض بشر لهم غرائزهم البدنية ورغائبهم النفسية ٬
ويتعرضون فى حياتهم لمشاعر الضيق والفرج ٬ والشدة والرخاء ٬ والكدح والراحة ٬
والتجمع والشتات٬ لذا كان من المناسب أن يجيئهم نبى منهم يتعرض لمثل ما يتعرضون ٬
ويواجه ما يعرض له بأحسن تصرف وأشرف سلوك.
من هنا- رعاكم الله- تكون الأسوة ٬ من خطوات هذا الرسول الإنسان ،
فى مرضاة الله والوقوف فى ساحته وابتغاء وجهه تكون السنة التى يجب أن تتبع

) فمن رغب عن سنتى فليس منى . (
وبعد – يا إخوة الإسلام: فإن كلمة التوحيد تحتل مكان القيادة فى حياة الفرد المسلم
والمجتمع المسلم ٬ وعليها المدار فى جميع الطاعات التى حفل بها الإسلام.
ولما كان الإسلام هوالخضوع التام لله، وكلمة التوحيد هي القائد والدليل إلى هذا الخضوع والتسليم،
كان حريّاَ بكل مسلم أن يفقه معناها، وأن يقف عند حدودها، وأن يجعلها شعاره ودثاره في هذه الحياة،
ممتثلاَ قول ربه ومولاه :
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }
محمد19
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم،
وبهدي محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الشهادتين خطبة جمعة لنبيل الرفاعى
الحمد لله مصرِّف الأمور، ومقدِّر المقدور،
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ }
[غافر:19].
أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الغفور الشكور،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تنفع يوم النشور،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور،
صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى،
ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور.
أمــا بــعــد :
فإن شهادة التوحيد وهى الركن الأول فى الإسلام،هي في مفهومها إسهام من البشر
فى إعلان تنزيه الله٬هذا الإعلان الذى تتجاوب معه مواد الكون وموجوداته علوا وسفلا
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }
الإسراء44
واسم الله أحق اسم بالهتاف والتقديس والدعاء والتمجيد. فإذا أُغلقت الأفواه دون النطق
بهذه الشهادة الواجبة٬ وإذا صُرف الناس عن الاعتراف بهذه العظمة السائدة ٬
فأين يذهبون ؟ وكيف يعيشون ؟
{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }
آل عمران 83
إخوة الإسلام: إن من أظهر معاني ومدلولات الشهادتين،عبادةُ الله ، واستشعارُنعمائه،
والاستعدادُ للقائه ٬ والفزعُ إلى طوله ٬ ومد اليد إلى عطائه. ولن يُبارك للعالم فى يومه
وغده إلا إذا استقام على هذا المنهج .. والله جل وعز لن يمنع الناس فضله ما بقيت أكفهم ممدودة إليه ٬
فإن أبَو إلا النسيان فسيصرعهم القلق والعنت ولن يضروه شيئا٬
إنهم أحوجُ مايكونون إليه وهو غنى عنهم أبدا.
عن أبى ذر رضى الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
يقول الله عز و جل فى الحديث القدسى:
[ يابنى آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفرونى أغفر لكم.
و كلكم فقير إلا من أغنيت فاسألونى أعطكم.
و كلكم ضال إلا من هديت فاسألونى الهدى أهدكم.
و من استغفرنى- و هويعلم أنى ذو قدرة على أن أغفر له -غفرت له و لا أبالى .
و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم اجتمعوا
على قلب أشقى رجل واحد منكم ما نقص ذلك من سلطانى مثل جناح بعوضة.
و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم اجتمعوا
على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زادوا فى سلطانى مثل جناح بعوضة .
و لو أن أولكم و آخركم و حيكم و ميتكم و رطبكم و يابسكم سألونى
حتى تنتهى مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألونى
ما نقص ذلكم ما عندى كمغرز أبرة لوغمسها أحدكم فى البحر.
و ذلك أنى جواد واجد ماجد ٬ عطائى كلام و عذابى كلام.
إنما أمرى لشىء إذا أردته أن أقول له: كن فيكون ] .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وخُذوا من صحّتكم لمرضكم، ومن حياتكم لموتِكم،
ومِن غِناكم لفقرِكم، ومن قوّتكم لضعفكم.
و أشهدوا أن لا إلَه إلا الله و أن محمد رسول الله
ثم أكثِروا من الصلاةِ والسلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ والأيام،
واعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً وحكمة، فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا والآخرة
فإنما نالَتْه على يدِه، فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا والآخرة،
فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم،
وحضورَهم مساكنَهم في الجنة، وهو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة، وهو يوم عيدٍ لهم في الدنيا،
ولا يُردُّ فيه سائلُهم، وهذا كلّه إنما عُرِف وتحصَّل بسبَبِه وعلى يدِه عليه الصلاة والسلام،
فمِن الشكر وأداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ والسلام عليه،
كيف وقد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56]
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
للمزيد من مواضيعي

 







آخر تعديل بواسطة بن الإسلام بتاريخ 20.12.2011 الساعة 13:25 .
رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
لنبيل, الرفاعي, الشهادتين, جمعة, خطبة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 23.10.2011 12:54
لا تنتظر الشكر من أحد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 17.10.2011 22:42
الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام العقيدة و الفقه 0 10.10.2011 12:59
العفاف - خطبة جمعة / نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.09.2011 16:36
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 19.08.2011 14:34



لوّن صفحتك :