اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 08:01

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي



الإغتراب النفسى والإجتماعى لدى الملاحدة



الإغتراب النفسى: هو شعور الفرد بوجود الآخرين وإستقلالهم عنه .. أى هو وعى الفرد بوجود الآخر بصرف النظر عن العلاقات التى تربطه به .. و يعتبر هذا المؤشر من أهم عوامل الإغتراب النفسى .. لاسيما فى الفلسفة الوجودية لسارتر .. حيث الوضعية هنا غالباً ما تكون مصحوبة بالشعور بالوحدة والعزلة ..

أما الإغتراب الإجتماعى: فتصفه الأبحاث الغربية أيضاً باللامعيارية .. فقد أوضحت الدراسات أن المجتمع الذى وصل لتلك المرحلة يصبح مفتقراً إلى المعايير الإجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد .. وأن معاييره التى كانت تتمتع بإحترام أعضاءه لم تعد تستأثر بهذا الاحترام الأمر الذى يفقدها سيطرتها على السلوك ..

وهذا يعنى سقوط المجتمع فى وحل الفوضى الإجتماعية .. الأمر الذى يؤدى إلى حدوث كوارث إجتماعية .. على رأسها التفكك الأسرى والتشرد وإختلاط الأنساب .. وإنتشار الرذائل وزنا المحارم .. بالإضافة إلى إنتشار قيم السلبية والنفعية واللامبالاة .. وفى هذه المرحلة تصبح العلاقة بين الأفراد فى إطار مفهوم التخاطب والإتصال الروتينى الذى يصبح حاوياً على عنصر التكلف بين الأفراد وضعف الحافز وسطحية الشعور بحيث يغدو التفاعل بين الأفراد مجرداً من العمق الفكرى والعاطفى ..

ومما لاشك فيه أن الفوضى الإجتماعية هى نتيجة حتمية للفوضى الأخلاقية .. بسبب الإنهيار القيمى والمعيارى فى المجتمع .. وإختلال معايير الخير والشر لدى أفراده ..

إن الفوضى الإجتماعية هى فوضى سلوكية تنعكس فى الحياة وفى المعيشة اليومية .. فالسلوك الفردانى هو مرآة لرغبات الأفراد من الرجال والنساء .. والفوضوية كنظام للحياة بدون شريعة أدى إلى نشأة الحركة المسماة بالليبرالية .. وهذه لها جذور قديمة فى الفلسفة الوضعية التى جاء بها أوجست كونت وجون لوك وجون ستيوارت مل وتوماس هوبز .. وهى .. أى الليبرالية .. تقول تماماً كما يقول المذهب التشككى .. أنه لا حقيقة فى الأخلاق تُعرَف .. لا حقيقة يقينية .. لا حقيقة ما ورائية تُعرَف .. إنما الأخلاق ليست إلا حساب اللذة .. وإن طبيعة الإنسان هى متمثلة فى حرب الجميع على الجميع .. ولا يمكن أن يكون تأثير للإنسان على الإنسان الآخر إلا بالقهر .. إلا بسفك الدماء .. وإن كان هناك إقناع .. فالإقناع معناه أن المقنع يفرض رأيه على المقتنع .. فأخلاقياً يعنى هذا أن أفرض رغبتى على الشخص الذى أخاطبه .. لذلك نشأ عن هذا ما يُسمّى .. بالعقد الإجتماعى .. وهو ليس إلا إتفاق عدد من البشر على الحد من الصراع القائم بين الفرد والمجتمع .. والصراع طبعاً يؤدى إلى القتل .. فالجريمة الكبرى هى العنف .. أما فيما عدا العنف فكل شىء جائز حتى وإن كان غشاً وخداعاً ..

يقول عبد الدائم الكحيل: [فماذا نرجو من إنسان أخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات؟! .. إنه مثل إنسان ميت يائس لا حياة فيه ولا استجابة لديه .. وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الجديدة .. ففي دراسة حديثة تبين أن الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة .. ولذلك فقد وجدوا أن أعلى نسبة للإنتحار على الإطلاق كانت بين الملحدين واللادينيين .. أى الذين لا ينتسبون لأى دين .. بل يعيشون بلا هدف وبلا إيمان .. فقد أكدت الدراسات العلمية المتعلقة بالإنتحار أن أكبر نسبة للإنتحار كانت فى الدول الأكثر إلحاداً .. وعلى رأسها السويد التى تتمتع بأعلى نسبة للإلحاد] أهـ ..

مظاهر السلبية واللامبالاة لدى الملاحدة:

1- الشعور بالعجز: أى شعور الإنسان أنه لا يملك الحرية الكافية لتقرير مصيره .. والشعور بأن مصيره ليس فى يده ..

2ـ إنعدام الغائية: أى الشعور بأن الحياة معدومة المعنى والهدف ..

3ـ اللامعيارية: أى فقدان المعايير الإجتماعية اللازمة لإستقرار المجتمع وتعاون أفراده .. والحد من تولد الصراعات بينهم .. ومن ثم حماية المجتمع من السقوط فى وحل الفوضى الإجتماعية ..

4ـ العزلة الإجتماعية: أى الشعور بالوحدة .. لإنعدام المشاركة الفكرية والعاطفية بين أفراد المجتمع ..

يقول الأديب الأمريكى جون شتاينيك فى خطاب أرسله إلى صديقه إدلاى ستيفينسون: [إن مشكلة أمريكا هى ثراؤها .. وأن لديها أشياء كثيرة .. (ولكن ليس لديها رسالة روحية كافية) .. إننا فى حاجة إلى ضربة تجعلنا نفيق من ثرائنا .. لقد إنتصرنا على الطبيعة .. ولكننا لم ننتصر على أنفسنا] أهـ ..

ويقول جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكى الشهير فى عهد الرئيس الأميركى .. أيزنهاور .. صاحب كتاب (حرب أم سلام) فى الفصل المعنون (حاجتنا الروحية) بيَّن فيه ما ينقص أمريكا .. فقال: [إن الأمر لا يتعلق بالماديات .. فلدينا أعظم إنتاج عالمى فى الأشياء المادية .. (إن ما ينقصنا هو إيمان صحيح قوى) .. فبدونه يكون كل ما لدينا قليلاً .. وهذا النقص لا يعوضه السياسيون مهما بلغت قدرتهم .. أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتهم .. أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم .. أو القنابل مهما بلغت قوتها] أهـ ..

ويقول الرئيس ولسون قبل وفاته بأسابيع قليلة: [إن حضارتنا لا تستطيع الإستمرار فى البقاء من الناحية المادية .. (إلا إذا إستردت روحانيتها)] أهـ ..

ويقول أليكس كاريل وهو عالم كبير من علماء هذا القرن: [إن الحضارة العصرية الغربية تجد نفسها اليوم في موقف صعب .. لأنها لا تلائمنا .. فقد أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية .. إذ أنها تولدت من خيالات الإكتشافات العلمية .. وشهوات الناس .. وأوهامهم ونظرياتهم .. ورغباتهم .. وعلى الرغم من أنها أنشئت بمجهوداتنا .. إلا أنها غير صالحة بالنسبة لحجمنا وشكلنا] أهـ ..

الخلاصة:

اللادينية والإلحاد .. عبث .. فوضى .. تخلف ..






رد باقتباس