القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 30.01.2012, 13:55

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي عام جديد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى


خطبتى الجمعة بعنوان
( عــام جــديــد )
جديد خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
جديد خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله ، ما تعاقب الجديدان و تكررت المواسم ، أحمده سبحانه و أشكره شكر التقي الصائم ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عامل بها وعالم ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله حميد الشِّيم و عظيم المكارم ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه كانوا على نهج الهدى معالم ،
والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــا بــعــد :
فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله حيثما كنتم ،
و قوموا بالأمر الذي من أجله خُلقتم ؛
{ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }
[الذاريات:56].
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ }
[المؤمنون:115].
أيها المسلمون في مستفتح العام يحسن التذكير . و ما يتذكر إلا من ينيب ،
من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، و اشتدت عليه حسراته .
لا بد من وقفةٍ صادقةٍ مع النفس في محاسبةٍ جادةٍ ، و مساءلةٍ دقيقةٍ ، فوالله لتموتن كما تنامون ،
و لتبعثنَّ كما تستيقظون ، و لتجزون بما كنتم تعملون .
هل الأعمار إلا أعوام ؟ و هل الأعوام إلا أيام ؟ و هل الأيام إلا أنفاس ؟
و إن عمراً ينقضي مع الأنفاس لسريع الانصرام .
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا
وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا }
[آل عمران:30] .
هذه يد المنون تتخطف الأرواح من أجسادها . تتخطفها و هي راقدة في منامها .
تعاجلها و هي تمشي في طرقاتها . تقبضها و هي مكبة على أعمالها .
تتخطفها و تعاجلها من غير إنذار أو إشعار .
{ فَإِذَا جَآء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَـئَخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }
[النحل:61].
ها هو ابن آدم يصبح سليماُ معافى في صحته و حُلَّته ،
ثم يمسي بين أطباق الثرى قد حيل بينه و بين الأحباب و الأصحاب .
أيها الإخوة : و هذه وقفة محاسبة مع النفس ، بل مع أعز شيء في النفس ،
مع ما بصلاحه صلاح العبد كله ، و ما بفساده فساد الحال كله .
وقفةٌ مع ما هو أولى بالمحاسبة و أحرى بالوقفات الصادقة
يقول نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم :
(( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
و إذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا و هي القلب )) .
و يقول عليه الصلاة و السلام :
(( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه )) .

أيها المسلمون : من عرف قلبه عرف ربَّه ، و كم من جاهل بقلبه و نفسه ،
و الله يحول بين المرء و قلبه .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف و ينكر المنكر .
أيها الإخوة : لا بد في هذا من محاسبةٍ تَفُضُّ مغاليق الغفلة ،
و توقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب و اللسان و الجوارح جميعاً .
من لم يظفر بذلك فحياته كلها و الله هموم في هموم ، و أفكارٌ و غموم ، و آلامٌ و حسرات .
بل إن الله لم يبعث نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم إلا بالمهمتين العظيمتين :
علم الكتاب و الحكمة و تزكية النفوس .
{ هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ
وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ }
[الجمعة:2] .
بل لقد علَّق الله فلاحَ عبده على تزكية نفسه و قدم ذلك و قرره بأحد عشر قسماً متوالية ؛
اقروؤا إن شئتم و تأملوا قول الحق :
{ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَـٰهَا * وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلـٰهَا * وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّـٰهَا *
وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَـٰهَا * وَٱلسَّمَاء وَمَا بَنَـٰهَا * وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَـٰهَا *
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا *
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا }
[الشمس:1-10] .
أيها الإخوة : إن في القلوب فاقةً و حاجةً لا يسدها إلا الإقبال على الله و محبته و الإنابة إليه ،
و لا يلم شعثها إلا حفظ الجوارح ، و إجتناب المحرمات ، و إتقاء الشبهات .
معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ، و من أظهر المعالم في طريق الصالحين .
معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب و خفقاته ، و حركاته و لفتاته ، و الحذر من كل هاجس ،
و الاحتياط من المزالق و الهواجس ، و التعلق الدائم بالله ؛ فهو مقلب القلوب و الأبصار .
جاء في الخبر عند مسلم رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
(( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز و جل
كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )) .
ثم قال رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام :
(( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك )) .
و لا ينفع عند الله إلا القلب السليم :
{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
[الشعراء:88-89] .
و من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( و أسألك قلباً سليماً )) .
و القلوب – أيها الإخوة – أربعة :
قلب تقي نقي فيه سراج منير : فذلك قلب المؤمن ،
و قلب أغلف مظلم : فذلك قلب الكافر :
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }
[البقرة:88] .
و قلب مرتكس منكوس : فذلك قلب المنافق ، عرف ثم أنكر، و أبصر ثم عمي :
{ فَمَا لَكُمْ فِى ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواْ }
[النساء:88] .
و قلبٌ تمده مادتان : مادة إيمان ، و مادة نفاق فهو لِما غلب عليه منهما .
و قد قال الله في أقوام :
{ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـٰنِ }
[آل عمران:167].
و في القلب قوتان : قوة العلم في إدراك الحق و معرفته و التمييز بينه و بين الباطل .
و قوة الإرادة و المحبة في طلب الحق و محبته و إيثاره على الباطل . فمن لم يعرف الحق فهو ضال ،
و من عرفه و آثر غيره عليه فهو مغضوب عليه .
و من عرفه و اتبعه فهو المنعم عليه السالك صراط ربه المستقيم .
يقول ابن القيم رحمه الله :
و هذا موضع لا يفهمه إلا الألبّاء من الناس و العقلاء ،
و لا يعمل بمقتضاه إلا أهل الهمم العالية و النفوس الأبية الزاكية .
و رجل الدنيا وواحدها هو الذي يخاف موت قلبه لا موت بدنه ،
و أكثر الخلق يخافون موت أبدانهم ، و لا يبالون بموت قلوبهم .
إذا كان الأمر كذلك أيها الأحبة . فاعلموا أن صاحب القلب الحي يغدو و يروح ،
و يمسي و يصبح و في أعماقه حسٌ و محاسبة لدقات قلبه ، و بصر عينه ، و سماع أذنه ،
و حركة يده ، و سير قدمه ، إحساس بأن الليل يدبر ، و الصبح يتنفس ،
و الكون في أفلاكه يسبح بقدرة العليم و تدبير الحكيم ؛
{ كُلٌّ يَجْرِى لاجَلٍ مُّسَمًّـى }
[لقمان:29].
قلب حي تتحقق به العبودية لله على وجهها و كمالها ، أحب الله و أحب فيه .
يترقى في درجات الإيمان و الإحسان فيعبد الله على الحضور و المراقبة ،
يعبد الله كأنه يراه ، فيمتلئ قلبه محبةً و معرفةً ، و عظمةً و مهابةً و أُنساً و إجلالاً .
و لا يزال حبه يقوى ، و قربه يدنو حتى يمتلئ قلبه إيماناً و خشية ،
و رجاء و طاعة ، و خضوعاً و ذلة ؛
(( و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )) .
كلما اقترب من ربه اقترب الله منه :
(( من تقرب إليّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً )) .
فهو لا يزال رابحاً من ربه أفضل مما قدم ،
يعيش حياة لا تشبه ما الناس فيه من أنواع الحياة :
{ فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ }
[البقرة:152].
(( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه )) .
من بذل شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، و جازاه أفضل ما قدم .
أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون ، خاشعون قانتون ، شاكرون على النعماء ،
صابرون في البأساء ، لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم ،
تجردوا من الأثرة و الغش و الهوى . اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب ،
و سخاء النفس مع مظانة العقل . هم البريئة أيديهم ، الطاهرة صدورهم ، متحابون بجلال الله ،
يغضبون لحرمات الله ، أمناء إذا ائتمنوا ، عادلون إذا حكموا ، منجزون ما وعدوا ،
موفون إذا عاهدوا ، جادون إذا عزموا ، يهشون لمصالح الخلق ، و يضيقون بآلامهم ،
في سلامة من الغل ، و حسن ظن بالخلق ، و حمل الناس على أحسن المحامل .
كسروا حظوظ النفس ، و قطعوا الأطماع في أهل الدنيا .
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
(( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير )) ،
فهي سليمة نقية ، خالية من الذنب ، سالمة من العيب . يحرصون على النصح و الإخلاص ،
و المتابعة و الإحسان . همتهم في تصحيح العمل أكبر منها في كثرة العمل :
{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }
[الملك:2] .
أوقفهم القرآن فوقفوا ، و استبانت لهم السنة فالتزموا ،
{ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ }
[المؤمنون:60] .
رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، بواطنهم كظواهرهم بل أجلى ،
و سرائرهم كعلانيتهم بل أحلى ، و همتهم عند الثريا بل أعلى .
إن عُرفوا تنكَّروا ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم ملائكة السماء .
هذه حياة القلوب و هذه بعض آثارها .
أما القلوب المريضة فلا تتأثر بمواعظ ، و لا تستفزها النذر ، و لا توقظها العبر .
أين الحياة في قلوب عرفت الله و لم تؤد حقه ؟؟ قرأت كتاب الله و لم تعمل به .
زعمت حب رسول الله و تركت سنته .
يريدون الجنة و لم يعملوا لها ، و يخافون من النار و لم يتقوها .
رُب امرئ من هؤلاء . أطلق بصره في حرام فحُرم البصيرة ،
و رب مطلق لسانه في غيبة فحرم نور القلب ، و رب طاعم من الحرام أظلم فؤاده ،
لماذا يُحرم محرومون قيام الليل ؟ و لماذا لا يجدون لذة المناجاة ؟
إنهم باردوا الأنفاس ، غليظوا القلوب ، ظاهروا الجفوة ؟؟.
القلب الميت : الهوى إمامه ، و الشهوة قائده ، و الغفلة مركبه ،
لا يستجيب لناصح ، يتَّبع كل شيطان مريد . الدنيا تُسخطه و ترضيه ،
و الهوى يصمه و يعميه . ماتت قلوبهم ثم قبرت في أجسادهم ، فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم .
قلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي ، و لا يوجعها جهل الحق .
لا تزال تتشرب كل فتنة حتى تسود و تنتكس ، و من ثم لا تعرف معروفاً و لا تنكر منكراً .
عباد الله . غفلة القلوب عقوبة ، و المعصية بعد المعصية عقوبة ،
و الغافل لا يحس بالعقوبات المتتالية و لكن ما الحيلة ؟ فلا حول و لا قوة إلا بالله .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْء وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ *
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
[الأنفال:24-25] .
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، أقول هذا القول ، و أستغفر الله العظيم لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
جديد خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله المستحق للحمد و الثناء ، له الخلق و الأمر ، يحكم ما يريد و يفعل ما يشاء ،
أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره و أعوذ بالله من حال أهل الشقاء .
و أشهد ألا إله إلا الله و حده لا شريك له ، له الأسماء الحسنى ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، أفضل الرسل و خاتم الأنبياء ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه البررة الأتقياء
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــا بــعــد :
أيها الناس : من خاف الوعيد قصُر عليه البعيد ، و من طال أمله ضعف عمله ،
و كل ما هو آتٍ قريب ، و ما شغل عن الله فهو شؤم .
التوفيق خير قائد ، و الإيمان هو النور ، و العقل خير صاحب ، و حسن الخلق خير قرين .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً ،
فأي قلب أُشرِبها نكتت فيه نكتة سوداء .
وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ،
حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مربادٌّ كالكوز مُجخياً لا يعرف معروفاً
و لا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه ،
و قلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض )) .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و توبوا إلى ربكم و أصلحوا فساد قلوبكم
أيها الإخوة في الله : كنا منذ أسبوع مضى ، نستغيث الله و ندعوه
أن ينزل علينا الغيث و ألا يجعلنا من القانطين ،
وهاهي رحمات الله ستتنزل وبركات السماء و ستنفتح بفضل من الله و قوته بلا شك ،
و قد بدأنا الله العام الجديد بنعمته و من علينا بفضله و جوده و كرمه
فحري بصاحب القلب السليم أن يبدأ عامه بشكر الله على نعمه العظيمة و آلائه الجسيمة .
سبحانَك ربَّنا و بحمدك ، لا نحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك ،
اللّهمّ أعِنّا على ذكرِك و شكرِك و حُسن عبادتِك .
اللهم لك الحمد كله و لك الشكر كله و بيدك الخير كله علانيته و سره
فأهل انت أن تحمد و أهل أنت أن تعبد لا إله إلا أنت .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و أروا الله من أنفسكم خيرا ،
هذا ثم أكثِروا من الصلاةِ و السلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ و الأيام ،
و اعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً و حكمة ، فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا و الآخرة
فإنما نالَتْه على يدِه ، فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ،
فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم ،
و حضورَهم مساكنَهم في الجنة ، و هو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة ،
و هو يوم عيدٍ لهم في الدنيا ، و لا يُردُّ فيه سائلُهم ، و هذا كلّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبِه
و على يدِه عليه الصلاة و السلام ،
فمِن الشكر و أداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ و السلام عليه ،
كيف لا و قد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56]
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم أحقن دماء المسلمين فى كل مكان و أحفظهم بحفظك
الله أرحم موتاهم و أشف مرضاهم و اجمع شملهم و شتاتهم .
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للشيخ, نبيه, الرفاعي, جمعة, جديد, خطبة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
نهاية العام ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.12.2011 13:14
لا تنتظر الشكر من أحد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 17.10.2011 22:42
الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام العقيدة و الفقه 0 10.10.2011 12:59
العفاف - خطبة جمعة / نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.09.2011 16:36
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 19.08.2011 14:34



لوّن صفحتك :