اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 27.04.2017, 15:12

الأندلسى

عضو

______________

الأندلسى غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 27.04.2017
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 11  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
01.03.2023 (23:45)
تم شكره 17 مرة في 11 مشاركة
افتراضي


(2) إقتباسات الأباء الأوائل:


قالوا: إن كان إنجيل برنابا موجوداً حقاً قبل ظهور الاسلام فلماذا لم يقتبس منه الأباء الأوائل؟
ـ هذا السؤال الشهير ستجده تقريباً في عشرات الكتب المتعاقبة التي ألفها قساوسة وعلماء النصارى .. وكأنهم توارثوا هذا السؤال!!
ـ وبالرغم من أن الجميع يعرف بأن برنابا كان من الكتب المحرمة في ذلك الوقت (1)إلا أن ظني لم يخب.. فمن الصعب جداً أن يطلع أحدٌ من الأباء الأوائل على هذا الانجيل وما فيه من أمثال وتعاليم راقية دون أن يقتبس منه ولو في الخفاء .. ترى من اقتبس من برنابا؟

(1) اقتباسات القديس يوحنا ذهبي الفم (347-407 م):


بالطبع يوحنا فم الذهب غني عن التعريف فهو الملهم الأول للمفسرين على مدار العصور.. وله العديد من الاقتباسات التي لا نجدها الا في انجيل برنابا نذكر منها:

1- النار لا تطفأ بالنار بل بالماء:

نقرأ في متى 5: 38-39
38 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.
39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.
ولكن في برنابا 18 تجده يفسر ما يقصده بالمثال الرائع الذي وضع في موضعه:
لا تجازوا شرا بشر لأن ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا لله لأجـل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير

ـ ولما كانت جملة برنابا الزائدة عن متى رائعة، فقد احتار القس بولس الفغالي ( وهو أقوى من درس انجيل برنابا من النصارى المعاندين) وحاول أن يجد مصدر زيادة برنابا فنسبها الى يشوع بن سيراخ3:33 ( الْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ الْمُلْتَهِبَةَ، وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطَايَا.)

والمثالان ليسا متطابقين كما نلاحظ ... والحقيقة أن النص بعينه استخدمه يوحنا ذهبي الفم في تعليقه على (لا تقاوموا الشر) وكأنه يقتبس من برنابا!!

2- السكين لم تقو على ذبح ابن ابراهيم:

ـ يقول يوحنا ذهبي الفم في عظته (لا تبكوا على الراقدين):

لكني ـ بالتأكيد ـ مترعُ بالدهشةِ إذ أننى أتأمل في عظمة إبراهيم البار؛ لأن يد ذلك الإنسان البار غرزت السكين في رقبة الولد، لكن يد الله لم تتركها تتلوَّث بدمه؛ لأن السكين لم تكن فقط في يد إبراهيم، بل في يد الله أيضاً، ولأن إبراهيم غرس السكين بالنية، أمَّا الله فأعاقها بصوته.

والآن لينتبه الجميع فإن فكرة غرس سكين ابراهيم في رقبة ابنه غير موجودة أساساً في الكتاب المقدس، فقد منعه الملاك قبل أن يحاول أن يقترب من ابنه

نقرأ في سفر التكوين 22: 10-13
10 ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ.
11 فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»
12 فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».
13 فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.
وجميع التفاسير للنص تقر بذلك.. فمن أين جاء يوحنا ذهبي الفم بفكرة أن السكين كان مغروساً في رقبة ابن ابراهيم ولكنه لم يقو على ذبحه؟

إنها في إنجيل برنابا 13:

فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد اسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله ، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا

3- الجمع في الدنيا مثل بناء بيت لن تسكن فيه:

وهذه الفكرة لن تجدها أبدا بهذا التطابق الا بين برنابا ويوحنا ذهبي الفم...يقول يوحنا ذهبي الفم في عظته (لا تبكوا على الراقدين):
ألا تعتقد أنك تتضايق لو أن أحداً يبني بيوتاً لحسابك وأنت لن تسكن فيها؟ فلماذا إذن تريد أن تغتني في هذا العالم الذي قد تخرج منه قبل أن يحل الليل؟
وهذه الفكرة هي عين ما جاء في برنابا على لسان المسيح عليه السلام:

برنابا25:
الحق أقول لكم أن الجمع كثيرا في هذه الحياة يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شيء يؤخذ في الحياة الأخرى ، لأن من كانت أورشليم وطنا له لا يبنى بيوتا في السامرة


ـ الحقيقة ان كان يوحنا قد سمي بـ (ذهبي الفم) فيبدو أن الفضل في ذلك يرجع الى برنابا الذي اقتبس منه يوحنا مراراً كما رأينا... أما عن الأب الثاني الذي اقتبس من برنابا فسيكون مفاجأة كما يوحنا فهو لا يقل قدراً عنه... ويتبع بإذن الله





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا الأندلسى على المشاركة :