اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 03.02.2012, 21:28

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


و نواصل

اقتباس
- الآباء دخلوا إلى "الشئ المخفى" أو إلى "البهاء المتوارى" في النصوص الكتابية:
* إن آراء الآباء ومعلمى الكنيسة بالنسبة للخبرة والمعرفة بالحقيقة الإلهية ليس هو بالأمر المستقل أو المنعزل بل هو استمرار وتوسع لواقع معين، هذا الواقع الذي يحتويه الكتاب المقدس ولهذا فكل ما يحدث في حياة الكنيسة هو مرتبط بشدة بالحقيقة المعبر عنها داخل الكتاب المقدس.
* فالآباء بالتالي كتبوا كتاباتهم اللاهوتية على أساس كتابي فالجانب الأعظم من كتاباتهم كان يتعلق بجوانب تلك الحقيقة الإلهية الواردة في الكتاب المقدس، وذلك لأن الآباء كانوا يؤمنون في داخل ضمائرهم بأن الكتاب المقدس هو " موحى به " يعبر عن حقيقة إلهية وواقع أصيل وفريد، وقد رأوا أن الكتاب المقدس هو تعبير عن الحقيقة الإلهية وليس الحقيقة الإلهية عينها وذلك بالطبع لأن الحقيقة نفسها لا يمكن لأي كتاب أو أي شكل أن يستوعبها.
* لقد كانت لديهم القناعة بحقيقة أن نصوص الكتاب المقدس هي تعبير وشكل، وهى نوع من الكتابة التي تستخدم بطريقة تناسب كل الأحداث ليفهمها القارئ وهى تعبر عن وجهات خلاصية للحقيقة الإلهية.
* ولقد تحدث الآباء دائماً عن ضرورة الدخول إلى ما هو "مخفى" أو إلى ذلك "البهاء المتوارى" والذي يوجد خلف أو أسفل أو أبعد من الحروف الكتابية وهم يتحدثون عن هذا لأن إسهاماتهم اللاهوتية كانت وظهرت أنها مرتبطة بشدة بالحقيقة الكتابية الإلهية.
* فالجديد الذي يقدموه هو جديد بالفعل بالنسبة للنصوص الكتابية ولكنه في نفس الوقت يمثل فقط تعبيراً عن وجهات أخرى لنفس الحقيقة الإلهية الواحدة التي كانت مختفية بين سطور النصوص الكتابية.
* وبتشديدهم على هذه النقطة فإن الآباء خلقوا معياراً ومقياساً لصحة أو زيف أية إسهامات وآراء يقدمها اللاهوتين الكنسيون بمعنى أنه لو كان هذا الجديد الذي يقدم بين الحين والآخر كتعبير عن الشئ "المخفى" للحقيقة الإلهية أو عن "البهاء المتوارى" يشهد ويوافق ويمثل امتداداً طبيعياً لتلك التي عبر عنها من خلال النصوص الكتابية لكان هذا الجديد أصيلاً وصحيحاً ولكان نتيجة طبيعية لعملية استنارة حقيقة بالروح القدس، الأمر الذي يمكنه أن يشكل يقيناً وإيماناً وتقليداً للكنيسة
* ولابد أن نذكر أن الآباء هم فقط الذين أتبعوا هذه الطريقة للدخول إلى ما هو "مخفى" أو إلى ذلك "البهاء المتوارى" بين نصوص الكتاب المقدس.
* ولهذا فإن أعمالهم وكتاباتهم هي إضافات أصلية وصحيحة تعبر عن شرح ما هو موجود بالفعل داخل هذه النصوص، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.على العكس من هذا فإن الهراطقة اتبعوا طريقة أخرى، فقد اظهروا تمسكاً شديداً بالنصوص وشجبوا كل ما هو غير موجود بها. وعبروا عن أراء في بعض الأمور لا تشهد ولا توافق ما عبرت عنه صراحة تلك النصوص. لقد زعموا مرات كثيرة، ولكن يبرروا مواقفهم وآراءهم اللاهوتية غير الصحيحة هذه، أنهم يملكون تقليداً من رسائل رسولية شفوية.
* من الأمثلة التي تبين وجهات ذلك شيء " المخفى " أو ذلك " البهاء المتوارى " في الحقيقة الإلهية والتي لم يعبر عنه صراحة في نصوص الكتاب المقدس أن الروح القدس إله مساو لقد كان القديس غريغوريوس اللاهوتي هو المعبر الأساسى عن ألوهية الروح القدس ولقد اعتمد في كتاباته على ما قد سبق أن قدمه القديس أثناسيوس
* فالكتاب المقدس لم يذكر صراحة أن الروح القدس هو مساو للآب في الجوهر وأن له نفس طبيعة الآب، ومع ذلك فإن حقيقة مساواة الروح القدس بالآب في الجوهر تتفق تماماً وتشهد بما جاء في الكتاب المقدس عن ذلك الأمر. وهذا يقنعنا أن اصطلاح "هومواوسيوس" هي تعبير أصيل لوجه الحقيقة الإلهية هذه والغير واردة في الكتاب المقدس الذي يتحدث عن الحقيقة الإلهية بالنسبة للروح القدس بصفة عامة. وعليه فلقد توصل القديس غريغوريوس لحقيقة ألوهية الروح القدس بفهمه العميق للكتاب المقدس من ناحية وبواسطة إنارة الروح القدس لها من ناحية أخرى لأنه هو نفسه يقول: "فقط عن طريق الله يستطيع الإنسان أن يعرف أشياء كثيرة عن الله " وفي نفس المقال يستطرد فيقول: "أنه من الضرورى للإنسان أن يقتنى نعمى (التفكير المشترك) مع الروح القدس لكي يعرف ماهية الروح القدس".
* إن دخول الآباء إلى "البهاء المتوارى" للحقيقة الإلهية هو عمل لا نستطيع أن نحله بالمنطق فهو عمل يتم عن طريق معطيات وقوانين لا يمكن فحصها بعمل المنطق البشرى -بالرغم من أن الواقع الروحي للمعرفة الإلهية وبالتالي لعلم اللاهوت يرتبط بالإلتزام والتوافق المنطقى- فإن المعرفة الأشمل للحقيقة الإلهية لا تتم في غياب أو بالإنفصال عن قوى الإنسان الفكرية بصفة عامة. فعندما نتكلم عن استنارة الروح القدس فإننا نعنى أن عقل الإنسان يتسع بقوة الروح القدس فيه فيصبح قادراً على أن يفهم وبالحرى يقبل حقائق أكثر مما قبل، فيصل إلى نتائج لم يكن يعرف من قبل حتى بمجرد وجودها.
* وأخيراً فإن الآباء عاشوا في أحضان الكنيسة، والكنيسة عاشت وتعيش تعاليمهم وتقواهم التي اعتبرتها دائماً أصلية وأرثوذكسية... وفي ضميرها الحى رأت فيهم استمراراً وامتداداً للرسل.
* فقد سلم الرسل الأثنى عشر خدمتهم الشخصية -وهى التعليم- لآباء الكنيسة كما يقول القديس إيريناؤس.
* وهذا ما دعا كنيستنا الملهمة بالروح أن تلقب مثلاً أباً ومعلماً فيها وهو القديس أثناسيوس بلقب الرسولي أي أنه إمتداد للرسل في القول والفعل.
* فترتل له قائلة: "أيها الراعى الأمين الذي لقطيع المسيح البطريرك المكرم أثناسيوس رئيس الكهنة الذي بتعاليمه المقدسة ملأت العالم كله.. الذي صار رسولاً مثل التلاميذ في القول والفعل".
* كما أن الكنيسة اليونانية تكرمه فتقول: "أيها الأب... إن النسمة الحاملة الحياة، نسمة روح المسيح التي حلت قديماً من العلاء في البرية وانسكبت على التلاميذ قد انبثت فيك بجملتها كما يليق بالله فأظهرتك رسولاً ثالث عشر كارزاً بالإيمان المستقيم الرأى".
_____








توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس