اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :16  (رابط المشاركة)
قديم 06.08.2012, 01:10

مجدي فوزي

محاور

______________

مجدي فوزي غير موجود

محاور 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 18.05.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 551  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
03.10.2022 (21:39)
تم شكره 131 مرة في 91 مشاركة
افتراضي سلسلة لطائف قرآنية


من المعلوم ان هناك ما يسمى بالتوازن الطبيعي بين المخلوقات وعناصر البيئة ، بحيث لا يطغى نوع على آخر او عنصر على عنصر فتظل المخلوقات في حالة توازن ما لم يتدخل البشر بإفساد المنظومة الطبيعية بالقضاء على نوع دون آخر بسبب نشاطهم الصناعي وما ينتج عنه من نفايات و إهدار للموارد الطبيعية مثل قطع الاشجار او صيد نوع معين من الحيوانات .
المهم في الموضوع ان التوازن الطبيعي أمر واقع محسوس في الحياة بدون جدال .
ويبدو ان القرآن الكريم قد أشار لحقيقة ان جميع المخلوقات خلقت في حالة توازن ، تأمل الآية الكريمة في سورة الحجر :
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ

ولكن قد يعترض معترض بأن الآية تتكلم عن عملية إنبات ، بما يعني نباتات ، ولكن نرد عليه فنقول ان الله عز و جل قال في سورة نوح :
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا
هل البشر نبتوا من الارض كنباتات ؟ ام ان هذا يعني ان الانبات يشمل ايضا معنى الخلق ؟ نعم ، فالله انبت البشر من الارض بمعنى انه خلقهم من طينها ، مما يدل على ان الآية الاولى تحتمل معنى ان الانبات هي عملية خلق المخلوقات من طين الارض وليس مجرد النباتات .
وبما ان الامر كذلك ، ففي الآية إشارة قوية على وجود التوازن بين المخلوقات ، يعني التوازن الطبيعي بين الكائنات ، خاصة وأن الآيات التالية تخبرنا ان الله عنده خزائن كل شيء ولكن لا يوجد على الارض إلا بقدر معلوم وليس عشوائيا :
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ
وهذا ولاشك يؤيد معنى التوازن الطبيعي بين الكائنات
فسبحان من كان كتابه يخاطب البدوي في الصحراء منذ اكثر من ألف عام كما يخاطب انسان العصر الحديث فيفهم من إشاراته ما لم يدركه العربي البسيط
وسوف يستمر القرآن معطاءا الى يوم الدين .
هذا ، والله أعلى و أعلم





رد باقتباس