رسالة السيد المسيح

[معاذ مصر]

رسالة السيد المسيح

رسالة السيد المسيح (عليه السلام)

لقد تنبأ السيد المسيح عليه السلام بزوال الملك والنبوة عن بني إسرائيل( بظلمهم) وذهابها لمن يستحق (بني إسماعيل) «ﭐِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ \لأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى \لْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ \لْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ \لأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ \بْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ \بْنِي! 38وَأَمَّا \لْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا \لاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ \لْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ \لْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ \لْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ \لْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ \لأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ \لْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ \لأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي \لْكُتُبِ: \لْحَجَرُ \لَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ \لزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ \لرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ \للَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا \لْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». متى 21: 33-44


"إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم. أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين. ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يُدعَون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون. ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون. فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. قل اللهم مالك الملك تُؤتِي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير." آل عمران 21-26 وفي التوراة العهد القديم في سفر التثنية (أحد كتب موسى الخمسة) في الإصحاح 18 الآيات 19,18 يقول الرب لموسى : أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فيه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الذي لا يسمع لكلام هذا النبي أنا أطالبه . (مترجمة هكذا في نسخة الملك جيمس للبروتستانت, في حين أن الترجمة في نسخة دواي للروم الكاثوليك هي: أنا أنتقم منه).


فمن هو ذلك النبي المقصود بهذه البشارة والذي توعد الله سبحانه من يكذبه بالانتقام؟


تمعن جيدا فالنص يقول:1 – نبيا 2- من وسط إخوتهم 3- مثلك (أي مثل موسى عليه السلام)


1-كونه نبي فهو ينطبق على كثير من الأنبياء


2-من وسط إخوتهم (وليس من أنفسهم) أي من إخوة بني إسرائيل وليس منهم, ومعروف أن إبراهيم عليه السلام أنجب نبي الله إسماعيل عليه السلام , ثم ٍإسحاق عليه السلام الذي أنجب يعقوب عليه السلام والملقب بإسرائيل, فيكون بنو إسماعيل إخوة لبني إسرائيل, و بنو إسماعيل ينحدر منهم محمد صلى الله عليه وسلم ولا يوجد في بني إسماعيل نبي غيره.


3- مثلك أي أن النبي المبشر به يكون مثل موسى


وإذا بحثت في نفس السفر (التثنية) تجد في الإصحاح 34 الآية 10 (ولم يقم بعد في إسرائيل نبي مثل موسى) فهذه شهادة من التوراة بأن هذا النبي ليس من بني إسرائيل. وكل من موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام من أولي العزم من الرسل, وكانا كباقي البشر نتاج ولادة طبيعية وليست معجزة مثل ولادة عيسى عليه السلام, وكل منهما تزوج وأنجب بينما المسيح مختلف عنهما. نود هنا أن نذكر بعض البشائر التي بشرت بها التوراة وكذلك الإنجيل بنبوة نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - رغم التحريف الطارئ عليها , فالتوراة التي بين أيدي الناس اليوم محرفة مغيرة يدلك على ذلك هذا الاختلاف الذي تجده في أمور كثيرة بين نسخها وطبعاتها, فهناك ثلاث نسخ للتوراة : العبرانية , واليونانية , والسامرية , وكل قوم يدعون أن نسختهم هي الصحيحة , وهناك فروق واضحة بين طبعات التوراة وترجماتها. وقد أدى هذا التحريف إلى ذهاب كثير من البشارات أو طمس معالمها, ومع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شيء كثير , ولا تخفى هذه البشارات على من يتأملها , ويعرضها على سيرة رسول الله - عليه السلام - متجردا من الهوى . لقد صرح بعض هذه البشارات باسم محمد - عليه الصلاة والسلام - وقد اطلع بعض العلماء المسلمين على هذه النصوص , ولكن التحريف المستمر لهذا الكتاب أتى على هذه النصوص , فمن ذلك ما ورد في سفر أشعيا : ( إني جعلت أمرك محمدا , يا محمد يا قدوس الرب , اسمك موجود من الأبد ) , وقوله إن اسم محمد موجود من الأبد موافق لقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( كنت نبيا وإن آدم لمنجدل في طينته ) . وفي التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق:( وامتلأت الأرض من تحميد أحمد , ملك بيمينه رقاب الأمم ). وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848, والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884, والنسخ القديمة تجد في سفر حبقوق النص في غاية الصراحة والوضوح : ( لقد أضاءت السماء من بهاء محمد , وامتلأت الأرض من حمده ,.. زجرك في الأنهار, واحتدام صوتك في البحار , يا محمد أدن , لقد رأتك الجبال فارتاعت ). في بعض الأحيان يذكر مكان مبعث النبي - عليه الصلاة والسلام - , ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون : ( أقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من سعير , وتجلى من جبل فاران ), وسيناء هي الموضع الذي كلم الله فيه موسى, وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى, وفاران هي جبال مكة, حيث أوحى الله لمحمد - عليه الصلاة والسلام -, وكون جبال فاران هي مكة, دلت عليه نصوص من التوراة. وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله: ( والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين ) وذكرت التوراة مكان الوحي إليه ففي سفر أشعيا الإصحاح الواحد والعشرون : وحي من جهة بلاد العرب في الوعر ). وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء وفي هذا الموضع من التوراة حديث عن هجرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وإشارة إلى الجهة التي هاجر إليها:( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء, وافوا الهارب بخبزة, فإنهم من أمام السيوف قد هربوا, من أمام السيف المسلول, ومن أمام القوس المشدودة, ومن أمام شدة الحرب) وتيماء من أعمال المدينة المنورة, وإذا نظرت في النص ظهر لك بوضوح أنه يتحدث عن هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام تكملة النص السابق يقول: ( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار, وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل, لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم ) وهذا النص يتحدث عن معركة بدر, فإنه بعد سنة كسنة الأجير من الهجرة كانت وقعة بدر, وفني مجد قيدار, وقيدار من أولاد إسماعيل, وأبناؤه أهل مكة, وقد قلت قسي أبناء قيدار بعد غزوة بدر وأشارت بعض نصوص التوراة إلى مكان هجرة الرسول – عليه الصلاة والسلام-, ففي سفر أشعيا الإصحاح الثاني والأربعون: ( لترفع البرية ومدنها صوتها, الديار التي سكنها قيدار, لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا. ـ ), وقيدار أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر. وسالع جبل سلع في المدينة المنورة . والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات, وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.


كذلك يقول الرب (وأجعل كلامي في فيه) أي أن هذا النبي أمي لا يقرأ ولا يكتب


الَّذِينَ يَتَّبِعُون الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُم فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُم عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِم الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . الأعراف 157-158 وفي أيام النبي أرمياء قال الله تعالى عن بني إسرائيل: " لم يسمعوا لصوتك, ولا ساروا في شريعتك. كل ما أوصيتهم أن يعملوه, لم يعملوه. فأوقعت بهم كل هذا الشر" ( إر 32 : 23). وقال النبي إرمياء: إنهم بدل أن يسيروا أمام الله, ساروا وراء الباطل:" اِسْمَعُوا كَلِمَةَ \لرَّبِّ يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ وَكُلَّ عَشَائِرِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.5هَكَذَا قَالَ \لرَّبُّ: [مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى \بْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ \لْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟ 6وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ \لرَّبُّ \لَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ \لَّذِي سَارَ بِنَا فِي \لْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَحُفَرٍ فِي أَرْضِ يُبُوسَةٍ وَظِلِّ \لْمَوْتِ فِي أَرْضٍ لَمْ يَعْبُرْهَا رَجُلٌ وَلَمْ يَسْكُنْهَا إِنْسَانٌ؟ 7وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ بَسَاتِينَ لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَهَا. فَأَتَيْتُمْ وَنَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيرَاثِي رِجْساً. 8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ \لرَّبُّ؟ وَأَهْلُ \لشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَ\لرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَ\لأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ." (إر 2 : 4-8) وكان أنبياء بني إسرائيل الصادقون يسيرون في بلاد الله للدعوة إليه, فيونان- الذي هو يونس عليه السلام- ذهب إلى نينوى ودعاهم إلى الرجوع إلى الله " فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. ( يون 3: 5) والمسيح عيسى عليه السلام "كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ \للهِ وَمَعَهُ \لاِثْنَا عَشَرَ" (لو 8 : 1) وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ \لْجَمْعِ. فَأَخْبَرُوهُ:«أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ. فَأَجَابَ:أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ \لَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ \للهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا. ( لو 8: 19-21) وقال للحواريين: إنكم سترون من اليهود ضيقات, إذا دعوتم الناس إلى ملكوت الله, "قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُوا. 2سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ \لْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ" ( يو 16 : 1-2) وبعدما أتم حديثه معهم قال لله تعالى: "وَهَذِهِ هِيَ \لْحَيَاةُ \لأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ \لإِلَهَ \لْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ \لْمَسِيحَ \لَّذِي أَرْسَلْتَهُ." ( يو 17: 3) وسار الحواريون أمام الله. هم ومن اتبعهم من اليهود والأمم. إلى زمان نيقية. سنة 325 ميلادية.


ثم تبدل الحال. فقد أقر المجتمعون في نيقية:


أ- إلغاء العمل بالتوراة.


ب- جعل عيسى هو النبي المنتظر الذي أخبر عنه موسى في الإصحاح 18 من سفر التثنية, وبشر به عيسى نفسه في الأناجيل الأربعة, وذلك ليمنعوا الناس من الدخول في دين محمد عندما يجئ. وبذلك تظل السيادة لأهل الروم إلى الأبد.


وكان داود عليه السلام قد تحدث في المزمور الثاني عن نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام بلقب ابن الله بالمعنى المجازي للكلمة على حسب عادة بني إسرائيل في تعظيم أنبيائهم والصالحين منهم, فجعلوا عيسى هو (ابن الله) وشطوا فيه شططا عظيما. إذ جعلوه ابنا طبيعيا لله. وساووه بالله في الألوهية والربوبية والخلق والتقدير. وأقروا هذه الصيغة وهي: " نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل, خالق كل الأشياء, ما يرى وما لا يُرى. وبرب واحد. يسوع المسيح ابن الله المولود من الآب المولود الوحيد أي من جوهر الآب إله من إله نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق مساوٍ للآب في الجوهر الذي كان كل شئ في السماء وعلى الأرض". وفي سنة 381 ميلادية خرجوا من الإثنية إلى التثليث. وذلك لأنهم ألهوا الروح القدس, وأضافوا هذه العبارة إلى العبارة التي اتفقوا عليها في المجمع الأول, وهي:" ونؤمن بالروح القدس, الرب المحي المنبثق من الآب, الذي هو مع الآب والابن مسجود له ومُمَجد. الناطق بالأنبياء"


الله تعالى لما عاهد إبراهيم عليه السلام بالسير أمامه, طلب منه إبراهيم أن يسير أمامه من بعده نسل إسماعيل ونسل إسحاق عيهما السلام, فاستجاب الله له. وخرج من اسحاق نسل يعقوب الذي هو إسرائبل, وخرج من إسماعيل نسل قَيدار. وكان من إسرائيل موسى. وكان من قيدار محمد عليهما الصلاة والسلام. وكل منهما صاحب شريعة, والسير أمام الله يكون بالشريعة والتمكين لها.


وفي مجمع نيقية اتفق المحرفون لدعوته على إنكار محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى وضع كل نبوءات التوراة عنه, على عيسى نفسه, وأدخلوا عقائد أهل الروم في الديانة, ونادوا بنسخ التوراة. إن دانيال النبي في الأصحاح السابع من سفره يذكر أن أربعة ممالك ستقوم على الأرض هي: 1- بابل 2- فارس 3- اليونان 4- الرومان ثم يذكر أن ملك الرومان سيزول على يد محمد صلى الله عليه وسلم ولقبه بابن الإنسان ولقب مملكته بملكوت السماوات, أو ملكوت الله. وقال بعد ذكر الممالك التي رآها في حلم الليل:"كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى \للَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ \لسَّمَاءِ مِثْلُ \بْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى \لْقَدِيمِ \لأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ \لشُّعُوبِ وَ\لأُمَمِ وَ\لأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

(دا 7: 13-14 ). وقد وُلِدَ عيسى عليه السلام في زمان أغسطس قيصر الروم. والروم استولوا على فلسطين سنة 63 ق. م وظل الروم فيها إلى أن أزالهم المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فمن هو ابن الإنسان صاحب ملكوت السماوات؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم بشهادة عيسى عليه السلام. "مِنْ ذَلِكَ \لزَّمَانِ \بْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ \قْتَرَبَ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ " ( متى 4: 17) وَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ \بْنِ \لإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ. ( لو 17 : 22)هَكَذَا يَكُونُ فِي \لْيَوْمِ \لَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ \بْنُ \لإِنْسَانِ. (لو 17: 30) وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي \لشَّمْسِ وَ\لْقَمَرِ وَ\لنُّجُومِ وَعَلَى \لأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَ\لأَمْوَاجُ تَضِجُّ 26وَﭐلنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَ\نْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى \لْمَسْكُونَةِ لأَنَّ قُوَّاتِ \لسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 27وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ \بْنَ \لإِنْسَانِ آتِياً فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. ( لو 21: 25-27)هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ هَذِهِ \لأَشْيَاءَ صَائِرَةً فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ \للهِ قَرِيبٌ. (لو 21: 31) وشبه عيسى عليه السلام ملكوت الله بحبة صغيرة توضع في الأرض ثم تنمو وتكبر. أي أن المسلمين في بدء أمرهم يكونون جماعة قليلة, ثم يكثرون فتهابهم الأُمم وتحتمي بهم. وَقَالَ: «هَكَذَا مَلَكُوتُ \للَّهِ: كَأَنَّ إِنْسَاناً يُلْقِي \لْبِذَارَ عَلَى \لأَرْضِ وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَاراً وَ\لْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ لأَنَّ \لأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلاً نَبَاتاً ثُمَّ سُنْبُلاً ثُمَّ قَمْحاً مَلآنَ فِي \لسُّنْبُلِ. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ \لثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ \لْمِنْجَلَ لأَنَّ \لْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ». وَقَالَ: «بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ \للَّهِ أَوْ بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مَتَى زُرِعَتْ فِي \لأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ \لْبُزُورِ \لَّتِي عَلَى \لأَرْضِ. وَلَكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ \لْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَاناً كَبِيرَةً حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ \لسَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا» ( مر 4: 26-32) وفي هذا المعنى جاء في القرءان الكريم:" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من أثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة. ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآذره فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" الفتح 29

هكذا يتضح من الآيات أن المصطفى صلى الله عليه وسلم مكتوبا عند أهل الكتاب في التوراة والإنجيل, بل هو وصحابته, وأنه عليه الصلاة والسلام مبعوث للناس جميعا رحمة للعالمين؛ إنسهم وجنهم


نقلا عن كتاب (فتح المغيث فى كشف زيغ التثليث)لفضيلة الشيخ أبوعبيدة

للمزيد من مواضيعي

 

[ام زينب السلفية]

السلام عليكم اخ معاذ وجزاكم الله خيرا على هالموضوع الرائع اذا بتتكرم نبغى نعرف من وين ابلج على الكتاب المصدر على الشبكة اومطبوعا , وفقكم الله

[بنت عائشة]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه . على فكرة ياخوانى هدالكتاب قراته كاملا فى منتدى اخر وهو يحتوى على معلومات تاريخية خطيرة عن التنصير ونشأة التثليث وهو جد رائع انشالله سابحث عن رابط تحميل الكتاب وساضعه لاخوانى بالموقع اسال الله ان ينفع بنا جميعا

[معاذ مصر]

http://arabsh.com/files/0e36474a60f3/المدخل لدراسة مقارنة الاديان.pdf.html14J8N-7BLRH-556I8-5MKSX
الكتاب كاملا تجدوه فى الرابط أعلاه

المزيد من مواضيعي

رسالة السيد المسيح

[البتول]

كلام رائع .. وبالدليل .. ومعروض بصورة مبسطة ..
جزاكم الله خيــرا

المزيد من مواضيعي

بالقرآن اهتديت ( الحلقة السابعة ) بلال من بلجيكا

من أقوال البابا شنودة

لحم أم تبن ؟

هل محمد ضد المسيح ..؟؟ أحمد ديدات

تركوه وراء ظهورهم ..

بالقرآن اهتديت ( الحلقة السادسة عشر ) سارة مانشستر

اسلام الاخ ملاك يوحنا عبد ربه

كيف قال الرسول بولس للمسيح -يا رب- بدون الروح القدس.. حوار مع الكاهن لوف يوكي