اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2010, 16:48

MALCOMX

عضو

______________

MALCOMX غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 206  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
14.08.2012 (23:08)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي


مأساة الإنسان أنّه يولد طفلا
ديكارت


حسب ما رأينا من الشهادات غير المسيحيّة في القرن الأوّل فإنّنا لا نستطيع أن نستخلص شيئا عن يسوع المسيح أو إشارات عن حياته أو وجوده، بل لو وازنّا كلّ تلك الشهادات المقتضبة العامّة بعدد المؤرّخين الذين كانوا في عصره لراودنا الشكّ في وجود يسوع أصلا، و بالتالي فإنّنا سنعتمد على قراءة النصوص الإنجيليّة و محاولة تفكيكها علّنا ننزع عنها بعض الغبار و لنعرف أسس هذا التأليف.
الأربعة الأناجيل القانونيّة متكوّنة من إنجيل متّى و إنجيل مرقس و إنجيل لوقا و إنجيل يوحنّا.
الثلاثة أناجيل الأولى [أي متّى و لوقا و مرقس] تُسمّى الأناجيل السينوبتيّة synoptiques و هي كلمة مشتقّة من اليونانيّة : syn و تعني ’’المجموع’’ و opsis و تعني ’’نظرة’’، و ذلك لأنّ هذه الثلاثة أناجيل متشابهة و تشترك في كيفيّة و مضمون الرواية، بينما إنجيل يوحنّا مختلف عنها تماما في الشكل و المضمون.
و يرى الباحثون أنّ كتابة إنجيل يوحنّا متأخّرة و بعد الأناجيل الثلاثة، و بالتالي سنتوقّف عند متّى و لوقا و مرقس و نحاول تحليل هذه الأناجيل اعتمادا على نقاط التشابه و نقاط الاختلاف و منها نخلص إلى بعض الحقائق التاريخيّة المختفية هناك.
كانت الفكرة السائدة هي أنّ إنجيل متّى هو الأقدم [تسمّى هذه النظريّة نظريّة القدّيس أوغسطين لأنّه الأوّل الذي طرحها] و قد ظلّت هذه الفكرة سائدة في التعاليم الكنسيّة لكن الباحثون اليوم يرفضونها و يقترحون طرحا أكثر علميّة و منطقيّة.
النظريّة الحديثة تقول: [في الحقيقة هي ليست حديثة حيث طُرحتْ منذ القرن التاسع عشر] أنّ أقدم إنجيل هو إنجيل مرقس، ثمّ جاء بعده إنجيل متّى و لوقا، و وجاهة هذا الطرح هو:
-إنجيل مرقس هو أقصر الأناجيل ممّا يشير إلى أنّ لوقا و متّى اعتمداه أثناء الكتابة و قاما بإضافات و إسهابات في إنجيليهما.
-نكاد نجد كامل إنجيل مرقس مُعادة كتابته عند لوقا و متّى.
و هنا نتساؤل: إن كان لوقا و متّى نقلا عن مرقس فمن أين جاءا بالباقي في إنجيليهما؟
توجد نظريّة اسمها نظريّة المصدر Q و هي التالية:
1-لوقا و متّى نقلا عن مرقس
و أيضا
2-لوقا و متّى نقلا من مصدر آخر مشترك بينهما.[بالإضافة إلى مرقس]

سؤال: هل كان هذا المصدر المشترك شفويّا أم كتابيّا؟
الجواب: كان كتابيّا.
سؤال: بأيّ لغة كان هذا المصدر؟
الجواب: باليونانيّة
سؤال: كيف تأكّدنا من ذلك؟
الجواب: نشاهد أوّلا هذه الصورة:
متّى3/ 7-10 و لوقا/3 7-9



الذي بالأحمر هو عيّنة من التطابق الحرفيّ بين متّى و لوقا، فلو كان المصدر المشترك شفويّا لما كتبا بالطريقة نفسها حيث أنّ كلّ شخص سيروي الأحداث حسب قاموسه و ألفاظه، لذلك فالتطابق الحرفيّ يشير إلى أنّهما ينقلان من مصدر كتابيّ.
كما أنّه لو كان المصدر المشترك مكتوبا بلغة أخرى [العبريّة مثلا] و قاما بترجمته فمن الصعب جدّا أن يترجما بهذا التطابق التام، ممّا يشير إلى أنّهما ينقلان عن مصدر مشترك باليونانيّة.
طبعا تعدّدت الآراء حول هذا المصدر المشترك المسمّى المصدر Q و حاول البعض إعادة تركيبه حيث أخذوا فقط الآيات المتشابهة من هذين الإنجيلين و أعادوا تنسيقها، و الملفت للإنتباه و العجب في آن هو أنّ ’’هذا الإنجيل الجديد’’ لا يذكر شيئا عن ولادة يسوع من عذراء و لا قصّة صلبه و لا قيامته! أي بمعنى آخر فهذا المصدر المشترك Q يشبه إنجيل توما الذي يوجد فيه كلام يسوع فقط.

و هذا هو المصدر Q الافتراضيّ:

http://www.religiousstudies.uncc.edu/jdtabor/Qluke.html

إذن و للتلخيص: ’’1’’
1-الأوّل هو إنجيل مرقس.
2-ثمّ لوقا و متّى [و أثناء كتابة إنجيليهما] اعتمدا على:
- 76% من إنجيل مرقس+مصدر آخر Q
-متّى أضاف 20% غير مذكورة في الأنجيلين الآخرين و ذكر 10% من مرقس في إنجيله لم يذكرها لوقا.
-لوقا أضاف 35% غير مذكورة عند الآخرين و ذكر 1% من مرقس لم يذكرها متّى.

و هذا رسم توضيحيّ:[أرجو أن يكون رسمي للجدول و اختياري للألوان جيّدا ]



هذه جولة سريعة حول علاقة الأناجيل ببعضها البعض [دون إنجيل يوحنّا الذي يمثّل حالة خاصّة لوحده] و بالطبع توجد نظريّات أخرى و إنّما أطرح النظريّة التي تبدو لي منطقيّة و التي أتبنّاها و إلاّ فإنّا لن ننتهي أبدا!

و سنحاول القيام بأركيولوجيا كتابيّة لعلّنا نصل إلى يسوع.

إذا اختلف السارقان بانت الجريمة
مثل عاميّ

تاريخ الميلاد:

إنجيل مرقس لا يذكر التاريخ.

إنجيل متّى 2/ 1 يقول:

1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم.

و كذلك نفهم في بداية إنجيل لوقا أيضا الأمر نفسه حيث أنّ مريم حبلت بعيسى ستّة أشهر بعد حبل أليصابات بيوحنّا في عهد هيرودس

إلى هنا الأمور جيّدا و متناسقة، لكن لوقا نفسه [هل هو حقّا لوقا نفسه؟] يذكر في الإصحاح الثاني:

إنجيل لوقا 2/ 1-5:

1 وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. 2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. 4 فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى.

متّى يقول أنّ يسوع ولد في عصر هيرودس، أي على أقصى تقدير سنة 4 قبل الميلاد، حيث نعلم تاريخيّا أنّ هيرودس توفّي في ذلك التاريخ.
بينما لوقا يقول أنّ يسوع ولد حين كان كيرينيوس والي سورية، و نحن نعرف -تاريخيّا- أنّ الأمر الأوّل الذي أصدره قيصر لكيرينيوس والي سورية لجمع الضرائب من منطقة اليهوديّة كان سنة 6 ميلادي.

يسوع مولود: 4 قبل الميلاد حسب متّى
يسوع مولود: 6 بعد الميلاد حسب لوقا
الفارق: 10 سنوات.

فمن أين جاء هذا الإختلاف؟ إمّا أنّ أحدهما مخطئ أو أنّهما مخطئان هما الإثنان.
طبعا حاول البعض القيام ببعض العمليّات البهلوانيّة لإيجاد مخرج لهذا التناقض من خلال القيام بحسابات فلكيّة عجيبة، و لكن يوجد تفسير مقنع و رصين قام به عالم الأسطورة Guy Fau و بيّن أسباب هذا الإختلاف في تاريخ الميلاد، و ذلك بالعودة إلى العقليّة في ذلك الزمن: ’’2’’

اليهود لم يكونوا فقط ينتظرون مجيء المسيح و إنّما كانوا يتنبّؤون أيضا بتاريخ ظهوره حسب نبوءات سابقة و يستطيعون تحديد أو فترة خروجه [...] يوسيفيوس فلافيوس أشار بحذر في كتابه حروب اليهود الفصل السادس، الفقرة الخامسة إلى أنّ الثورة التي حدثت سنة 67 ميلادي كانت إثر نبوءة قديمة فيقول: ’’الشيء الذي شجّع اليهود على [هذه] الحرب هو نبوءة موجودة في النصوص المقدّسة [اليهوديّة] تعلن أنّ رجلا سيخرج من هذه البلاد و سيصبح [لو خرج] ملك هذه البلاد’’ و الرومان كانوا يعرفون أيضا هذه النبوءة و يذكر سيوتان Suétone أنّه أراد تحويل تلك النبوءة لصالح الامبراطور فسبازيون Vespasianus و يشير إلى أنّ هذه النبوءة لا تناسب اليهود! و النبوءة هي: ’’ لا يزول صولجان [المُلْك]من يهوذا ولا عصا التشريع من بين رجليه حتى يأتي شيلوه وله يكون خضوع شعوب [سفر التكوين/49-10] ’’ يتّفق الباحثون كافّة أنّ ’’شيلوه’’ تعني المسيح، إذن [و حسب تفكيرهم في تلك الفترة] فوقت خروج المسيح يمكن تحديده بدقّة، فقضيب المُلْك ضاع من يهوذا سنة 40 قبل الميلاد إثر الإعتراف بهيرودس الكبير ملكا بدعم من الرومان مكان الحاكم الشرعيّ، و لكن تحت حكم هيرودس بقيت فلسطين -رغم ذلك- مستقلّة نسبيّا، أي أنّ صولجان المُلْك لم يخرج تماما من أيدي اليهود، و لكنّه ضاع تماما سنة 6 ميلادي حين جاء نائب رومانيّ جديد إلى فلسطين، إذن فالمسيح يجب أن يظهر إمّا سنة 4 قبل الميلاد [بما أنّه لم يحدث شيء في زمن هيرودس] و إمّا سنة 6 بعد الميلاد اثناء الإحصاء، و هذا هو السبب في اختلاف التاريخ، فمتّى يجعله مولودا في آخر حكم هيرودس 4 قبل الميلاد، و لوقا يجعله سنة 6 بعد الميلاد اثناء خروج الملك تماما، حيث أنّه لا يوجد تاريخ آخر تصحّ فيه النبوءة إلاّ هذان التاريخان. فتاريخ ولادة يسوع ليس قائما على حدث تاريخيّ صحيح و إنّما اعتمادا على نبوءة توراتيّة.

و سنلاحظ في مختلف مراحل البحث أنّ الأحداث التي حدثت مع يسوع [الإنجيليّ] مبنيّة على نبوءات توراتيّة و ليس لأنّها أحداث حقيقيّة، و ذلك باعتمادنا دائما على التناقضات و توضيح أسباب هذا التناقض، حيث أنّ النبوءات تحتمل التأويل و من هنا يأتي التناقض، ممّا يجعلنا نستنتج أنّ الذين يكتبون الإنجيل لا يكتبون قصّة بأحداث حقيقيّة حدثت بل يصنعون هذه الأحداث بناء على النبوءات.

يتبع.................................


1- http://www.ebior.org/bible/synopse-III.htm
2-Guy Fau - La Fable de Jésus-Christ. III.P 62-71







توقيع MALCOMX
https://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1
https://www.ebnmaryam.com/vb/f4
http://www.almwsoaa.com/Forum/
http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1
http://www.11emam.com/vb/search.php?...&starteronly=1


رد باقتباس