اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 09.02.2015, 03:07

فتى يسوع

عضو

______________

فتى يسوع غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.02.2015
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 15  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
31.01.2017 (02:14)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


الرد على النقطة الثانية:

هل لوحة رامسي تحدثت عن حكم ثاني لكيرينيوس على سوريا؟

يقول الدكتور غالي:

"" وهو [أي كيرينيوس] بالفعل جاء اثناء هيرودس الكبير الي سوريا اثناء حملته العسكرية التي قام بها ضد هومونادينيس التي استمرت منذ سنة 6 الي 3 ق م وكان مكانها في غلاطيه فهو غالبا استمر في سوريا من 6 الي 1 ق م ورتبته في سوريه Duumvir. وفي مدة هذه الولاية الأولى جرى الاكتتاب الأول (لو 2:2) الذي ألزم يوسف ومريم بالحضور إلى بيت لحم . . . اكتشاف هذه اللوحه تم سنة 1912 م كما قلت بواسطة رامسي W M Ramsey وهو كان بالاكثر حاكم عسكري. ""

وهنا مجموعة مغالطات وأخطاء ارتكبها الدكتور غالي فهو أولا لم يفرق فيها بين رأي رامسي الشخصي وبين ما ورد في اللوح المكتشف، وثانيا أضاف أفكارا ليست من رأي رامسي ولا من اللوح.

فكلام رامسي واستنتاجاته ذكرها عالم مسيحي آخر، وهو المحاضر بكلية اللاهوت في جامعة أكسفورد جورج هربرت بوكس George Herbert Box والذي خرج كتابه بعد أربعة سنوات من إخراج رامسي لكتابه، وكتاب جورج بوكس هو "الولادة العذرية للمسيح" (ويمكنك قراءة كلام جورج بوكس حول رامسي ونظريته هنا: http://www.forgottenbooks.com/readbo..._1000413316/81).

وفي هذا الكتاب بيّن جورج بوكس استنادا إلى كلام رامسي بأن كل الذي في اللوح هو أن كيرينيوس كان Duumvir على أنطاكية بآسيا الوسطى (Duumvir تعني قاضي أو ضابط مشارك لقاض أو ضابط آخر في مجلس أو محكمة)، فهو ليس كما ادعى الدكتور غالي بأنه Duumvir على سوريا!

ثم بيّن رامسي أن كيرينيوس حارب الهوموناديين بين عامي 11 و8 ق.م، ويبين جورج بوكس أيضاً بأن رامسي اقترح بأن كيرينيوس كان واليا على سوريا بين عامي 10 و 7 ق.م (وليس كما قال الدكتور غالي بأن حرب كيرينيوس مع الهوموناديين بين عامي 6 و3 ق.م وأنه حكم سوريا بين 6 و 1 ق.م فهذا تحريف من الدكتور غالي على كلام رامسي، وسببه أن التواريخ التي وضعها رامسي ستتعارض مع زمن ولادة المسيح بالنسبة لإنجيل متى!)، ولأن هذا الافتراض من رامسي (وهو أن كيرينيوس حكم سوريا) يتعارض مع حقيقة كون أن تلك الفترة كان حاكم سوريا هو ساتورنينوس حاول حل المعضلة بـ"افتراض" أن كيرينيوس شارك ساتورنينيوس في الحكم! وقد صرح رامسي بأن سبب افتراضه بأن كيرينيوس حكم سوريا هو لتبرئة لوقا من الخطأ (and so St. Luke also is justified)! ويعلق جورج بوكس بأن ما افترضه رامسي بأنها مجرد فرضية (Hypothesis)، فهي غير مثبتة.

أي بخلاصة العبارة أن لوح رامسي لم يذكر بأن كيرينيوس كان حاكماً على سوريا، وإنما مجرد Duumvir على منطقة أخرى وهي أنطاكية، وما بعد ذلك من كلام رامسي ما هو إلا مجرد تخمينات من رامسي كمحاولة لتبرير خطأ لوقا، ولذلك يجب التفريق بين الحقائق والأدلة التاريخية وبين الكلام النابع من الحماسة الدينية، فتخمين رامسي بأن كيرينيوس حكم سوريا بين عامي 10 و 7 ق.م ليس عليها أي دليل، بل ويصدمها حقيقة أن ساتورنينوس كان هو حاكم سوريا في ذلك الوقت، والأشنع من ذلك كله هو تدليسات الدكتور غالي.

كما أن التدقيق في الخبط بين كيرينيوس (الذي ذكره لوقا) وساتورنينوس تكشف عن مشكلة أخرى لإنجيل لوقا، فالدكتور غالي قال:

"" ما أثبت السير رمزى ايضاً من البرديات أن الدورة بين كل اكتتاب فى الدولة الرومانية، والاكتتاب الذى يليه، كانت أربعة عشر عاماً (وهناك الكثير من السجلات عن هذه التعدادات منذ عام 20 م وما بعدها)، ويقول أن الاكتتاب الأول جرى بأمر أوغسطس فى السنة الثامنة قبل الميلاد ، وكان مأذوناً لهيرودس – كملك تابع للقيصر- أن يجريه حسب العوائد اليهودية ، وليس حسب العوائد الرومانية ، والأرجح أن الاكتتاب تأخر بضع سنوات فى الولايات، وهكذا ثبتت دقة لوقا وأمأنته بصورة رائعة ""

هنا نجد صورة من تصورات رامسي الخاصة التي أخذها منه الدكتور غالي ثم علّق: "وهكذا ثبتت دقة لوقا وأمانته بصورة رائعة"، وأستطيع أن أطلق على هذا الكلام بأنه "هذيان فكري".

فرامسي يعترف أولاً أن كل 14 عام تجري الدولة الرومانية اكتتاباً (أي تعداداً سكانياً)، أي بما أن كيرينيوس أقام اكتتاباً عام 6 ميلادية، فما هو وقت الاكتتاب السابق له؟ نعود 14 عاماً إلى الوراء لنجد أن الاكتتاب الذي يسبقه يكون عام 8 قبل الميلاد، لذلك يعترف رامسي بذلك (أي أن القيصر أمر أن يكون في ذلك العام)، ثم نجد افتراضاً من رأس رامسي وهو أنه "والأرجح" بأن الاكتتاب تأخر! ولم يعط أي دليل على ذلك التأخر، ففرضية التأخير التي اخترعها رامسي إنما هي بسبب كون 8 قبل الميلاد وقتاً مبكراً جداً لا يمكن أن يكون المسيح قد ولد وقته (حيث ذكرنا بأنه بالاستناد إلى إنجيل متى تكون ولادة المسيح بين 6-4 قبل الميلاد وليس 8 قبل الميلاد)، بل والأدهى من ذلك أن يعلق الدكتور غالي كعادته بقوله الغريب: "وهكذا ثبتت دقة لوقا وأمانته بصورة رائعة"!

والواقع أنه بما أن هذا الاكتتاب حصل عام 8 ق.م فمن هو الحاكم وقتها؟ لقد كان ساتورنينوس (والذي حكم على سوريا بين عامي 9-7 ق.م) وهذا بالطبع ليس كيرينيوس!

بل ونجد اعترافاً لأحد آباء الكنيسة القدامى بهذه المعلومة، وهو القديس ترتليانوس (والذي عاش بين 160-225 ميلادية) وهو الذي كان يعمل محامياً وابن قائد مائة روماني (قائد مائة رتبة عسكرية)، وبالتالي كان قريباً من الوثائق الحكومية؛ يقول القديس ترتليانوس حين حديثه عن ميلاد المسيح (وذلك في كتابه ضد مرقيون 4 : 19 : 10):

"ولكن هناك دليل تاريخي بأن في هذا الوقت بالذات [أي وقت ميلاد المسيح] وقع اكتتاب في اليهودية على يد سينتيوس ساتورنينوس، والذي قد يحقق بحثهم عن أسرة وأهل المسيح."
"But there is historical proof that at this very time a census had been taken in Judaea by Sentius Saturninus, which might have satisfied their inquiry respecting the family and descent of Christ."

لاحظ كلام القديس ترتليانوس يتحدث عن وجود دليل تاريخي يثبت أن الاكتتاب حصل على يد ساتورنينوس، وساتورنينوس هو الذي ذكرنا حكمه على سوريا بين عامي 9-7 ق.م، أي أن الاكتتاب الذي من المفترض أن يقع عام 8 ق.م لم يتأخر كما افترضه رامسي وصفق عليه الدكتور غالي بحرارة، واعتبرها إثبات لدقة لوقا وأمانته بصورة رائعة!

وبالتالي فإن هناك اكتتابين وقعا: الأول أيام حكم ساتورنينوس على سوريا عام 8 ق.م، والثاني (بعدها بـ14 عاما) أيام حكم كيرينيوس على سوريا عام 6 ميلادية، وقد حصل خلط للوقا بينهما.

وبذلك تكون لدينا ثلاثة احتمالات لولادة المسيح وكلها مشاكل إنجيلية:

1- أنه ولد أيام اكتتاب ساتورنينوس حاكم سوريا عام 8 ق.م، فيكون لوقا أخطأ في ذكر اسم كيرينيوس بدلاً من ساتورنينوس، بالإضافة إلى تناقضه مع إنجيل متى (باعتباره تاريخاً مبكراً).

2- أنه ولد أيام هيرودس الملك الذي توفي عام 4 ق.م (وقد ولد المسيح قبل وفاته بقليل)، ليكون مخالفاً لإنجيل لوقا.

3- أنه ولد أيام اكتتاب كيرينيوس حاكم سوريا عام 6 ميلادية، فيكون تاريخاً متأخراً جداً لولادة المسيح (وهو خطأ من دون شك)، ثم هو يناقض إنجيل متى.

فالبحث والتنقيب التاريخي يثبت بأن مشكلة تناقض لوقا مع متى أعمق مما هي عليه، وليست كما افترض الدكتور غالي من وصفه بأنها دقة بصورة رائعة!





رد باقتباس