أخلاقنا الإسلامية العظيمة
حُسن الخُلق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
قال الحكماء والبلغاء فى سئ الخلق :
فلانٌ كالكمأة ، لا أصلٌ ثابت ؛ ولا فرعٌ نابتٌ. عصارة لؤمٍ في قرارة خبثٍ.
كما قالوا أيضاً :
قد أرضع بلبان اللؤم ، وربي في حجر الشر، وفطم عن ثدي الخير،
قد طلق الكرم ثلاثاً وأعتق المجد بتاتاً ، لم يستوجب عليه ولاءً. فوته غنيمةٌ ،
والظفر به هزيمةٌ صغير القدر، ضيق الصدر .
ويقول الشاعر :
وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ
وإذا اتقى الله امرؤٌ وأطاعه فيداه بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ
وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ .
إن حسن الخلق تاج على رأس كل مسلم يزين حياته كلها بنور الخصال الحميدة
والصفات الطيبة وحسن العشرة والمعاملة بينه وبين الناس .
وما أجمل أن يشير الناس عليك بالبنان بأنك لين الطبع رقيق التعامل دمث الخلق .
تتمتع بقبول الرأى والرأى الآخر وتصبر على أخيك الحاد الطباع .
يحبك الناس ويحترموك ويشهدون لك بأنك صاحب خلق وطبع متميز .
وأما سئ الخلق فلا أحد يحبه ولا يستسيغ وجوده أو رؤيته أو حتى ملاقاته بمحض الصدفة .
وما أروع ما جاء فى هذا الحديث النبوى الشريف عن سئ الخلق :
" استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( ائذنوا له ، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة ) .
فلما دخل ألان له الكلام ، قلت : يا رسول الله ، قلت الذي قلت ، ثم ألنت له الكلام ؟
قال :
( أي عائشة ، إن شر الناس من تركه الناس ، أو ودعه الناس ، اتقاء فحشه ) "
الراوي : أمنا أم المؤمنين السيدة / عائشة / رضى الله عنها و عن أبيها
المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم :6054
خلاصة حكم المحدث : صحيح
إذن فإن سئ الأخلاق لا يحبه أحد كما ذكرت
وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه من شر الناس .
وكم نعرف وكم نسمع عن أشخاص عندما تذكر أسماؤهم فإن الجميع يشعر بالإمتعاض والضيق .
والعكس صحيح فإن حسن الأخلاق يكثر ذكره فى المجالس بالخير
والمدح والثناء والدعاء بظهر الغيب .
والإلتزام الدينى يجب أن يكون مقروناً بحسن الخلق
ولا يغنى وجود أحدهما عن الآخر وأساس الدين المعاملة .
والحقيقة فإن حسن الخلق يجب أن نلتزم به جميعاً فى التعامل مع بعضنا الآخر عبر الإنترنت
وليس معنى أننا لا نعرف بعضنا بصفة شخصية أن نفعل ما نشاء .
ويتمثل ذلك فى مراعاة التعامل المحترم بين الجميع عامة وبين الذكور والإناث خاصة
ومراعاة آداب الحوار وملاحظة إن الإختلاف فى الرأى طالما لا يخالف الشرع .
هو حق مشروع وأصيل للجميع هذا الحق الذى أقره القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة .
ولا يحق و لا يليق هذا السلوك بأى مسلم على الإطلاق .
ومن حسن الخلق أن تتعامل الرجال بسلوك الرجل المسئول عن جميع أخواته على الإنترنت
ويعتبر أن جميع النساء على الشبكة فى منزلة أم او أخت أو إبنة .
وحسن الخلق من الممكن أن يكتسبه الإنسان بالعشرة الطيبة لصحبة صالحة
تصلح من أخلاقه وترفع من شأنه .
إذاً أنت بسلوكك الطيب وحسن أخلاقك سفيراً للأخلاق وداعياً إلى الهدى .
إخوانى وأخواتى الكرام هيا بنا نحاول أن نلحق بقارب الأخلاق
الذى يبحر فى أعتى الأمواج بثبات وهدوء لا يهاب الرياح ولا تضره الخطوب .
هيا بنا معاً نرتقى سلم الأخلاق الرفيعة درجة بعد اخرى لنصل إلى
منزلة فيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين وفيها ما لا يخطر على قلب بشر .
أقوال فى حُسن الخُلق :-
من القرآن الكريم :
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
القلم : 4
من السنة المطهرة :
عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن )
الراوي : أبو ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه
المحدث : ابن حجر العسقلاني
المصدر : الأمالي المطلقة الصفحة أو الرقم :131
خلاصة حكم المحدث:حسن
السلف الصالح :
" حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندي وكف الأذي "
الحسن رضى الله تعالى عنه
" لا خلاق لسيء الأخلاق"
أحد الحكماء
" لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إليَ من أن يصحبني عابد سيئ الخلق "
الفضيل بن عياض
" حسن الخلق يقوم علي أربعه أركان الصبر والعفه والشجاعه والعدل "
أبن القيم
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين