حار اللسان فما استطاع بيانا *** أنّى له في شكركم تبيانا
يا إخوة الدرب الكريم محبتي *** قد سقتها لرحابكم ألحانا
يا أهل سنة أحمد وطريقه *** إنى ارتضيت جميعكم إخوانا
كم عشت أبحث عن رفاق نهجهم *** نهج النبي أعدهم خلانا
كلماتهم ذكر لرب خالق *** لا يذكرون فلانة وفلانا
ما لوّثوا أفواههم بشتائم *** ما جرحوا العلماء والأقرانا
ما هم بأهل سفاهة وتفاهة *** بل يمّموا نحو العلا ركبانا
فهموا الكتاب بفهم صحب محمد *** والسنة الغرا غدت عنوانا
سلفية غراء تجمع بينهم *** برباط هدي زادهم إيمانا
يمشون خلف النص دون تفلسف *** لا يعلنون لربهم عصيانا
طلاب علم يبذلون لنيله *** أموالهم والأهل والولدانا
لا يطلبون مناصبا بل همّهم *** أن ينشروا الإسلام والقرآنا
أهل اجتهاد في العبادة إن خلوا *** في جوف ليل خلتهم رهبانا
فإذا تطاول بالسفاهة جاهل *** هبوا إلى ساح الوغى فرسانا
فتشت عنهم في المفاوز باحثا *** علّى أنال بحبهم غفرانا
حتى حللت ببيتكم فوجدته *** نعم البيوت وخيرها سكانا
ووجدت ما أبغيه في أفيائكم *** فأقمت مغتبطا هنا جذلانا
وكتبت من فرط المحبة أحرفا *** تروى على سمع الدنا أزمانا
يا أهل هذا الملتقى أهديكم *** باقات حب صغتها أوزانا
فلتقبلوها بالمحبة إخوتي *** فلقد غدوت بحبكم ولهانا
والله أسأل أن يجمّع شملنا *** في جنة نغدو بها إخوانا
وأطايب الأنهار تجري تحتنا *** والطير يشدو فوقنا فينانا
بين الصحابة والنبي رفيقنا *** ونرى هنالك ربنا الرحمانا
|