اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 23.10.2010, 14:23
صور أمــة الله الرمزية

أمــة الله

مديرة المنتدى

______________

أمــة الله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.944  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (18:25)
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
افتراضي


القوى الموجودة في ذلك الوقت

إذن.. كملخص للقوى الموجودة على الساحة في أوائل القرن السابع الهجري نستطيع أن نقول: إنه كانت هناك ثلاث قوى رئيسية:

1- قوة الأمة الإسلامية:
وهي قوة ذات تاريخ عظيم.. وأمجاد معروفة، لكنها تمر بفترة من فترات ضعفها.. وهذا الضعف - وإن كان شديداً - إلا أنه لم يسقط هيبة الأمة تمامًا؛ لأن أعداءها كانوا يعلمون أن أسباب النصر وعوامل القوة مزروعة في داخل الأمة، وإنما تحتاج إلى من يستخرجها وينميها فقط.

2- قوة الصليبيين:
وهم وإن كانوا أيضًا في حالة ضعف، وفي حالة تخلف علمي وحضاري شديد بالمقارنة بالأمة الإسلامية.. إلا أنهم قوة لا يستهان بها؛ لكثرة أعدادهم، وشدة حقدهم، وإصرارهم على استكمال المعركة مع المسلمين إلى النهاية.

وصدق الله العظيم إذ يصفهم بقوله:
{وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُو}[البقرة: 217].

وكانت قوة الإسلام وقوة الصليبيين تمثلان معًا قوة العالم القديم في ذلك الوقت.

3- قوة التتار:
وهي قوة همجية بشعة.. وهي قوة بلا تاريخ.. وبلا حضارة.. ظهرت فجأة.. وليس عندها مخزون ثقافي أو حضاري أو ديني يسمح لها بالتفوق على غيرها.. فكان لا بد لها من الاعتماد على القوة الهمجية والحرب البربرية لفرض سطوتها على من حولها..

وكانت قوة التتار تمثل العالم الجديد في ذلك الوقت..
ومن سنة الله عز وجل أن يحدث الصراع بين القوى المختلفة.. والتدافع بين الفرق المتعددة.. ومن سنة الله عز وجل كذلك أن الأقوياء المفتقرين إلى الدين لا يقبلون بوجود الضعفاء إلى جوارهم.. ومن سنة الله عز وجل أيضًا أن الباطل - مهما تعددت صوره – لا بد أن يجتمع لحرب الحق.. ومن سنة الله عز وجل كذلك أن الحرب بين الحق والباطل لا بد أن تستمر إلى يوم القيامة.

إذا وضعنا كل هذه السنن في أذهاننا، فإننا يجب أن نتوقع تعاونًا بين التتار والصليبيين - على اختلاف توجهاتهم وسياستهم ونظرياتهم - لحرب المسلمين.
وهذا - سبحان الله - ما حدث بالضبط!

أرسل الصليبيون وفدًا رفيع المستوى من أوربا إلى منغوليا (مسافة تزيد على اثني عشر ألف كيلو متر ذهابًا فقط!!) يحفزونهم على غزو بلاد المسلمين، وعلى إسقاط الخلافة العباسية، وعلى اقتحام "بغداد" دُرَّة العالم الإسلامي في ذلك الوقت.. وعظموا لهم جدًّا من شأن الخلافة الإسلامية، وذكروا لهم أنهم - أي الصليبيين - سيكونون عونًا لهم في بلاد المسلمين، وعينًا لهم هناك.. وبذلك تم إغراء التتار إغراءً كاملاً.

وقد حدث ما توقعه الصليبيون.. سال لعاب التتار لأملاك الخلافة العباسية، وقرروا فعلاً غزو هذه البلاد الواسعة الغنية بثرواتها المليئة بالخيرات.. هذا مع عدم توافق التتار مع الصليبيين في أمور كثيرة.. بل ستدور بينهم بعد ذلك حروب في أماكن متفرقة من العالم، ولكنهم إذا واجهوا أمة الإسلام، فإنهم يوحّدون صفوفهم لحرب الإسلام والمسلمين.. وهذا الكلام ليس غريبًا, بل هو من الطرق الثابتة لأهل الباطل في حربهم مع المسلمين.

تعاون قبل ذلك اليهود مع المشركين لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاختلاف الكبير في عقائد اليهود عن عقائد المشركين، بل تعاون الفرس مع الروم في حرب المسلمين مع شدة الكراهية بين الدولتين الكبيرتين فارس والروم، ومع الثارات القديمة، والخلافات المستمرة والحروب الطويلة.

وتعاون الإنجليز مع اليهود لإسقاط الخلافة العثمانية، ولاحتلال فلسطين، وزرْع إسرائيل في داخل هذه الأرض المباركة، مع شدة العداء بين اليهود والنصارى.

ويتعاون الروس مع الأمريكان الآن في القضاء على ما يسمونه الإرهاب الإسلامي، فتسهِّل روسيا لأمريكا حروبها في أفغانستان والعراق وفلسطين، على أن تسهِّل أمريكا لروسيا حربها في الشيشان، والضحية في الحالين من المسلمين.

إذن.. اتحاد أهل الباطل في حربهم ضد المسلمين أمر متكرر، وسنّة ماضية.
ولذلك، لا يستقيم أن يتعامل المسلمون بالمبدأ القائل: "عدو عدوي صديقي", بل لا بُدَّ أن يعرف المسلمون أعداءهم، ولا بد أن يعرفوا أيضًا أن عدو عدوهم قد يكون أيضًا عدوهم.. نعم قد تتم التحالفات بين المسلمين وبين بعض الأعداء لأجل معين ولهدف خاص.. ولكن ذلك يكون بلا تفريط في الدين، ولا تساهل في الحقوق، ويكون بحذر كاف، وإلى أجل معلوم.. لكن لا يصل الأمر أبدًا إلى الولاء والصداقة ونسيان الحقائق التي ذكرها الله عز وجل واضحة في كتابه الكريم، حيث قال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].

والمهم في كل ذلك أن التتار بدءوا يفكرون جديًّا في غزو بلاد المسلمين، وبدءوا يخططون لإسقاط الخلافة العباسية ودخول بغداد؛ عاصمة الخلافة الإسلامية.





رد باقتباس