منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   رمضان و عيد الفطر (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   المستغفرون في رمضان (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=7654)

ابن عباس 09.08.2010 06:15

المستغفرون في رمضان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
المستغفرون في رمضان


اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ, اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَانٍ, اَلَّذِي لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ, وَلَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير - صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه الغُر المغاوير ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ...
ثم أم بعد ...

الغفور والغفار وغافر الذنب من أسماء الله تعالى وقد ورد ذكرها في كتاب الله
قال الله تعالى ذكره: (إن الله غفور رحيم)
وقال سبحانه: (ألا هو العزيز الغفار)
وقال عز من قائل : (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب)

وكلها تدور حول حروف الغين والفاء والراء (غ ف ر) وهي كما قال ابن فارس في مقاييسه تدور حول معنى ( السِّتر )

فالغفر: هو الستر ومنه المغفر (ما يقي الرأس في الحروب) (الخوذة)

ويؤخذ منها معنى أن الله تعالى يستر عباده ويقيهم شر الذنوب كما أن المغفر يقي الرأس شر ضربات السيوف.

والغفر: الإصلاح فغفران الذنوب إصلاحها ومعنى اللهم اغفر لي أي : يا الله أصلح لي ذنبي.

ومنه الغفارة : وهو نبات تداوى به الجروح .

ومن ثم فإن مغفرة الله لعباده ما وهبهم من أسف على ما فعلوه من المعاصي حتى يذهب ما في نفوسهم من أثر ألم المعاصي التي تجرح الروح المؤمنة.

وسِتر الله على عباده يكون بـ:

·بالعفو عنهم فاسم (العَفًو) من أسماء الله تعالى فهو المشعر بمحو الظلمة وقد قرن الله تعالى بين عفوه ومغفرته في قوله جل شأنه (إن الله لعفو غفور)

·و بتغطية القبيح من صفاتهم حتى يأذن سبحانه بتوبته عليهم.

وعليه فأسماء الله تعالى وصفاته كالغفور والغفار والتواب وغافر الذنب تتضمن الصبر والحلم وكرم الذات والصفات

والاستغفار: التوبة من التقصير في شكر النعمة.

فالغفور والغفار :
فعول وفعَّال من المبالغة في المغفرة فهو سبحانه السِّتير على عباده المتجاوز عن خطاياهم ، المبالغ في الستر والإمهال غير مستعجل بعقوبتهم بل يمهلهم ويسترهم ، فهو يسترهم في الحال والمآل فلا يشهر في الدنيا ولا في الآخرة،

وانظر معي وتدبر هذا الحديث العظيم الذي ثبت عند البخاري ومسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما - (قال: سمعت رسول الله ( يقول في النجوى: "يدنى المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه - أي يستره من الخلائق - فيقرره بذنوبه, فيقول هل تعرف؟ فيقول: رب أعرف, قال فيقول: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم, قال: فيعطى صحيفة حسناته, وأما الكفار والمنافقون, فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله" أخرجه البخاري، وقال في آخره: (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين( [هود: 18].

فانظر إلى قوله: (فيضع عليه كنفه) ذلك حتى لا يتبين للناس حينما يذكّر بذنوبه تغير الوجه، فإنه يتغير وجهه عندما يرى أنه قد هلك حتى يبشره ربه جل وعلا بمغفرته وستره له.

وما جعل الله لهذا العبد مثل هذه الكرامة الأخروية إلا باستغفاره وتوبته ،

فكم من آية في كتاب الله مدح الله فيها المستغفرين وأثنى عليهم خير الثناء قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)

وكم من حديث ثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المستغفرين من غير ذنب ولكنه لما علم أن الاستغفار عبادة يحبها الله من عباده أكثر منها تقربا إلى الله تعالى.

بل وقد علمنا أعظم كلام نستغفر به الله فعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ - رضي الله عنه - ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ . مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ )) .رواه البخاري .

و عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُومُ وَأتُوبُ إلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ )) .
رواه أبو داود والترمذي والحاكم ، وقال : (( حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم )) .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينزل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألُني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)) رواه البخاري ومسلم.

وهذا الحديث دليل على فضل الدعاء والسؤال والاستغفار آخر الليل، وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين، الذين يدخلون الجنَّة خالدين فيها، فذَكَر من صفاتهم الاستغفارَ وقت الأسحار، قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]،

وقال تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18]، فعُلِم من ذلك أنه وقت شريف. وفي الحديث دليل على أن الدعاء في ذلك الوقت مجابٌ إذا تحققت الشروط وانتفتِ الموانع؛ لأن الله تعالى وَعَد بالاستجابة لمَن دعاه، وإعطاءِ مَن سأله، والمغفرة لمن طلب مغفرته.

وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله: أيُّ الدعاء أسمع؟ قال: ((جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات))أخرجه الترمذي (3499)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (108)، وهو حديث حسن بشواهده.

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: "إن جوف الليل إذا أُطلِق فالمراد به وسطه. وإن قيل جوف الليل الآخر فالمراد به: وسط النصف الثاني، وهو السدس الخامس من أسداس الليل، وهو الوقت الذي فيه النـزول الإلهي"
وانظر "جامع العلوم والحكم"، شرح الحديث التاسع والعشرين من "الأربعين النووية".


وفي هذه الليالي المباركة يَجتمِع للمؤمِن في الليل ساعةُ الإجابة، والنّزولُ الإلهي، والسجودُ، وشرفُ الزمان وهو رمضان، وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يواظبون على قيام الليل، ولاسيَّما في شهر رمضان؛ تأسيًا بنبيِّهم - صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((إن في الليل ساعةً لا يوافقُها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه الله إياه، وذلك كلَّ ليلة))أخرجه مسلم (757).

وإذا كان الإنسان يقوم آخر الليل لأكلة السحور، فليتقدم قبل ذلك بوقت كافٍ للذكر والدعاء، وتلاوة القرآن والصلاة، وأن يكون حاضر القلب، محتسبًا لله تعالى في قيامه، وأن يحرص على الإخلاص والخشوع في صلاته؛ فعسى أن يكون له نصيب من قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام)) أخرجه الترمذي (7/ 187)، وقال: هذا حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجه رقم (3251).

اللهم إنا نسألك الجنَّة وما يقرِّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونسألُك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنَى، ومن العمل ما ترضى، وصلى الله وسلم على نبيّنا مُحمَّد.

جمعه ورتبه الفقير إلى عفو ربه (أبو أنس - أمين بن عباس)

ولا تنسوني من دعائكم

الجمل 09.08.2010 09:27

جزاك الله خيرا اخى الفاضل

الاشبيلي 09.08.2010 10:29

جزاك الله خير شخنا الفاضل


محب السنة 09.08.2010 11:10

بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . بارك الله فيك أخي.

أبو السائب أكرم المصري 12.08.2010 06:39

جزاك الله خيرا شيخى الحبيب

راجية الاجابة من القيوم 21.07.2012 04:44

جزاك الله خير ًا اخى الكريم غفر الله لنا ولكم اللهم آمين


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 21:38.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.