اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 22.06.2009, 17:47
صور أم جهاد الرمزية

أم جهاد

عضو

______________

أم جهاد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 456  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.07.2013 (01:47)
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة
افتراضي رد: أهمية الهدوء وصفاء القلوب






وأهل العلم هم أخبر بهذا أما العامي والطالب فيتوقف عن الخوض في القيل والقال إلا أن يكون ناقلا كلام العلماء في الجرح ,
فنحن يا عباد الله قادمون غدا على الله ومحاسبون على أعمالنا ومجزيون بها , فلننتبه على أنفسنا من فلتات اللسان , فانتبه على نفسك من فلتات اللسان ومن الخوض في الأعراض والقيل والقال والغيبة والنميمة والكذب والزور والبهتان ,
قال عليه الصلاة والسلام : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئا فجلس وقال : " ألا وقول الزور ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت , متفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه .



قول الزور : أن تقول في مؤمن ما ليس فيه , أن تكذب عليه , أن تفتري عليه هذه ماهي سهلة , هذه عظيمة عند الله مقرونة بالشرك بالله كما قال الله : {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج 30) .




الرجس من الأوثان : هو الشرك , ثم قرن الزور وشهادة الزور به {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ *حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } (الحج 30 – 31).


فالله الله يا عباد الله في تقوى الله , في احترام أعراض المسلمين , احترام أهل العلم في حفظ اللسان , في التأدب مع الكبار ـ كبار السن ـ , التأدب مع العلماء والأفاضل من أهل السنة والجماعة , التأدب مع بعضكم البعض ,
الطالب مع الطالب والعالم مع العالم ,
فقد قال عليه الصلاة والسلام : " كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . : " كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " وقال عليه الصلاة والسلام ـ حين خطب في يوم النحر في منى في حجة الوداع ـ :: " أليس البلد الحرام ؟ أليس الشهر الحرام ؟ أليس اليوم الحرام ؟ قالوا : بلى يا رسول الله , قال : " فإن دماءكم وأعراضكم وأموالكم حرام بينكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا , ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد اللهم اشهد .
يشهد الله عليهم . ذكرهم باليوم الحرام والشهر الحرام والبلد الحرام وقد كانوا يعرفون حرمة هذه الأشياء , ثم بين حرمة المسلم , حرمة الدم والعرض والمال وقرن بين حرمة الدم فلا يقتل ولا يضرب حتى يسال دمه , وحرمة المال فلا يؤخذ ماله بغير حق شرعي , وحرمة الأعراض , والله المستعان .


فالمطلوب من المسلمين أن يتقوا الله في بعضهم البعض ,
في أعراضهم , في أموالهم , في دمائهم , وأن يتذكروا كيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه ؟! كيف كانوا كقلب رجل واحد علمهم الدين والأخلاق والآداب ولم يشحن قلوب بعضهم على بعض , فالذي يشحن قلوب المؤمنين بعضهم على بعض هذا مخالف للدين , وهذا بعيد عن الكتاب وعن السنة ,
علمهم الألفة والرحمة والتعاطف فيما بينهم وهو تعليم لنا جميعا ,
كما قال عليه الصلاة والسلام : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه متفق عليه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ,
" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه , قول وفعل , القول : قوله : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
والفعل حين شبك بين أصابعه فهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالبنان إذا اشتبك بعضها ببعض هكذا الإيمان وهكذا المؤمنون , أما إذا كان هذا يشحن قلب هذا على هذا و يشحن قلب هذا على هذا , هذا والله من عمل إبليس هذا من عمل أعداء الإسلام ,
الإسلام بريء من هذا , المطلوب هو الصلح بين المؤمنين واجتماع كلمة المؤمنين واجتماع كلمة المسلمين ولكن بشرط على كتاب الله وعلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام , اجتماع ليس المراد به اجتماع أهل البدع والأهواء إنما اجتماع على الكتاب وعلى السنة وعلى فهم السلف الصالح فمن كان كذلك وجب أن يعان على الخير وأن يؤخذ على يده بالحق وبالخير , ومن لا يرحم لا يرحم , كما قال عليه الصلاة والسلام : " من لا يرحم لا يرحم " متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه , وكما قال عليه الصلاة والسلام : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " متفق عليه .


انظر إلى أحاديث الرسول أين هي وأين نحن , كالجسد الواحد وكالبنيان الواحد وكبنان الشخص الواحد إذا شبك بعضها في بعض , هكذا المؤمنون والمسلمون يتعاونون على الحق متآزرون متناصرون على الخير ,
وليس العكس ليس التناحر والبغضاء والشحناء , وتذكروا أيضا حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عند الترمذي بإسناد جيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج من بيته مسرعا حتى دخل المسجد فصعد المنبر ثم نادى بصوت رفيع :" يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"حديث عظيم.


الرسول عليه الصلاة والسلام خرج مسرعا من بيته , ما خرج يمشي رويدا , خرج مسرعا ليبلغ الأمة , كأنه جاءه الوحي في الحال بهذا الحديث ثم أيضا لم يبلغه في البيت ولا في الطريق , ما بلغه في البيت أو في الطريق لواحد من المسلمين وهو عن طريقه سينتشر وإنما في المسجد وعلى المنبر وبصوت رفيع وليس بصوت منخفض وإنما نادى بصوت رفيع :" يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله " .

الله أكبر الله أكبر ,
فعلى المسلمين أن يتقوا الله في بعضهم , في بعضهم البعض وأن يراقبوا الله وأن يعملوا بكتاب الله وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام , مصيبة والله أن يجعل الإنسان البلد مشتعلا , يشتعل بالحرب الكلامية على بعضهم البعض , أن يشعلها نارا مصيبة والله , مثل هذا الواجب أن يحجر عليه فإن كان كاتبا يحجر عليه وإن كان متكلما يحجر عليه .





الذي يثير الفتن ويثير المشاكل والقلاقل والزوابع بين المؤمنين أصحاب العقيدة الصافية النقية والمنهج السوي , حتى لو كان بين المسلمين العصاة فهو يزيدهم على ما هم عليه من المعاصي فتن وزوابع ,
الواجب على المسلمين أن يكونوا متقين لله حافظين لألسنتهم في الأعراض وأن يدعوا بعضهم لبعض بالخير والهداية لا بالويل والثبور , فإن الشيطان يحب زعزعة الأمن ويحب نشر الفتن والمحن والقلاقل والزوابع ويحب أن يضرب المؤمنين بعضهم ببعض ,
وأن يكونوا منشغلين عن طاعة الله وعن طلب العلم وعن مرضاة الله بتلك الزوابع المفتعلة , وعلى العلماء النصحاء الأمناء الأتقياء عليهم ـ وأعني بالعلماء : علماء الكتاب والسنة
ـ عليهم أن يحذروا المسلمين من مغبة هذه المخالفات , فإن الدين النصيحة ولا يجوز السكوت لمن يشعل النار
, إذا كان إشعال النار ـ النار المادية ـ إشعالها أهون من إشعال النار المعنوية ـ نار القلوب والفتن والزوابع ـ فذاك الذي يشعل النار المادية هذا يحجر عليه ويمنع فالذي يشعل النار المعنوية ـ نار القلوب هذا يحجر عليه أكثر ويمنع ويؤدب أكثر .





لا بد أن يحافظ على الأمن العام , الأمن العام يحافظ عليه فما يحدث الزوابع والقلاقل والمحن والمشاكل وأن يكون محافظاً عليه بتقوى الله ويُدعى له بالكتاب والسنة, وبالتمسك بالدين وبالأعمال الصالحة وبطلب العلم وبالرجوع إلى أهل العلم ,
الرجوع إلى العلماء الربانيين المتمسكين بالكتاب والسنة ,
مع الأدب مع الأخلاق , الأدب مع المؤمنين , الأخلاق مع المؤمنين , الأدب مع العلماء , الأخلاق والتخلق معهم , احترام الأعراض والأموال والدماء ومعرفة ما لها من حقوق في الإسلام , هذا المال له حقوق في الإسلام وهكذا الأعراض لها حرمتها ومكانتها في الإسلام , وهكذا الدماء ,
فإن الإسلام حاء ليحافظ على هذه ـ الدماء والأعراض والأموال والدين والأنساب إلى غير ذلك , وحد لها حدودا وقعد لها قواعد واصل لها أصولا علمها من علمها وجهلها من جهلها.


فنتواصى جميعا بتقوى الله عز وجل وبالتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والتناصح فيما بيننا , فقد قال عليه الصلاة والسلام : "الدين النصيحة" قالوا : لمن يا رسول الله, قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"رواه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه.


الدين النصيحة , لا بد من التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وعلى العالم أن ينشر في قلوب طلابه الألفة والمحبة للإسلام والمسلمين وللإيمان والمؤمنين وللتقوى والمتقين وللعلم وأهل العلم وللعلماء والطلاب والمسلمين , لا يملأ قلوبهم حقدا على المسلمين فإن هذه تخالف الكتاب والسنة , إنما يحذر من أصحاب البدع والأهواء , يحذر في حدود الكتاب والسنة , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة والله لا يحب الظالمين , والله لا يهدي القوم الظالمين , قال الله : { وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (الإنسان 31) نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما بحبه ويرضاه , وأن يثبتنا جميعا على طاعته إنه سميع الدعاء , وإلى هنا وصلى الله على يبينا محمد وآله وسلم .


تم بحمد الله






رد باقتباس