اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 04.07.2010, 15:19
صور أم حفصة الرمزية

أم حفصة

عضو

______________

أم حفصة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.252  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.09.2010 (03:31)
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي



وهان عليَّ اللومُ في جنبِ حُبِّها
وقولُ الأعادي إنَّهُ لخليـعُ
أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ
هذان البيتان تحتهما معنىً كبير ، يقول :
أصمُّ إذا نوديتُ باسمــي وإنني
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ
إذا قلت له يا فلان لا يسمع ,هذا يدل على تمام عبوديتها لها ، وطبعًا هذا الواعظ قصد معنىً آخر ، حتى الشعراء في هذا الباب الذين يتكلمون في المحبة وغيره ، إنما يقصدون محبة الله ، إنما يضربون المثل بالكلام عن بين آدم .
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ.
كأنما يريد أن يقول أنا تركت حظ نفسي لهواها ، تريد أن تفعل الشيء الذي تحبه أنت ، لكن حبيبك يكرهه ، قانون الحب يأبى عليك أن تفعل ضد ما يريد حبيبك ، وكما قلت هذا قانون إنما رُكز في الطبع .
أنظر مثلًا سِنون بن احمد الذي يسمى سِنون المحب ، لكثرة كلامه في المحبة قال بيتين من الشعر في منتهى الجمال في هذا المعني ، يقول:
ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه
رضًا لك أو مدنٍ لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطأتها
سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك
يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه: أي ضع قدمك في النار ، أنا على استعداد بشرط أن يكون ما أفعله رضًا لك ، أو على الأقل يقربني منك ، أو مدنٍ لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطأتها
سرورًا لأني قد خطرتُ ببالــك
مجرد أن يخطر اسمي على بالك هذا كافٍ عندي أن أضع قدمي في النار ، وهو يريد بهذا معنيً أكبر من هذا طبعًا .
يريد أن يقول: يا ربي لو أنني أعلم أنني مذكورٌ عندك في الملأ الأعلى وقلت لي ضع قدمك في النار لوضعتها ، شريطةَ أن أضمن أنني مذكور عندك ، وقد ورد هذا في كلام الله- سبحانه وتعالي-:﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(النساء:66-68) .
الشاهد من الآية:يقول ربنا - عز وجل- في هذه الآية ولو أني قلت لواحد من هؤلاء العباد أقتل نفسك ، أو اخرج من دارك لم يستجيب لأمري إلا قليلٌ من البشر ولو أن واحدًا منهم استجاب لما أقول لكان خيرًا له وأشد تثبيتًا ، وإذًا لأتيته من لدني أجرًا عظيمًا ، ولهديته صراطًا مستقيمًا ، فجعل الخروج من الدار مساويًا للقتل ، أقول هذا لتعلموا فضل الصحابة الأوائل الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم وهاجروا إلى الله ورسوله .
فضل الصحابة الأوائِل.
في آية في سورة النساء قال الله- عز وجل-:﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء:100)،
سبب نزول الآية: رجلٌ كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي- عليه الصلاة والسلام- إلي المدينة ، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان وأوجبها على كل قادر ، فهذا رجل معذور ، عذره الله لكبر سنه .
لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة ويتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي- صلي الله عليه وسلم- وكيف يصافحون وجهَهُ كل يوم ، لم يتحمل أن يعيش في مكة ، فخرج من مكةَ إلى المدينة ، ومن مكةَ إلى المدينة قرابة أربعمائة وخمسين كيلو متر ، وهي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب إلى الحج أو ذهب إلى العمرة ويعلم المسافة من مكة إلى المدينة ، وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلةً منه إذ أدركته الوفاة سيموت ، وشعر بدنو منيته ، فماذا فعل هذا الرجل ؟ ضرب كفًا بكف ، لم يضرب كفًا بكف ندمًا على ما فعل كما نفعل نحن مثلًا إذ لم يعجبنا شيئًا نضرب كف بكف أي ضاعت أو راحت .
لا ، ضرب كفًا بكف ، ضرب الكف الأولى هكذا وقال: اللهم هذه بيعتي لك ، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك ، فنزلت الآية:
ملحوظة: هنا بكي شيخنا حرَّم الله عينك علي النار ياشيخنا وأدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.
﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ لم يعين له جزاءًا ولا أجرًا ، أنما قال: أجره عليَّ أنا.
إبهام الأجر دلالة على عظم الجزاء .
كما قال- صلي الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها " .
لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، إنما قال:" فهجرته إلى ما هاجر إليه " للدلالة على تحقير ما هاجر إليه ، بخلاف الشطر الأول " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله " لم يقل فجزاؤه جنات عدن أو جنة الفردوس لم يعين له جزاءًا ، اتحد الشرط والجزاء للدلالة على عظم الجزاء مبهم .
﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ ، لا تضع رقمًا ، لا تضع جزاءًا ، فهذا الرجل إنما خرج من مكة إلى المدينة ليلتحق بركب المؤمنين .
أرجع فأقول الركن الأول من أركان المحبة من أركان العبودية هو: تمام الحب الحب يعطيك قوة ويعطيك ثقة .
ألم تري إلى عنترة بن شداد وكان مشهوراً بالشجاعة والجرأة والإقدام ، لما أراد أن يستلهم قدرةً على القتال والجلد فيه ذكر حبيبته في ميدان القتال يقول عنترة:
ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني
وبيضُ الهندِ تقطُرُ من دمي
فودِدتُ تقبيلُ السيوفِ لأنــها
بَرِقت كبارقِ ثغركِ المتبسمِ
أخذ قوة بذكر من يحب ، هذا المعني الذي هو في طبع بني آدم مذكور في القرءان ، ذُكِر في كلام الله- تبارك وتعالي- ، قال الله- عز وجل-:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾(الأنفال:45)
لأن ذكر الله- عز وجل- في موطن الخوف هو عز الأمن .
فالإنسان إذا ذكر من يحب اكتسب قوةً ذاتية ، وإذا عرف كما قال القائل: (من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل )
يسرد الشيخ حفظه الله قصة لقائه بأحد علماء طاجستان.
أنا التقيت برجل من علماء طاجسكتان في مكة عام ستة وتسعين ، هذا الرجل كان عمره فوق التسعين ، وكان معه مجموعة من تلاميذه ، وجرى ذكر ما فعله الروس في المسلمين ، وأنهم كانوا يقتلون علماء المسلمين وهكذا فأنا سألت بعض تلاميذه قلت له إذا كان الروس يقتلون علماء المسلمين فكيف نجا هذا ؟فسأله هذا السؤال فقال له فلان يعنيني يقول كذا وكذا وكذا فتكلَّم الرجل وكان كلامه عجبًا من العجب ، هذا الرجل يا إخواني رضي بالحبس الاختياري ستين سنة ، حبس نفسه اختيارًا ، لم يُقبض عليه ووضع في السجن ، لا ، كيف ذلك ؟ .
لما رأي هذه الهجمة على علماء المسلمين وخشي أن تجف منابع اللغة وهي المدخل إلى القرءان والسنة ، عزم بينه وبين نفسه أن يكون جنديًا يحمل هم الإسلام ، فكان يتفق مع أهل قرية ما أنه سيدخل هذه القرية ، ويستأجرون له بيتًا ، ويظلُّ في هذا البيت شهر ، اثنين ، سنة ، سنتين ، ثلاثة ، أربعة ، ويظلُّ في هذا البيت لا يخرج من البيت ولا يشعر به أحد ، وبالليل أهل القرية يسرّبون إليه الأطفال يعلمهم العربية ويحفظهم القرءان والسنة .
فإذا قضى مهمته في هذه القرية بعد سنة أو سنتين ، يتفق مع أهل قرية أخري ويتخذ الليل جملًا ويمشي ليلًا ويدخل هذه القرية ويحبس نفسه اختيارًا في بيت من هذه البيوت ويعلِّم أطفال القرية اللغة والقرءان والسنة ، فإذا قضى مهمته ذهب إلى أهل قرية أخرى وهكذا ، قضى ستين سنة من عمره ، لو عندنا مائة مثل هذا الرجل لفتحنا الدنيا ، لماذا ؟ لأنه كان يحمل همًا ، لم ينظر إلى مجده الشخصي ، إنما كان ينظر إلى محنة أمته ، لذلك هان عليه أن يحبس نفسه في الوقت الذي يستمتع فيه الملايين بالحياة ، لا يفعل هذا إلا الحب ، ,أنظر إلى أبي الشيص وهو أحد الشعراء المجيدين في الكلام في الحب يقول:
وقف الهوى بي حيث أنــتَ
فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ
وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا
ما من يهون عليك ممن يُكرَمُ
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
أجدُ الملامة في هواك لذيـذةً
حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ
يقول:وقف الهوى بي حيث أنــتَ.
أي أنت منتهي أملي ليس لي أمل بعدك ، فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقــدمُ.
وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا .
يقول له:أنت يا حبيبي أهنتني ولأنني أحبك رأيت أهانتك لي عزًا لي ، فأهنت نفسي أنا الآخر، وأهنتني ، طبعًا لم يغضب لأن المحب إذا غضب من حبيبه نقصت محبته ، حتى يرى كل فعل حبيبه جيدًا .
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
العدو يهينك ، عدوك لا يكرمك إنما يجدَّ في إهانتك ، فيقول له: أهنتني وصرت مثل أعدائي ، فمن حبي لك أحببت أعدائي ، تجد حبًا أكثر من هذا
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
وهو الإهانة .
أجدُ الملامةَ في هواك لذيـذةً
حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ
يلومونني أنني ملتزم هذا شرف لي ، هذا ليس بعار ، والحجاج بن يوسف الثَقفي زمان لأما أرسل إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين ، أرسل إليها فلم تذهب إليه ، وأنتم طبعًا أكيد قرأتم الفتنة التي حدثت بين عبد الله بن الزبير ، وبين عبد الملك بن مروان ، والقصة التي حدثت قتل عبد الله بن الزبير وصلبه الحاج بن يوسف الثقفي على مدخل المدينة ، فكان الحجاج إذا أراد أن يُعيَّر بن الزبير وأن يشتمه ، فكان يقول له: يا ابن ذات النطاقين ، هل هذه حاجة بها عار ، هذا شرف ، فكان عبد الله بن الزبير يقول له: (تلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها )، أي مثل هذا لا يُعيَّر به ، مثل هذا شرف أن تكون أمي هي ذات النطاقين .
من الشرف أن تنتسب إلي السنة.
قديماً كانت اللحية غريبة في بلاد المسلمين ، كنا نمشي في الشوارع عندما يريد أحدُهم أن يستهزئ بنا ينادي ويقول: يا سني ، فهل يا سني عيب ؟ هذا شرف أن ينسبك إلى السنة ، لما يقول لك يا سني كأنه يستهزئ بك كما كان الحجاج يُعيِّر عبد الله بن الزبير ويقول له: (يا ابن ذات النطاقين ).
فأنا أريد أن أقول: الحبّ أول ركائز العبودية .
ركيزة العبودية الثانية:أن تَذل ، وكلاهما مرتبط ببعض ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه إطلاقًا ، لأن المحب ذليل بطبعه ، وتعرف كلما ازداد حبك كلما استطعمت الذل ،أشرف ما فيك هذا أي _الأنف_ أبرز ما في الوجه ومأخوذ منه الأنفة .
والأنفة: الكِبر والعز ، وأنت لما تريد أن تقول أنك أذللت أحد تقول أنا أنزلت أنفه إلى الأرض ، أنفك هذا الذي هو أشرف ما في الوجه وكذلك الجبهة ، أنت عندما تسجد تضع أشرف ما فيك مكان نعلك ونعال الناس أنت عندما تسجد في المسجد ، والمسجد هذا وطأته الأقدام ، أعلى ما فيك وأشرف تضعه في الأرض مكان نعال الناس .
حقيقة الذلّ.
وهذا هو حقيقة الذل ولذلك ربنا- سبحانه وتعالي- قال:﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾(العلق:19)، أي كلما ذللت كلما اقتربت ، وقال- صلى الله عليه وسلم-:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " ، وكما قلت لكم هذا عنوان الذل ، أنظر كيف رفعك إلى أسمى مقامات الحب . ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ ، أي كلما نزلت علوت .
فالذلّ والحبّ يتناسبان تناسبًا عكسيًا .
كلما نزلت إلي أسفل كلما ارتفعت , وكلما ارتفع المرء إلى فوق كان مذكورًا في الملأ الأعلى ، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- الذي يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح واسمه زكوان .
يقول سهيل كما في صحيح مسلم : "كنا في موسم الحج فمرَّ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- فإذا الناس وقوف يقولون هذا عمر ، هذا عمر ، هذا عمر ، فقال سُهيل فقلت لأبي يا أبي ألا تنظر إلى محبة الناس عمر ,فقال له أبوه أبو صالح: أي بني إني سمعت أبو هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إذا أحبَّ الله عبدًا نادي جبريل ، فقال يا جبريل: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه " ، يا له من عبد أن يكون مذكورًا عند الملك فلان بن فلان ، عبد يمشي على الأرض بقدميه مذكور عند الملك ، هذا شرف باذخ .
" يا جبريل: إني أحبَّ فلانًا فأحبَّه ، فيحبَّهُ جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبُّ فلان بن فلان فأحبّوه ، فيحبَّهُ أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض " ، يحبه حصى الأرض الذي يمشي عليه .
ممن أحبّهم الله _عز وجلّ_.
سعد بن معاذ ، تدرون كم قدر سعد بن معاذ ؟ سعد بن معاذ سيد الأوس اهتز له عرش الرحمن يوم مات تبارك وتعالى ، وعرش الرحمن هذا شيءٌ لا يدخل تحت الوصف ، السماوات والأرض ، السموات السبع والأراضين السبع كحلقةٍ في فلاه بالنسبة للعرش .
العبد بالاختيار هو المحبوب عند الله _عزَّ وجلّ_.
إذًا ركنا العبودية كمال الحب مع تمام الذل ، إذا استطاع العبد أن يحقق هذين صار عبدًا بالاختيار ، العبد بالاختيار ، هذا هو العبد المحبوب عند الله
- تبارك وتعالي- ، وهذا هو الذي يترقي أعلى درجات الجنان .
فنحن نريد أن نعيد للعبودية رونقها مرة أخري معاشر المسلمين ، نحن حملة مشاعل الهدي إلى البشرية ، لقد خسر العالم كثيرًا وكثيرًا جدًا بانحطاط المسلمين وتخلفهم عن دورهم ، أيمكن لو كان المسلمون الذين يحكمون العالم أيمكن أن يُلقى بالقمح في المحيط ، ويُلقى باللبن والجبن والزبد في المحيط حفاظًا على السعر العالمي وثلث الكرة الأرضية يموت جوعًا ، هل المسلمون يفعلون ذلك ؟ .
في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة.
حفاظًا على السعر العالمي أرمي القمح في المحيط وأترك البشر يموتون جوعًا في جنبات الأرض ، في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتل أحدكم فيحن القِتلة وإذا ذبح فليحسن الذِبحة وليحدّ أحدُكُم شفرَته وليرح ذبيحتَه" ، وقال- صلي الله عليه وسلم-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " أنت تركب على الحمار أو على الفرس ، تركبه وهو يمشي ، لكن لا تركبه وهو يقف لأن هذا متعب عليه ، يقول-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " .
وقال- صلي الله عليه وسلم-:" بينما امرأة بغي تمشي إذ وجدت كلبًا يلهث ويلعق الثرى من العطش ، فنزعت موقها فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها بسقيا كلب ، وامرأة بغي: أي تتاجر بعِرضها ، لو سقت كلاب الدنيا وتتاجر بعِرضها عشرين سنة ، ثلاثين سنة ، أربعين سنة ن فما يفيد أن تسقي كلاب الدنيا ، لا هي لم تسقي كلاب الدنيا ، هي سقت كلبًا واحدًا ، فشكر الله لها فغفر لها,لأجل هذا أقول:
مناشدة وسؤال:
ينبغي أن نرجع إلى ذوات أنفسنا ، وننظر لماذا لم نمكن ؟ لماذا نعيش على حواشي الدنيا وحواشي الأرض ؟ لماذا نستذل وكتابنا هو الكتاب الوحيد صحيح النسبة إلى رب العالمين ؟ ونبينا سيد الأنبياء وخاتمهم ، وأمرنا.
يقول أحمد شوقي:
بأيمانهم نورانِ ذكرٌ وسنةٌ
فما بالهم في حالكِ الظلماتِ
رجل معه كشاف ، واثنين ، كلما وجد حفرة سقط فيها ، ما الموضوع ؟ أريد أن أفهم ، ما هو الموضوع ؟ الموضوع باختصار أن الذي يحمل الكشاف أعمي ، لأنه لم ينتفع بهذا الضوء .
فهل نرضى أيها الأخوة الكرام أن نكون ثلة منن العميان في العالم ؟ ، والضوء نحن الذي نملكه وينبغي أن يقبس الناس من هذا الضوء فينقلون إلى أهلهم وأوطانهم .لأجل هذا أقول :
سر مجدنا وعزنا وطريق التمكين أن نرجع مرة أخري عبيدًا لله ، فإذا كنا عبيدًا لله جعلنا سادة الأمم .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
تمت بحمد الله أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
منقول

* * * *





رد باقتباس