اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :27  (رابط المشاركة)
قديم 15.10.2012, 16:14
صور أمــة الله الرمزية

أمــة الله

مديرة المنتدى

______________

أمــة الله غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.944  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (18:25)
تم شكره 30 مرة في 26 مشاركة
افتراضي


السيدة (مريم بنت عمران )
العذراء البتول
كانت امرأة عمران امرأة صالحة تقية تعيش فى بيئة صالحة يسوسها الانبياء من بنى اسرائيل كزكريا عليه السلام
وقد حملت بعد طول انتظار فأرادت ان تعبر عن شكرها لله فنذرت ما فى بطنها للمحراب وهى تتوقع وترجو ان يكون المولود ذكرا ليكون مؤهلا لخدمة العباد والزهاد فى المعبد متفرغا لدراسة علوم الدين ... ولصدق نيتها وخلوصها لله تقبل الله منها هذا النذر وبارك فيه فكان ان ولدت فتاة واسمتها مريم .. وكان وقع المفجأة عليها شديدا ؛ فليس الذكر كالانثى حيث لا تصلح الانثى لخدمة المعبد او مخالطة الرجال ..

ومع ذلك صممت على الوفاء بنذرها فذهبت بالوليدة الى المعبد ووضعتها بين ايدى الاحبار ليروا فيها رايهم.. ولصدق بصيرة من راوها وصفاء سرائهم وعلمهم بصلاح امراة فرعون وتقواها توقعوا لهذه الوليدة شأنا عظيما فتنافسوا على رعايتها وكفالتها ولم يجدوا مخرجا للنزاع الا الاستهام والاحتكاك للقرعة فأتى كل واحد منهم بسهم وكتب عليه اسمه واتفقوا على القاء السهام فى ماء جار فمن وقف سهمه ولم يجر مع الماء فهو صاحب الحق فى الكفالة باختيار الله له .. ووقف سهم زكريا عليه السلام وفاز فى القرعة التى اجريت وكان احق الناس بها
اذ هو :زوج خالتها ومن محارمها بالاضافة الى كونه نبيا يوحى اليه .. مما اكد علو منزلة هذه الوليدة ورعاية الله لها حيث جعل كفالتها لزوج خالتها واتقى الناس فى عصره..


وهيئت غرفة خاصة للوليدة فى المعبد تشب وتترعرع فى اطهر الاماكن واقدسها ولا يدخل عليها محربها الا زوج خالتها وكافلها زكريا عليه السلام ورغم الامال التى كان يعقدها زكريا على هذه الفتاة المنذورة لله الا ان ما حدث فوق كل التوقعات اذ كلما دخل عليها غرفتها الخاصة وجد عندها طعام ليس من جنس ما يأكلون او يعهدون مما جعله يسالها سؤالا مباشرا :من اين لك هذا؟!! فأجابته ببساطة ووثوق: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب.. وأدهشت الاجابة زكريا عليه السلام وذكرته بما استقر فى عقيدته ووجدانه .وايقظت الامل فى نفسه بان يكون له ولد من صلبه يرث منه النبوة التى ورثها من ابائه رغم عقم امرأته وكبر سنه فان الله يرزق من يشاء بغير حساب وهو خالق الاسباب والمسببات وانتهز فرصة وجوده فى هذا المحراب المبارك وتوجه الى الله ضارعا بهذا الطلب فلم ينته من سؤاله حتى بشرته الملائكة باستجابة الله لدعائه فخرج على الناس يأمرهم باقامة الصلوات شكرا لله على منه وكرمه .. وتتنزل الملائكة على مريم العذراء تأمرها بمداومة التهجد والصلاة والتفرغ للعبادة فقد كفاها الله مئونة الرزق والبحث عنه او الجهد فى تحصيله وتاتى المفاجاة الكبرى ببشرى الملائكة بحملها للمسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين وتتعجب مريم من هذا الامر وكيف يكون؟! وهى العذراء البتول التى لم يقربها رجل بل ولم يرها رجل الا كافلها وزوج خالتها زكريا عليه السلام وتاتيها الاجابة واضحة وضوح الشمس ان الله يخلق ما يشاء نعم فقد خلق الله آدم من غير اب وام وخلق حواء من اب وهو آدم فقد خلقت من ضلع من اضلاعه ومن غير ام وها هو يخلق عيسى من ام ومن غير اب فتكتمل دائرة الاعجاز ويعلم الناس ان الله: يخلق بالاسباب ويخلق دون حاجة للاسباب فهو سبحانه خالق الاسباب والمسببات.


وتستسلم السيدة مريم لامر الله وتبتعد عن الانظار حاملة لهذا النور الجديد الذى من الله به على بنى اسرائيل ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويرفع عنهم بعض العقوبات التى فرضها الله علهم لعصيانهم فى بعض الاموروتعنتهم مع انبيائهم السابقين وتاتى ساعة الوضع وتضطرب اليدة العذراء ورغم بشرى الملائكة لها الا ان المشاعر البشرية تجعلها تتمنى الموت وتلجا الى مان بعيد وتتشبث بجذع نخلة ويخرج الوليد المبارك الى الدنيا آمرا وواجها ... رحيما وحانيا.. يتكلم بكلام الرجال وبمنطق الانبياء والمرسلين ويطمئن امه ويأمرها بالصيام عن الكلام فقد انتهى دورها وادت رسالتها التى اصطفاها الله لها وبدا دوره الذى اصطفاه الله له ويشير القرآن لها الامر اشارة بليغة فى غاية الاعجاز حيث تقص الايات من سورة مريم القصة كاملة حتى اتت به قومها تحمله فاتهموها تهمة شنيعة باطلة وتتوقف القصة عند قول الله عز وجل فأشارت اليه)) وهنا ينطق المسيح عليه السلام مبرئا لامه مبينا لرسالته وتتوقف الايات عن الكلام عن السيد مريم تماما ويبدا الكلام عن المسيح عليه السلام وقصته مع بنى اسرائيل وما لقيه منهم ... فقد ادت السيدة العذراء اعظم دور فى التاريخ واى دور ..


ومما يلفت النظر فى قصةهذه السيدة العظيمة ان الرزق كان يأتيها دون جهد منها او سؤال حين كانت متفرغة للعبادة ولما وضعت حملها امرها وليدها ان تبذل الجهد فى هز الشجرة حتى يسقط عليها الرطب جنيا فى الوقت الذى يتوقع الانسان بعقله القاصر بانها فى حاجة الى الرعاية والخدمة بعد الوضع .. فلماذا لم ياتيها الرزق من السماء كما كان يحدث من قبل ؟!!
انه دور الام الذى هو اعظم الادوار فى هذه الحياة الدنيا على الاطلاق .. انه الجهد المبول فى رعاية الابناء والحنو عليهم .. انه تزويد الدنيا بالرجال الذين يحملون الامانة فى عمارة الارض
هذا ولقد ضرب الله بالسيدة مريم المثل للمؤمنين والمؤمنات فى كل مكان وزمان بقوله تعالى ((ومريم ابنت عمران التى احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ))

ويبشر الرسول صلى الله عليه وسلم نساء امته بقوله :
((اذاصلت المراة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها دخلت من اى ابواب الجنة شاءت))
وبذلك حبيباتى نكون قد انهينا حديثنا عن السيدة مريم رضى الله عنها وسنتحدث باذن الله تعالى عن السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها





رد باقتباس