اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 04.07.2010, 20:15
صور أم حفصة الرمزية

أم حفصة

عضو

______________

أم حفصة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.252  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.09.2010 (03:31)
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي لكل شيء اذا ماتمّ ( رثاء الأندلس )





ماتمّ رثاء الأندلس ماتمّ رثاء الأندلس



لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ *** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنســــانُ

هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ *** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُأ زمــــانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحد *** ولا يدوم على حالٍ لها شــــان

يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ *** إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصــــانُ

وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ *** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمــــدان

أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ *** وأين منهم أكاليلٌ وتيجـــــانُ ؟

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساســـانُ ؟

وأين ما حازه قارون من ذهب *** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطـــــانُ ؟

أتى على الكُل أمر لا مَردله *** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانـــوا

وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك *** كما حكى عن خيال الطّيـفِ وسْنـانُ

دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه *** وأمَّ كســرى فما آواه إيـــوانُ

كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ *** يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمــــانُ

فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة *** وللزمان مسرّاتٌ وأحـــــــــزانُ

وللحوادث سُلوان يسهلها *** وما لما حلّ بالإسلام سُــــــــــوانُ

دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له *** هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهـــــــــلانُ

أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ *** حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلـــــدانُ

فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) *** وأينَ (شاطبةٌ)أمْ أيـــــنَ (جَيَّانُ)

وأين (قُرطبةٌ) دارُ العلوم فكم *** من عالمٍ قد سما فيها له شــــانُ

وأين (حْمص)ُ وما تحويه مننزهٍ *** ونهرهُا العَذبُ فياضٌ ومــــــلآنُ

قواعدٌ كنَّ أركانَ البلادفما *** عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركـــــــانُ

تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ *** كما بكى لفراق الإلفِ هيمــــانُ

على ديار من الإسلام خالية *** قد أقفرت ولها بالكفر عُمـــــــرانُ

حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبـــــانُ

حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حتى المنابرُ ترثي وهي عــــــيدانُ

يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ *** إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظـــانُ


وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ *** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطـــــــانُ؟

تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها *** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيــــانُ

يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً *** كأنها في مجال السبقِ عقــــــبانُ

وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ *** كأنها في ظلام النقع نيــــــرانُ

وراتعين وراء البحر فيدعةٍ *** لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطــــــانُ

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ *** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبـــانُ؟


كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتز إنســــان ؟

ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ *** وأنتمْ يا عبادَ الله إخــــــوانُ ؟

ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ *** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعــــــوانُ

يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ *** أحال حالهمْ جورُ وطُغيــــــــانُ

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم *** واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبــــدانُ

فلو تراهم حيارى لا دليللهمْ *** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألــــــوانُ

ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ *** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحــــزانُ

يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما *** كما تفرقَ أرواحٌ وأبـــــــدانُ

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت *** كأنما هي ياقوتٌ ومــرجــــانُ

يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً *** والعينُ باكيةُ والقلبُ حـــــيرانُ

لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيـمـــانُ

ماتمّ رثاء الأندلس ماتمّ رثاء الأندلس
للمزيد من مواضيعي

 







آخر تعديل بواسطة أم حفصة بتاريخ 04.07.2010 الساعة 20:29 .
رد باقتباس