همة فى أعالى الجبال

[شذى الإسلام]

همة فى أعالى الجبال

	إخوتى / أخواتى أعجبتنى هذه القصة جدا حين قرأتها فى جريدة الأهرام فأحببت أن أنقلها إليكم لتشاركونى الاعجاب باصرار هذا الرجل وفعلا بحثت على صفحات النت كى أنقلها إليكم من أى موقع هى عليه ولكنى لم أجدها سوى فى مكان واحد ففرحت جدا وأسرعت أنسخ الموضوع فاذا بالنسخ ممنوع من هذا المكان . ولا أخفيكم سرا أصبت بخيبة أمل وغيظ فى نفس الوقت وولكنى أصررت أن تقرأوا معى قصة هذا الرجل فأخذت أنقل الموضوع كلمة كلمة من هذا الموقع وأصحح الأخطاء الاملائية التى به ولا أخفيكم سرا قررت أن أفعل خاصية عدم النسخ عندنا فى شعاع الاسلام من شدة الغيظ ولكنى بعد أن استشرت شخصا أحسبه على خير جزاه الله عنا خيرا قال لى ولماذا نمنع النسخ ؟ وقال لى هناك فرق بننا وبينهم فنحن نحب ونرحب بأن ينقل الناس عنا فتراجعت عن تفعيل الخاصية وقررت أن أضع هذه القصة بين أيديكم لتعم الفائدة

إليكم القصة كما كتبتها ولكم أجر النشر إن شاء الله

لم يخطر ببال متسلق الجبال هيو هر وهو فى السابعة عشر من عمره أن إعاقته ستكون سببا فى تفوقه العلمى , ففى ذلك الوقت كان طالبا متوسطاً أو ضعيف المستوى يولى اهتماما أكبر بالرياضة وفى إحدى الأيام الجليدية صعد هو وزميله أحد الجبال بولاية نيو هامبشير بالولايات المتحده الأمريكية , ونظرا لكثافة الضباب وسرعة الرياح ضلا طريقهما وأصيبا ، ولحسن الحظ عثرت عليهما سيدة وسط الثلوج بعد فترة من الحادث ، وحين وصلا المستشفى للعلاج أخبرهما الأطباء بضرورة بتر ساقه
ويتذكر هيو جيدا حديث الأطباء وهم يقولون له : " لن تتمكن من تسلق الجبال أو الجرى بعد اليوم "





ويبدو أنهم كانوا مخطئين ففى كل يوم على مدار السنوات الأربع الأخيرة يركض الدكتور هيو هر لمسافة 3 كيلومترات قبل أن يذهب إلى معمله لأبحاث الميكانيكا الحيوية بجامعة ماس شوستس
يقول الدكتور هيو هر البالغ من العمر 46 عاما أنه حول أهم عائق فى حياته إلى تحد ، حيث سعى إلى دراسة الهندسة والالكترونيات ثم حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد فى مجال الفيزياء الحيوية ، وبعد ذلك جمع بين دراسة التشريح البشرى والهندسة لتصميم أطراف صناعية وأخذ يطورها على مدار السنوات الست الأخيرة
ومن المتوقع طرح أحدث جيل لهذه الأطراف دوليا خلال هذا العام ( 2011 ) كأحدث ابتكار تكنولوجى يتيح لمصابى الحرب وكل من تعرضوا لبتر الساقين ليتمكنوا من الحركة والجرى مثل الآخرين




وأضاف الدكتور هيو بعد شهور من علمية البتر وتركيب الساق الصناعية بدأت أجرى تجارب لتغيير أنواع المعادن المستخدمة فى الساق كى تكون أخف وزن وأسهل فى الحركة ولم أعبأ بأن يكون شكل الأطراف مشابه للسيقان الطبيعية كل ما كنت أريده عو أطراف أسهل فى الحركة ، وعلى ذلك ان التصميم الأول للسيقان عباره عن اسطوانا من الألومنيوم تتحمل وزنى وذات أطراف مدببة يمكن وضعها بين الصخور عند تسلق الجبال
ومع نجاح تلك التجربة أدرك هيو أن التطنولوجيا لها دور كبير فى تغيير مسار حياته للأفضل ، حيث قضى سنتين من عمره يتسلق الجبال بالولايات المتحدة ويشارك فى المسابقات الرياضية كأحد الأبطال الذين تحدوا اعاقتهم .




الغريب فى الأمر أنه رغم نجاحه فى صعود الجبال إلا أنه كان يعانى عند المشى على الأرض ، فطبقا للعلماء هناك مشكلات كثيره عند استخدام الأطراف الصناعية ، حيث لا يمكن توجيهها عبر الخلايا ، وبالتالى فهى تعتمد على الحركة العضلية للفخذ والركبة وذات مجال حركة محدود ، كما أنها تسبب إصابات للمعاقين بفعل الاحتكاك بين الجسم والمعدن إلى جانب أنها تحدث آلاما بالظهر عند المشى أو العدو لوقت طويل ، أضف إلى ذلك أن الأطراف الصناعية البديلة للساق لا تحفظ التوازن بالقدر الكافى وبلا مفاصل مرنة مثل رسغ القدم أو الكاحل ، وبالتالى فان المعاق يحتاج لبذل مجهود مضاعف بنسبة 30 % أكثر من الآخرين




كانت نصيحة الأطباء من جديد هى ضرورة التكيف مع الوضع إلا أن الدكتور هيو كان له رأى آخر
حيث بدأ يعالج المشكلات التى يعانيها واحدة تلو الآخرى . وكان أول المشكلات التى يعانيها هى الاصابات المتكرره بفعل الاحتكاك نظرا اصراره على المشى ، وقد ساقته الظروف أثناء دراسته للهندسة للتعرف على مهندس طيران فى الجيش الأمريكى خلال حرب فيتنام وهو بارى جوسثنيان وهو أحد المعنيين بتحديث الأنظمة الهيدروليكية لامتصاص الصدمات عند هبوط الطائرة وبعد شهور من التجارب توصل هيو بالتعاون مع بارى لتصنيع جوارب من البولى يوريثين لتقليل الاحتكاك وامتصاص الصدمات والحد من الاصابات للمعاق عند استخدام الأطراف الصناعية وهو المنتج الذى حصل عنه على أول براءة اختراع ، وقد تلت هذه التجارب صعوده الأكاديمى كأحد أهم الباحثين فى مجال الأطراف الصناعية ، حيث استمر فى تطويرها باضافة محركات صغيرة وقرون استشعار تقوم بدو الوسيط بين الجهاز العصبى والعضلى للمصاب والطرف الصناعى ، إذ تقوم الأجهزة المضافة برصد وتقدير نوع التربة والحركة المطلوبة والقيام بما لايستطيع المعاق عمله وبالتالى تكون المحصلة أن يمشى أو يجرى بصورة طبيعية .. هذه النقطة قيد البحث بين أوساط علمية مبتكرة حيث تجرى بعض الدراسات بجامعة براون وممولة من الجيش الأمريكى بأن يتم زرع إلكترون فى رأس المريض بحيث يمكنه توجيه الأطراف الصناعية عبر المخ دون الحاجة لبذل مجهود عضلى إضافى ، ودون أن يسبب هذا الأمر متاعب تالية لفقرات الظهر ، على الجانب الآخر يعمل دكتور هيو على تحسين كفاءة الأطراف ويجعلها أكثر ذكاءاً فى تقدير الحركة المطلوبة عبر توجيه حركى بسيط





يقول الدكتور هيو : على الرغم من أن الأطراف الصناعية مصنعة من الألومنيوم وسيليكون وكربون إلا أنه يمكن جعل هذا الخليط أكثر تفاعلا مع متطلبات الانسان كما أن المستقبل يبشر بأن العلاقة بين الانسان والروبوت ستتشابك بما سينهى كلمة اعاقة من قاموسنا اللغوى
يبدو أن الدكتور هيو واثق الخطى وهو يعرض أبحاثه والنماذج الجديدة لابتكاراته والتى ضمها مؤخرا فى المعرض الدولى لتكنولوجيات الروبوت والصناعات الحديث ، والذى يحمل اسم ( أشياء تفكر ) ورغم كل مشاغله مازال هيو إلى يومنا هذا يعدو كل صباح ويخطط لتسلق الجبال الصخرية فى ايطاليا وأمريكا فى الأعياد والأجازات دون أن يساوره أدنى شك فى إمكاناته الجسدية أو قدراته العقلية

( شذى الإسلام )

للمزيد من مواضيعي