اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 13.10.2010, 13:41

رانيا

عضو

______________

رانيا غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 232  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.06.2014 (07:55)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


الأزمة الثانية: مرض الشهوات

أما الأزمة الثانية: فهي مرض الشهوات.
ومعنى الشهوات، أي: المعاصي.
فذاك مرض العقائد، وهذا مرض الأعمال.
وهذا المرض، وقع فيه بنو إسرائيل: اليهود ، قال سبحانه وتعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)).والأمراض في القرآن ثلاثة:
مرض الشبهة الذي ذكرته، وقد وقع فيه ملاحدة العالم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومرض الشهوة، وقد وقع فيه بنو إسرائيل، وغيرهم من ضعيفي النفوس والهمم.
ومرض الجهل، وقلَّة العلم، وقلَّة الفقه، وقد وقع فيه النصارى ، ومن شابههم.
ولذلك يذكر الله الضلال مع النصارى ، ويذكر الله الغضب واتباع الهوى مع اليهود .
قال سفيان بن عيينة : من فسد من علمائنا ففيه شبه بـاليهود ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بـالنصارى .
وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لتتبعنَ سَنَنَ من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟
قال: فمن الناس إلا هم؟
) . (1).
ولذلك وجد من طلبة العلم، ومن العلماء، نعوذ بالله من ذلك، من وقعوا في ما يحقق فيهم قوله تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ))،
وقوله تعالى: ((كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ))، وقوله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)).فمرض الشهوة، وهو: مرض المعاصي، وقع فيه كثير من الشباب، كالنظر الحرام، وشهوة استماع الأغنية، وشهوة النظر إلى المجلة الخليعة، وشهوة مجالسة البطالين، وشهوة اللغو، وشهوة الكذب، وشهوة النميمة، والغرور والبهتان.
فأكثر الشباب وقعوا في مرض الشهوات، لا مرض الشبهات الذي لا يقع فيه إلا أصحاب الخوض في الأمور الفكرية، والفلسفية، والظنون، والوساوس.
وعلاج الشبهات يكون باليقين، وبالعلم النافع.
وعلاج الشهوات يكون بالصبر.
قال سبحانه وتعالى: ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))، أي صبروا عن الشهوات، وتيقَّنوا عند الشبهات، فنصرهم الله وجعلهم أئمة، فمن لم يصبر عند الشهوة فليس بإمام ولن يكون إماماً.
ومن لم يتيقن عند الشبهة فليس بإمام.
فمرض الشبهة يعالج باليقين، ومرض الشهوة يُعالج بالصبر، ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله)).
قال الإمام أحمد : ما رأيت كالصبر، تدبَّرت القرآن فوجدت فيه تسعين موضعَاً يتحدَّث عن الصبر.
فالله الله يا شباب الإِسلام في الصبر، فهو علاج الشهوات.
يقول حافظ الحكمي رحمه الله:
وعن محارم الإِله فاصبر واستعن بالله وإياه اشكرِ

وأعظم ما يعالج الشهوة أيضاً هو الصلاة.
فإنه ما نظر من نظر إلى المحرمات، وما استمع من استمع للمحرمات إلا لأنه أساء في الصلاة







توقيع رانيا




رد باقتباس