اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 29.05.2009, 15:31
صور هِداية الرمزية

هِداية

عضوة مميزة

______________

هِداية غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 29.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 438  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.03.2014 (22:22)
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي حكم المزاح وضوابطه


حكم المزاح وضوابطه


رجل يحب "المزاح" مع زملائه وأصدقائه، ويكثر من هذا المزاح، فهل هذا حرام؟



بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن المزاح يباح إذا لم يشتمل على محظور وحسنت فيه النية ، ولم تترتب عليه مفسدة أو ضياع واجب وكان بالقدر المعقول دون إسراف، وعلى المسلم أن يحفظ لسانه، لأن إطلاق اللسان وكثرة الكلام يوقع المتكلم في الخطر وهو لا يدري.
لا بأس بالمزاح في حدود أدب الشَّرع ووقار المؤمن ومهابته.

يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي ، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:
إن حفظ اللسان من علامات الإيمان، وإن الذي لا يحفظ لسانه يلقي بنفسه في المهالك، ولذلك نهى الله ـ تعالى ـ عباده عن الاستماع إلى لغو القول، فقال تعالى: (والذين هم عن اللغو معرضون). وذكر من صفات عباده المؤمنين أنهم لا يجلسون في مجالس اللغو؛ لأنها مجالس الجاهلين، فقال: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين). وجعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفظ اللسان من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر، فقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
فمن شأن المؤمن بالله وجلاله وباليوم الآخر والجزاء فيه أن يكون حافظًا لسانه، لا ينطق إلا بخير، فإن لم يجد خيرًا ينطق به فليسكت، والخير ما فيه نفع ديني كقراءة القرآن، والحديث الشريف، أو تعليم، أو تعلم علم نافع في الدين والدنيا، أو الحديث في المعاملات المفيدة للمكاسب الدنيوية التي أحلها الله، أو غير ذلك مما تقتضيه سنة الحياة وتطورها وتقدمها، ونفع عباد الله فيها من كل صور الخير والبر والتقوى.

وخطر اللسان عظيم إذا حدث لا يمكن علاجه أو تداركه، فالكلمة يملكها الإنسان قبل أن ينطق بها، فإذا نطق بها ملكته هي "وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم". وقد سأل معاذ بن جبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: يا رسول الله. أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، وبعد أن ذكر له الإيمان بالله، وأداء فرائض الإسلام، والجهاد في سبيل الله، قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، فأخذ بلسانه، وقال: كف عليك هذا، قلت يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم ـ أو قال: على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم؟" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

ومع هذا التحذير من خطر اللسان وضرره، قد يحتاج الإنسان إلى ترويح نفسه بكلمة طيبة أو فكاهة أو مزاح رقيق، فلا بأس بذلك مع الإقلال والحذر، فلا يهزأ بأحد، ولا يحقره، ولا يتندر بعيب فيه، ولا يتعرض المزاح لذات الله أو صفاته ، ولا لذات الرسول ورسالته، ولا إلى أحد من صحابته الأكرمين، ولا إلى الآباء والأمهات بما يحقرهم، أو يقلل من كرامتهم، والبر بهم، فمن استطاع أن يكون مزاحه كذلك فليفعل دون إكثار، ترويحًا للنفس بما لا يضر، وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمزح، ولا يقول إلا حقًا "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت".
والله أعلم.

وللمزيد يمكن مطالعة هذه الفتاوى :



للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : حكم المزاح وضوابطه     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : هِداية





رد باقتباس