اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 09.01.2012, 13:43

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


3 - بذل الخير

ويقول الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله عن فضيلة بذل الخير

عندما ننظر في معنى كلمة خير نجد أن المقابل لها كلمة شر لكن كلمة خير هي الكلمة الوحيدة التي يكون فيها الاسم مساويا لأفعل التفضيل اذا أضيفت لها "من" لتصبح " خير من".

والخير هو ما يأتي بالنفع، ولكن مقياس النفع يختلف باختلاف الناس فواحد ينظر الى النفع العاجل، وواحد ينظر الى نفع آجل. ولنضرب مثلا على ذلك مثلا ـ ولله المثل الأعلى ـ بأخوين الأول يستيقظ باكرا ويذهب الى مدرسته، ويستمع الى أساتذته، ويواظب على قراءة دروسه واستيعابها، والآخر يوقظونه من النوم بمنتهى الصعوبة فاذا استيقظ فاستيقاظه قهر، ويخرج من المنزل لا الى المدرسة، ولكن ليتسكع في الشارع ليلعب مع هذا وذاك.

ان كلاهما يحب الخير لنفسه ولكن الخلاف بينهما يكون في تقييم الخير، واحد يفضل الخير الآجل، وآخر يفضل الخير العاجل ولو كان فيه ضياع لحياته.

واحد يفضل أن يتعب عشر أو خمسة عشر سنة ليكون انسانا ذا مكانة في المجتمع، وآخر يفضل أن يلعب الآن ولو كان ذلك فيه دمار لمستقبله.

مثال آخر فلاح يفلح الأرض، ويحسن زراعتها ورعايتها، ويعتبرها فضلا من الله تعالى فيرعى حق الخالق فيما وهب، ويروي الأرض ويسمدها، ويرجو الحق أن يبارك له في الرزق فيمر الوقت وينضج الزرع فيحصده ويملأ الرجل مخازنه برزق الله الوفير، ويزكي ماله وزرعه، ويظل طوال العام يأكل هو وأبناؤه مما رزقه الله نتيجة لتعبه وكدّه، وآخر لا يرعى حق الله فيما وهبه من أرض ويتركها ويهملها، ولا يرهق نفسه، ويستسلم للكسل، ويأخذ رزقه من السرقة والتسول.

اذن فهناك معايير مختلفة لحب الخير، فلماذا نرهق أنفسنا في وضع مقاييس للخير؟ ان الحق هو الذي أنزل الشريعة الغرّاء وبها كل معايير الخير، وان معايير الخير التي وضعها الحق لا تختل أبدا.





رد باقتباس