منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي العام (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   مَشَاهِدٌ خَطَهَا الْنور (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=6558)

طائر السنونو 07.07.2010 12:23

مَشَاهِدٌ خَطَهَا الْنور
 
:bismillah2:

الحمد لك ربنا كما علمتنا أن نحمد ؛ وصلّ وسلم اللهم على خير خلقك أحمد ؛ وآله وصحبه ومن تلا بإحسانٍ وبعد ..

مشاهدُ خطها النور ..

لرجالٍ صاغوا في التاريخ مشاهد من نور ..
و وميضًا أضاء سناه هام العصور ..
وضياءً على هامِ الزمان مسجورا ..

هُم رجالٌ ..

تربوا في مدرسة النبوة ..
فزادهم سنا نور النبوة رفعة ..

وكان الله مبلغ غاياتهم ..
وغاية أمنياتهم ..
ورضاه مطلبهم ..
وشكره دأبهم ..
وطاعته نهجهم ..

قاوموا الشهوات ..
وترفعوا عن المحرمات ..
و اتقوا الزلات ..
وتناهوا عن السيئات ..

هُم رجال

عُرضت عليهم الدنيا حلوة خضرة ..
فلم يروها إلا جيفٌ قذرة ..
بغية خطرة ..


هُم رجال

صدقوا الله

هُم رجال

رضوا بالله

هم رجال

لا نمل من مطالعة سيرتهم ..
ولا قراءة قصصهم ..
إنهم الصحب
والتابعون
و سائر المخلصين


إنهم أنصار الله


تابعونا مع المشهد الأول



فهرس المشاهد


كي نجنب على قارئنا العزيز عناء البحث


إضغط فقط على عنوان المشهد فينقلك إليه



المشهد الأول : المسلمون وغنائم كسرى



المشهد الثاني : قاتل الأسد






المشهد الرابع : أبودجانة الأنصاري



المشهد الخامس : صهيب الرومي
















للمزيد : صفحات ناصعات في تاريخ الصحابيات لأختنا الفاضلة ندى الإسلام

طائر السنونو 07.07.2010 13:05


(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام: من الآية90)

المشهد الأول

المسلمون وغنائم كسرى

بعد أن من الله على المسلمين وهرب آخر الأكاسرة يزدجرد وعند دخول إيوانه المشهور هال المسلمون ما رأوه فيه من عجيب التحف ونفيس الطنافس والجوهر
وأترككم مع الرواية

:27:

تولى أمر جمع هذه الغنائم عمرو بن مقرن أخو النعمان بن مقرن، وبدأ في جمع الغنائم من قصر كسرى الأبيض،
وكانت الغنائم ضخمة جدًّا تحدث عنها الرواة فترات و فترات،
ويذكر حبيب بن صهبان،
قال:
دخلنا المدائن فأتينا على قباب تركية مملوءة سلالاً مختمة بالرصاص، فما حسبناها إلا طعامًا، فإذا هي آنية الذهب والفضة، وكان عدد الدراهم الموجودة في قصر كسرى ثلاثة آلاف مليون درهم، أي ثلاثة بلايين درهم جمعها كسرى ومن سبقه، وتعثر عليه وعلى جيشه أن يحملوا كل هذه الأموال. استطاعت فرق الجيش الإسلامي التي خرجت تتابع الفرق الهاربة من الفرس أن تحصل على بعض الغنائم، واستطاع سيدنا القعقاع بن عمرو التميمي أن يلحق بحامية فارسية وقاتلها وحصل منها على خمسة دروع وستة أسياف، ولم تكن أيَّة الدروع وأيَّة أسياف!! بل كان من بين هذه الدروع والأسياف سيف ودرع كسرى، وسيف ودرع هرقل، وكان الفرس قد غنموهما من الروم قبل ذلك، ودرع وسيف خاقان ملك الترك، ودرع وسيف ملك الهند، ودرع وسيف النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وقد أخذهما كسرى لما مات النعمان بن المنذر، وخَيَّر سيدنا سعد بن أبي وقاص القعقاع بن عمرو بين السيوف فاختار سيف هرقل وكان سيفًا قويًّا، وكانت الفرس تفخر بهذ العُدَّة إلا أن الله أورثها للمسلمين.
ومن ضمن ما غنمه المسلمون في مطاردتهم للفرس حُلَل كسرى، فغنموا لباسه وغنموا سِوَارَي كسرى وتاجه، وكان وزن التاج واحدًا وتسعين كيلو جرامًا، وكان كسرى فارس إذا جلس على كرسي مملكته يدخل تحت تاجه، وتاجه معلق بسلاسل الذهب؛ لأنه كان لا يستطيع أن يقلّه على رأسه لثقله، بل كان يجيء فيجلس تحته ثم يدخل رأسه تحت التاج الذي تحمله السلاسل الذهبية عنه، وأخذ المسلمون هذه الغنائم، وغنموا القطف وهو البساط الموجود في الإيوان، وكان من عجائب هذا العصر، وكان حجمه ستة وثلاثين مترًا في ستة وثلاثين مترًا، وكانت السجادة مصنوعة من خيوط موشاة بالذهب والفصوص والجواهر، وكانت عليه الرسوم النادرة التي لا تقدر بمال، وكانت الأكاسرة تُعِدُّه للشتاء إذا ذهبت الرياحين شربوا عليه، فكأنهم في رياض؛ فيه طرق كالصور وفيه فصوص كالأنهار، أرضها مذهبة، وخلال ذلك فصوص كالدر وفي حافاته كالأرض المزروعة والأرض المبقلة بالنبات في الربيع، والورق من الحرير على قضبان الذهب، وزهره الذهب والفضة، وثمره الجوهر وأشباه ذلك.
وتولى توزيع الغنائم سيدنا سلمان بن ربيعة الباهلي، وكما ذكرنا أنه معيّن من قِبَل سيدنا عمر بن الخطاب منذ بداية حروب القادسية على توزيع الغنائم، فبدأ بتوزيع الغنائم فوزع أربعة أخماس الغنائم من الذهب والفضة على الجيش الإسلامي، وبعث بالخمس إلى سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة.
ويذكر الرواة أن الرجل كان يطوف في السوق ويقول: من معه بيضاء بصفراء؟! وذلك من كثرة الأموال في أيدي المسلمين بعد فتح المدائن.
حرص سيدنا سعد بن أبي وقاص على أن تكون الغنائم الذاهبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب في المدينة من ممتلكات كسرى نفسه كسيفه ومنطقته ولباسه وحلله وما إلى ذلك؛ ليكون ذلك أدعى للمسلمين في المدينة أن يخرجوا للقتال، بعد أن يجدوا ممتلكات كسرى نفسه غنيمة للمسلمين.


موقف عمر:5: والصحب من الغنائم


ولما وصلت هذه الأشياء إلى سيدنا عمر بن الخطاب نظر فيها فلم يجد مما فيها من ذهب وجوهر درة ولا لؤلؤة مفقودة


فلما رآها سيدنا عمر بن الخطاب :5: قال: إن قوما أدوا هذا لأمناء ،فقال له علي :5: : إنك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت .

ثم استدعى رجلاً اسمه "مُحلِّم" أجسم رجل في المدينة في ذلك الوقت، وكان جسم يزدجرد ضخمًا جدًّا، فقد كان يشبه يزدجرد في جسمه، وألبسه سيدنا عمر :5: لباس يزدجرد، وأقام له التاج على عمودين من الخشب وألبسه محلمًا، وجعل الناس ينظرون إليه، وقال للناس: هذا يشبه ملك كسرى، أعزنا الله بالإسلام، وأذل الله مثل هؤلاء بالإسلام.
وكانت نظرة سيدنا سعد بن أبي وقاص ثاقبة، فلما رأى الناس في المدينة هذه الغنائم، ورأوا سيف كسرى وتاجه ومنطقته، وقد انتقل كل ذلك من أرض فارس إلى أرض المسلمين؛ زاد ذلك في عزيمتهم، وتطوع كثير من الناس للجهاد في أرض فارس وأرض العراق.
لما قسم سعد فيهم الأموال فضل عنهم القِطْفُ ولم يتفق قسمه، فجمع سعد المسلمين، فقال: إن اللَّه تعالى قد ملأ أيديكم، وقد عَسُرَ قسم هذا البساط، ولا يقوى على شرائه أحد، فأرى أن تطيبوا به أنفسنا لأمير المؤمنين، يضعه حيث شاء؛ ففعلوا.
ورغم كل ما غنمه المسلمون لم يستأثر سيدنا سعد :5: بشيء يبعثه إلى بيت مال المسلمين، فضلاً عن أن يأخذها لنفسه إلا بعد أن يستأذن أهله في ذلك، فوافق الجيش على ذلك، فبعث بالقطف إلى سيدنا عمر بالمدينة.
ولما وصل القطف إلى سيدنا عمر بن الخطاب :5: بالمدينة ورآه الناس أخذ القطف بعقولهم وألبابهم، فهم لأول مرة يرون مثله، وكما قلنا: كان من عجائب الدنيا في هذا الوقت.
وتحيَّر سيدنا عمر بن الخطاب :5: في هذا القطف، فجمع الناس فاستشارهم في البساط، فمن بين مشير بقبضه، وآخر مفوِّض إليه، وآخر مرقِّق،

فقام علي :5: فقال: لِمَ تجعل علمك جهلاً، ويقينك شكًّا، إنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيتَ، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت

. فقال: صدقتني، فقطِّعْه. فقسَّمه بين الناس، فأصاب عليًّا قطعة منه فباعها بعشرين ألفًا، وما هي بأجود تلك القطع.


والقصد


ملاحظة:
رغم ما كان فيه المسلمون من شظف العيش وعناء المعيشة لم ينقص من الغنائم شيء بل كانوا لا يريدون أخذها فمن اليوم تُعرض عليه شبيهتها أو أقل ويتركها ولا يسرق ولا يغل ؟؟
فالمال الأن يذهب العقول ..


المراجع
د / راغب السرجاني
قصة الإسلام

فتح المدائن

د / وجدي غنيم

المدائن الوعد الحق


تابعونا مع المشهد الثاني

ودمتم في حفظ الرحمن


كلمة سواء 07.07.2010 15:17

موضوع رائع بارك الله فيك اخى الدكتور طائر السنونو
اعجبتنى هذه الاقوال

اقتباس:

فلما رآها سيدنا عمر بن الخطاب :5: قال: إن قوما ادوا هذا لامناء ،فقال له علي :5: : انك عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت .
اقتباس:

إنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيتَ، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت
رحم الله عليا ورحم عمرا وجزاهم عنا خير الجزاء

متابعة مع حضرتك ربنا يبارك لك و يتقبل منك

طائر السنونو 07.07.2010 15:35

شرفني مروركِ الطيب أختي الفاضلة كلمه سواء
شكر الله لكِ مروركِ وتعليقكِ
وتقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال

أم حفصة 07.07.2010 16:55

اللهم صلِّّّّّّّّّّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل
طرحكم المنسق والرائع للموضوع
جعلنا نتصور المشاهد عند قارئتها،
بارك الله فيكم
في انتظار باقي المشاهد،
أسجل متابعتي.....

طائر السنونو 08.07.2010 09:31

شرفني مروركِ الكريم أختي الفاضلة أم حفصة
شكر الله لكِ حُسن متابعتكِ
وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال

طائر السنونو 08.07.2010 09:57

:26:

المشهد الثاني


{ قَاتِل الأسد}

هو الصحابي الجليل هاشم بن عتبة بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
أسلم هاشم يوم فتح مكة، وحسن إسلامه، وانقلب من عدو لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى ولي حميم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم – ولدينه،


ومن شجاعته وهمته في الحرب كان يلقب بـ "المقال"، أي: السريع إلى العدو.

وكان بطلاً خبرته الحروب وعرفته ساحات الوغي مقدامًا لا يكل ولا يفر حين إشتداد الهيجاء




واصطدام الرجال بالرجال ..
ورنين الدروع في الدروع ..
وصليل السيوف

وإقبال المنايا والحتوف ..
ولسان حاله يقول ..


أنا إن قُتلتُ ففي إلهي مصرعي *** فالموت ُ خيرٌ من حياةِ الخُنعِ


هُم الصحب الميامين ..
البررة المُحَجَلون ..
أصحاب الرسول الأمين ..
هادي العالمين ..
وكانت الموقعة التي نتحدث عنها ..
يوم خرج بطلنا هاشم مع عمه "سعد بن أبي وقاص" أمير الجيش الإسلامي في بلاد الفرس لفتحها،
يوم "مظلم ساباط" مكان بالعراق بعد بلدة "نهر شير " التي فتحها المسلمون.
في هذا المكان تجمعت كتائب كثيرة لكسرى -حاكم الفرس- يسمونها "بوران" يقسمون كل يوم: "لا يزول ملك فارس ما عشنا"،
وقد أعدوا أسداً كبيراً يقال له: المقرط" في طريق المسلمين!
ظنوا أن المجاهدين في سبيل الله الذين يحبونه الموت ويؤثرونه على الحياة مثلهم سيخافون ويفرون من أسد!
لم يعلموا أن رضاء رب العالمين، والفوز بجنته، ونيل كرامته هو مطلوبهم، ولم يعلموا أن الأسد حيوان مسخر مربوب، والله -تعالى- قادر أن يحوله عليهم، كـ"فيل أبرهة"! ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).


وكان الأسد كبير الحجم مرعب المنظر ..
فلما تقدم المسلمون تركه الفرس ووجهوه نحو جيش المسلمين ..
ففزعت الخيول ..
وتراجع الأبطال ..
ووجلت القلوب ..
وترجل البطل عن فرسه ..
كي يثبت ولا يفر الفرس به ..
ودنا الأسد ..
يفزع القلوب زئيره ..
ويهُز الفضاء شخيره ..
وأقبل البطل ..
فوثب الأسد ..
فتلقاه بسيفه فقتله ..
وفي رواياتٍ فشطره أي قطعه نصفين { والله أعلم } ..
فكبر المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس، واستمر هاشم في تقدمه وسرعته ومن ورائه الفاتحون، فحمل على الفرس حملة شديدة أزالتهم عن أماكنهم، وهو يتلو

:1:-: ( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ

وتم النصر بفضل الله -تعالى- وله الحمد والمنة.
وفي هذا اليوم قبَّل سعد -:5: - رأس هاشم ابن أخيه؛ تكريماً له، وقبَّل هاشم قدم سعد ؛ إجلالاً واحتراماً له، ولقب سيف هاشم من ذلك اليوم بـ" المنن".
فرضي الله عنه، وعن صحابة النبي -:2: - أجمعين
المراجع


الواقعه المذكورة فقط



من تراجم الصحابة

الكاتب

عصام حسنين


مراجعة وإضافات وطرح وتقديم


العبد الفقير


طائر السنونو


يتبع بعون الله مع المشهد الثالث


queshta 08.07.2010 21:55

جعل الله
كل هذا الجهد
في ميزان حسناتك
أخي الحبيب:
طائر السنونو

لا تسئلني من أنا 08.07.2010 22:17

السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

ما شاء الله موضوع أكثر من رائع

جزاك الله خيراً أخي طائر السنونو

ربنا يذيدكم من علمه وفضله أخي

متابعةة

إن شاء الله ساكمل قراءةة الموضوع

طائر السنونو 09.07.2010 14:29

شكر الله لكم مروركم الكريم وتشريفكم لمتصفحي المتواضع

الأخ الفاضل


الحبيب ابو باسل

و
أختي الفاضلة


لا تسئلني من أنا

جزاكم الله خيرًا
وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 10:12.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.