اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 12.04.2009, 04:50

abod_2008_2

عضو

______________

abod_2008_2 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة:
المشاركات: 12  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.09.2010 (14:14)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي من روائع القرآن الكريم


بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




روائع القرآن الكريم في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}.


و روائع القرآن الكريم: في سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}.


روائع القرآن الكريم



والناظر في الآيتين يلحظ الفرق بينهما:


ففي الآية الأولى روائع القرآن الكريم: {وَسَارِعُوا}، وفي الثانية روائع القرآن الكريم: {سَابِقُوا}.



وفي الآية الأولى روائع القرآن الكريم: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الثانية روائع القرآن الكريم: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.



وفي الآية الأولى روائع القرآن الكريم: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}،
وفي الثانية قال:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.



**************************


هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين،


وأما الآية الثانية فتتعلّق بالمؤمنين.


ولما كانت التقوى وهي نتاج الإيمان أعظم درجات وأرقى رتبه، فهي أفضل من مجرّد الإيمان؛


لأنّها تتضمّنه وزيادة،وعليه يكون التقّي أفضل من المؤمن العادي.


وقد بيّن الله صفات واعمال المتّقين الذين أعدّت لهم جنَّة عرضها السماوات والأرض


روائع القرآن الكريم: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) (آل عمران) }



****************************


وإذا كانت التقوى أعلى رتبة من مجرد الإيمان، فقد لزم إذاً التفرقة بين المتّقين وبين المؤمنين.
وتتجلّى هذه التفرقة في الآيتين في موضعين:


الأول في الخطاب، والثاني في الثواب.


***********************


أمّا الخطاب، فقد خاطب الله تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة (وسارعوا)،


بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة (وسابقوا).


والفرق بينهما هو: أن المتّقين في تنافس وسباق،


لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم على الأحسن منه،


فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة.


وعلى خلاف ذلك، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة، والارتقاء بالمكانة،


لذلك حثّهم على السباق ابتداء،


فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع.



***************************



أمّا الثواب، فقد اختلف باختلاف الرتب.


ففي الآية الأولى حينما خاطب الله سبحانه المتّقين قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}،


وفي الآية الثانية حينما خاطب المؤمنين بعامة قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.


والفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ :
هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه.


علاوة على هذا فقوله في الآية الأولى (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ)


يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة.


والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق بأمرين:


*******************************


الأوّل، أنّ على قدر الأعمال يكون الجزاء.


فأعمال المتقين أعظم من أعمال المؤمنين، لذلك كان ثوابهم أعظم.


الثاني، أنّ ثواب المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا،


ولكن لما حثّهم الحقُّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن هنا أن يعطيهم المزيد،


فكان الحثّ على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد بالأفضل.


والله أعلم.


روائع القرآن الكريم

للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : من روائع القرآن الكريم     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : abod_2008_2





رد باقتباس