اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2012, 17:20
صور ابن النعمان الرمزية

ابن النعمان

عضو مميز

______________

ابن النعمان غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.01.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 670  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.02.2024 (11:53)
تم شكره 82 مرة في 67 مشاركة
افتراضي


حتى ابن مسعود نفسه الذى كان لديه اكثر من سبب لكى لا يرضى عن السياسة قد اقر بصحة مصحف عثمان , بل وتنبأ انه سوف يوجد فيما بعد قراء كثيرون وقليل من العلماء , وان ايات القرآن سوف تظل مقدسة فى النفوس . (موطأ مالك كتاب جامع الصلاة الباب الاول)
ونظرا لغيرة المسلمين الأوائل وهم بطبيعة الحال أكثر تحمسا لكلام الله من خلفائهم , يستحيل علينا أن نعلل قبول الكافة لمصحف عثمان دون منازعة أو معارضة , بأنه راجع إلى انقياد غير متبصر من جانبهم , ولقد قرر نولدكه "أن ذلك يعد اقوي دليل على أن النص القرآني على أحسن صورة من الكمال والمطابقة" . (نولدكه تاريخ القرآن , الجزء الثانى , ص93)
ومهما يكن من امر فان هذا المصحف هو الوحيد المتداول فى العالم الاسلامى – بما فيه فرق الشيعة - منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان . ونذكر هنا رأى الشيعة الامامية (اهم فرق الشيعة) "ان اعتقادنا فى جملة القرآن الذى اوحى به الله تعالى الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كل ما تحتويه دفتا المصحب المتداول بين الناس لا اكثر , وعدد السور المتعارف عليها بين المسلمين هو 114 سورة , اما عندنا فسورتا الضحى والشرح تكونان سورة واحدة , وكذلك سورتا الفيل وقري , وايضا سورتا الانفال والتوبة اما من ينسب الينا الاعتقاد فى ان القرآن اكثر من هذا فهو كاذب " (انظر مقال لميرزا اسكندر كاظم بجريدة journl Asiatique عدد ديسمبر 1843 م . فالفرق اذن هو فى طريقة تقسيم الصور وترقيمها وهذا الفرق ايضا لا يوجد الا نظريا عند هؤلاء العلماء لان نسخهم فى الواقع لا تختلف عن نسخ اهل السنة فى شىء )
وبناء على ذلك اكد لوبلوا : "ان القرآن هو اليوم الكتاب الربانى الوحيد الذى ليس فيه اى تغيير " . (لوبلوا المرجع السابق) وكان وموير قد اعلن ذلك من قبله اذ قال : "ومع ما أدى إليه مقتل عثمان نفسه من قيام شيع متعصبة ثائرة زعزعت ولا زالت تزعزع وحدة العالم الاسلامى , فان قرآنا واحدا قد ظل قرآنها جميعا وعقيدتها جميع صادرة عن كتاب واحد مع اختلاف العصور , وهذا في ذاته حجة قاطعة على أن ما أمامنا اليوم إنما هو النص الكامل للقرآن الذي جمع بأمر الخليفة سيء الحظ , والأرجع أن العالم كله ليس فيه كتاب غير القرآن ظل اثني عشر قرنا محتفظا بنصه ودقته , والنتيجة التي نستطيع الاطمئنان إليها هي أن مصحف زيد وعثمان لم يكن دقيقا فحسب بل كان كاملا كما تدل عليه الوقائع , وان جامعيه قد بذلوا جهدا ضخما , ولم يغفلوا شيئا من الوحي , ونستطيع كذلك ان نؤكد استنادا إلى اقوي الأدلة ان كل آية فى القرآن دقيقة فى ضبطها كما تلاها محمد " (واقعية المنهج القرآنى - توفيق محمد السبع ص117)
وهذا الحكم الذى يمتاز بنزاهة تاريخية لا مثيل لها يحتاج الى تصحيح من ناحيتين لان الحكم يتضمن نقصا من جهة وزيادة من جهة اخرى .
اما من ناحية النقص فلانه يرجع النص الذى بين ايدينا اليوم الى الخليفة الثالث , بينما عثمان كما رأينا لم يقم الا بنشر المخطوط المجموع فى عهد ابى بكر . ولقد رأينا ايضا كيف ان هذا الاصل ذاته لم يكن الا التدوين الكامل حسب ترتيب العرضة الاخيرة للرسول صلى الله عليه وسلم (وهذا الترتيب يختلف عن ترتيب النزول) وهو النص المدون باملاء الرسول نفسه .
واما الزيادة ففى التاكيد بان النسخ المتداولة رغم انها تكرار خطى بعضها البعض لا تتضمن اى اختلاف فى القرءة , ويعلم عكس ذلك تماما كل من له المام بالنص القرآنى العربى . فاذا كانت الحروف المتحركة الطويلة تكتب دائما فى جسم كل كلمة , فان الحروف المتحركة القصيرة لا تكتب ابدا , وكذلك الحال بالنسبة لبعض الحروف المتحركة المتوسطة .
هذا من جهة ومن جهة اخرى فان مجموع كبيرة من الحروف العربية تتشابه وتتطابق فى كتابتها ولا تختلف عن بعضها الا ببعض نقط التشكيل . ولم تكن هذه النقط تستخدم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولا فى عهد الخلفاء الراشدين الثلاثة من بعده .
واذا كان التذوق اللغوى كان يساعد احيانا على تخمين النطق الصحيح للكلمة , ففى الغالب كان النطق لا يتضح الا بارشاد شفوى غير ان السنة توضح لنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتبع نطقا واحدا عند تعليه القرآن للمسلمين , ....فكلمة "ملك" يجوز قراءتها "مالك" وكذلك كلمة "فتبينوا" يمكن قراءتها "فتثبتوا" طبقا للقراءات المختلفة الواردة فى السنة .
ولما كان المستمعون من المسلمين ليسوا هم ذوات الاشخاص فى كل مرة , فقد نشأ عند الصحابة منذ العهد الاول تباين فى القراءات لبعد كل قراءة عن غيرها .
فيروى البخارى ان عمرا ثار يوما على هشام بن الحكيم بن حزام لانه سمعه يتلوا سورة الفرقان بقراءة تختلف عن القراءة التى علمها له الرسول صلى الله عليه وسلم , .. فتحامل على نفسه فى كظم غضبه اثناء صلاة هشام وفور خروجه من الصلاة قام اليه عمر وامسك بتلابيبه وسأله : من اقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرؤها , قال اقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال كذبت فو الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو اقرأنى هذه السورة , وانطلق به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر الرسول هشام فقرأ السورة , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : هكذا نزلت ثم امر عمر فقرأ السورة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : هكذا نزلت ثم قال : ان هذا القرآن نزل على سبعة احرف فأفرأوا ما تيسر منها .
ويذكر الطبرى ان ابى بن كعب صدم ايضا من اختلاف فى قراءة سورة النحل ولما احتكم الى الرسول صلى الله عليه وسلم اقر القراءتين .
فهل كان عثمان اكثر تشددا من الرسول صلى الله عليه وسلم فمنع اشياء كان الرسول يبيحها ؟ لا نعتقد ذلك .
فلم يكن عثمان يقصد , كما يعتقد بصفة عامة , الى الغاء كل اختلاف فى القراءات , بل كان مصحفه - كما هو الحال فى المصاحف السابقة - يتكون من هيكل كلمات تقبل القراءة بطرق مختلفة , بل وكان حرصه دائبا على ان يوضح القراءات المعروضة على النص ذاته فى كل مرة , .... وهكذا نرى كلمة "مسيطر" مكتوبة بالسين ويعلوها حرف الصاد او مكتوبة بالصاد وتعلوها السين .
وفى رأينا ان نشر القرآن , بعناية عثمان كان يستهدف ان فى اضفاء صفة الشرعية على القراءات المختلفة التى كانت تدخل فى اطار النص المدون ولها اصل نبوى مجمع عليه وحمايتها , فيه منع لوقوع اى شجار بين المسلمين بشأنها , لان عثمان كان يعتمر التمارى فى القرآن نوع من الكفر" . (اتقان السيوطى المجلد الاول , ص57)
ووقاية المسلمين من الوقوع فى انشقاق خطير فيما بينهم , وحماية للنص ذاته من اى تحريف .
يتبع بعون الله








المزيد من مواضيعي


توقيع ابن النعمان
حسبنا الله ونعم الوكيل
كيف يطول عمرك بالصلاة
جوامع الذكر و الدعاء
اعمال يعدل ثوابها قيام الليل
خطوات علمية مجربة لمن يعانون من الوسواس القهرى شفاهم الله


رد باقتباس