منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   الحديث و السيرة (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   العظات والعبر من وفاة سيِّد البَشَرِ (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=3231)

أمــة الله 29.12.2009 17:06

العظات والعبر من وفاة سيِّد البَشَرِ
 
العظات والعبر من وفاة سيِّد البَشَرِ



وفاته

1- كفى بالموت عظةً وعبرةً... لقد شاء اللهُ-تعالى-أنْ يكونَ الموتُ نهايةَ كُلِّ إنسانٍ مهما طال عمرُهُ،ومهما كان موقعُهُ من الحياة، وتلك سُنَّةُ الحياةِ كما عبر عنها القرآنُ الكريم في قوله-تعالى-:{وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} الأنبياء: 34-35، وفي قوله- تعالى-:{إنك ميت وإنهم ميتون} الزمر: 30

فها هو ذا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ خيرُ البشرِ،يموتُ بعد أنْ عانى من سَكَراتِ الموتِ وآلامِ المرضِ...وإذا وعى النَّاسُ هذه الحقيقةَ استشعرُوا معنى العُبُوديةِ والتَّوحيدِ،وخضعُوا للهِ الواحدِ القَهَّارِ،واستعدُّوا للموتِ بالإكثار من العملِ الصَّالحِ، وطاعة الله، وإخلاص العبادة له في كُلِّ مجالٍ من مجالاتِ الحياةِ، لاسيما عبادة الله في تحكيمِ شرعِهِ،والجهاد في سبيل ذلك؛لأنَّ الله يَزَعُ بالسُّلطانِ ما لا يزعُ بالقرآنِ؛لأنَّ الله-تعالى- الذي خلقَ البشرَ خبيرٌ بما يُصلحهم في الدُّنيا والآخرةِ... {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} الملك: 14(1).


2- عبر عن الوفاةِ الإمامُ الغزاليُّ:
اعلم أنَّ في رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-أسوةً حسنةً –حياً وميتاً وفعلاً وقولاً-وجميع أحواله عبرةٌ للناظرين،وتبصرةٌ للمستبصرين،إذ لم يكن أحدٌ أكرمَ على اللهِ منه إذ كانَ خليلَ اللهِ وحبيبَهُ ونجيَّهُ،وكان صفيَّهُ ورسولَهُ ونبيَّهُ، فانظر.. هل أمهله ساعةً عند انقضاءِ مُدَّتِهِ؟ وهل أخَّرَهُ لحظةً بعدَ حُضُورِ منيِّتِهِ؟ لا .. بل أرسلَ إليه الملائكةَ الكِرَامَ الموكَّلينَ بقبضِ أرواحِ الأنامِ،فجدُّوا بروحِهِ الزَّكيَّةِ الكريمةِ لينقلُوها،وعالجُوها ليُرَحِّلُوها عن جسدِهِ الطَّاهرِ إلى رحمةٍ ورضوان،وخيرات حسان،بل إلى مقعدِ صدقٍ في جوارِ الرَّحمنِ، فاشتدَّ مع ذلك في النَّزعِ كربُهُ، وظهرَ أنينُهُ، وترادف قلقُهُ وارتفع حَنينُه، وتغيَّرَ لونُهُ وعرق جبينُهُ،واضطربت في الانقباضِ والانبساطِ شمالُهُ ويمينُهُ حَتَّى بكى لمصرعِهِ مَنْ حضرَهُ،وانتحب لشدةِ حالِهِ مَن شهدَ منظرَهُ.فهل رأيتَ منصبَ النبوةِ دَافِعاً عنْهُ مقدوراً؟!وهل راقبَ الملَكُ فيه أهلاً وعشيراً؟


وهل سَامَحَهُ إذْ كَانَ للحقِّ نَصِيْراً؟ وللخلقِ بَشِيراً ونَذِيْراً؟ هيهاتَ!! بل امتثلَ مَا كانَ بِهِ مأمُوراً،واتَّبعَ ما وجده في اللَّوحِ مَسْطُوراً،فهذا كانَ حالَهُ وهو عند الله ذُو المقامِ المحمودِ، والحوضِ المورودِ، وهو أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ، وهو صاحبُ الشَّفاعةِ يومَ العَرْضِ..
فالعجبُ أنا لا نعتبرُ به، ولسنا على ثقةٍ فيما نلقاهُ!! بل نحن أُسراء الشَّهواتِ وقُرَنَاءُ المعاصي والسيئات.


فَمَا بالُنا لا نَتعِظُ بمصرعِ مُحمَّدٍ سَيِّدِ المرسلينَ،وإمامِ المتقينَ،وحَبِيْبِ رَبِّ العالمينَ!!
لعلنا نظنُّ أننا مخلَّدون،أو نتوهَّمُ أنا مع سوءِ أفعالِنا عندَ اللهِ مُكْرَمُون.. هيهاتَ..هيهاتَ!! بل نتيقن أنا جميعاً على النَّارِ واردون، ثم لا ينجُو منها إلا المتَّقُون، فنحن للورودِ مستيقنون،وللصُّدورِ عنها مُتوهِّمُون، لا.. بل ظلمنا أنفسَنَا إنْ كُنَّا كذلكَ لغالب الظنِّ مُنتظرينَ،فما نحنُ-واللهِ-من المتقين،وقد قال رَبُّ العالمينَ: {وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حَتْماً مقضياً * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظَّالمينَ جثياً} مريم: 71-72.


فلينظرْ كُلُّ عبدٍ إلى نفسِهِ أنَّهُ إلى الظالمين أقربُ أم إلى المتقين؟ فانظرْ إلى نفسِكَ بعد أن تنظرَ إلى سيرةِ السَّلَفِ الصَّالحينَ، فلقدْ كَانُوا مَعَ مَا وفِّقُوا لَهُ مِنَ الخائفينَ،ثُمَّ انظرْ إلى سَيِّدِ المرسلينَ،فإنَّهُ كانَ مِنْ أمرِهِ عَلَى يقينٍ، إذْ كانَ سَيِّدَ النَّبيِّينَ، وقائدَ المتَّقينَ،واعتبرْ كيفَ كانَ كَرْبُهُ عِنْدَ فِرَاقِ الدُّنيا،وكيفَ اشتدَّ أمرُهُ عندَ الانقلابِ إلى جَنَّةِ المأْوى(2).


1 -راجع: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية, ص(695-696).
2 - إحياء علوم الدين (4/468- 469).

المصدر :

مجد الإسلام 29.12.2009 17:21

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أختى الفاضلة نورا على هذا الموضوع المختصر الجميل .
لكننا إذا أردنا أن نتحدث عن وفاة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والدروس والعظات المستفادة منها فإننا سوف نصنف فى ذلك مصنفات كثيرة , ومجلدات كبيرة .

أبو عائش 29.12.2009 21:27

صدقت أخي الحبيب مجد الإسلام بأبي هو وأمي وجزاك الله خيرا أختنا لقد ذكرتينا بنور عيوننا .
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

نضال 3 29.12.2009 23:02

http://nawasreh.com/islamic/up/12198223668273.gif

اخوتى واخواتى .... لقد تَرَك النبيُّ الدنيا وهو أكرمُ مخلوق على اللهِ، ولم يترك دينارًا ولا درهمًا ولا مالاً إلا بغلتَه

البيضاء وسلاحَه، وتوفي ودرعُه مرهونةٌ عند يهوديّ في شعير، توفّي وما شبِع ثلاثةَ أيام تِباعًا، ذاق اليتم، وتحملّ

أعباء الرسالة، وواجه التكذيب والأذى والمطاردةَ وفراق الأوطان في سبيل الله، صبَرَ وصابر، وعفا وسامح،

وربَّى أمّة خالدة، فيها الهدايةُ والإيمان والشريعةُ الباقية، تركَ أمّةً هي خير الأمم وأوسَطُها، ترك سيرة عطرةً

لتكون منهاجا للأمة إلى يوم القيامة.

إنَّ محبّةَ النبيِّ من أصول الإيمان، والشوقَ إلى لقائه من دلائلِ الإيمان، ومن أحبَّ لقاءه فليتبَع سنّتَه حتى يوافِيَه


على الحوض، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران: 31]، وَمَنْ يُطِعْ الله

وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا

[النساء: 69].

فبالرّغم مِن عِظَم المصيبة بموتِ النبيِ إلا أنها لم توهِن الإسلام، ولم تُضعِفِ المسلمين، بل انطلق الدين


الحقّ يتخطّى الحدود والسدود، ويعلو الوِهاد، ويطوي الأرض، حتى بلغَ مشارقَ الأرض ومغاربها، وأظهَره الله

على الدينِ كلّه، ولئن ضعُف حال المسلمين في يومٍ فإن الجولةَ الأخيرة للإسلام، والنصرَ آت لا محالة.

عبادَ الله، صلّوا وسلّموا على الهادي البشير والسراج المنير.

اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزِد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آلِه وصحبه أجمعين، اللهم ارزقنا شفاعته،


واحشرنا في زمرتِه، وأورِدنا حوضَه، واسقنا من يده الشريفةِ شربةً لا نظمأ بعدها أبدا.

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين...


غاليتى نورا

جزاكِ الله خير الجزاء لهذا الطرح العطر والمبارك

جعله الله ثقلا فى موازين حسناتك

دمتى فى حفظ الرحمن

http://nawasreh.com/islamic/up/11999813564194.gif


http://nawasreh.com/islamic/up/12198223763410.gif

أمــة الله 30.12.2009 00:43

اقتباس:

جزاكم الله خيرا أختى الفاضلة نورا على هذا الموضوع المختصر الجميل .
وجزاك الله الجنة أخي مجد الإسلام
اقتباس:

لكننا إذا أردنا أن نتحدث عن وفاة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والدروس والعظات المستفادة منها فإننا سوف نصنف فى ذلك مصنفات كثيرة , ومجلدات كبيرة
صدقت والله لو كتبت عن وفاة تاج رؤوسنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى الصباح ما وفيته حقه
جمعك الله مع حبيب الله قدوتنا وتاج رؤوسنا فى الفردوس الأعلى
تشرفت بمرورك الطيب

أمــة الله 30.12.2009 00:47

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها ابوعائش (المشاركة 16032)
صدقت أخي الحبيب مجد الإسلام بأبي هو وأمي وجزاك الله خيرا أختنا لقد ذكرتينا بنور عيوننا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها ابوعائش (المشاركة 16032)
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

وجزاك بالمثل أخي أبو عائش
جعل الله أعمالك الصالحة في ميزان حسناتك ..ورزقنا وإياك حسن الخاتمة
أسأل الله أن يرزقنا وإياك من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً
تشرفت بمرورك الطيب

أمــة الله 30.12.2009 00:53

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها نضال 3 (المشاركة 16043)
http://nawasreh.com/islamic/up/12198223668273.gif

اخوتى واخواتى .... لقد تَرَك النبيُّ الدنيا وهو أكرمُ مخلوق على اللهِ، ولم يترك دينارًا ولا درهمًا ولا مالاً إلا بغلتَه

البيضاء وسلاحَه، وتوفي ودرعُه مرهونةٌ عند يهوديّ في شعير، توفّي وما شبِع ثلاثةَ أيام تِباعًا، ذاق اليتم، وتحملّ

أعباء الرسالة، وواجه التكذيب والأذى والمطاردةَ وفراق الأوطان في سبيل الله، صبَرَ وصابر، وعفا وسامح،

وربَّى أمّة خالدة، فيها الهدايةُ والإيمان والشريعةُ الباقية، تركَ أمّةً هي خير الأمم وأوسَطُها، ترك سيرة عطرةً

لتكون منهاجا للأمة إلى يوم القيامة.

إنَّ محبّةَ النبيِّ من أصول الإيمان، والشوقَ إلى لقائه من دلائلِ الإيمان، ومن أحبَّ لقاءه فليتبَع سنّتَه حتى يوافِيَه

على الحوض، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران: 31]، وَمَنْ يُطِعْ الله

وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا

[النساء: 69].

فبالرّغم مِن عِظَم المصيبة بموتِ النبيِ إلا أنها لم توهِن الإسلام، ولم تُضعِفِ المسلمين، بل انطلق الدين

الحقّ يتخطّى الحدود والسدود، ويعلو الوِهاد، ويطوي الأرض، حتى بلغَ مشارقَ الأرض ومغاربها، وأظهَره الله

على الدينِ كلّه، ولئن ضعُف حال المسلمين في يومٍ فإن الجولةَ الأخيرة للإسلام، والنصرَ آت لا محالة.

عبادَ الله، صلّوا وسلّموا على الهادي البشير والسراج المنير.

اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزِد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آلِه وصحبه أجمعين، اللهم ارزقنا شفاعته،

واحشرنا في زمرتِه، وأورِدنا حوضَه، واسقنا من يده الشريفةِ شربةً لا نظمأ بعدها أبدا.

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين...

غاليتى نورا

جزاكِ الله خير الجزاء لهذا الطرح العطر والمبارك

جعله الله ثقلا فى موازين حسناتك

دمتى فى حفظ الرحمن

http://nawasreh.com/islamic/up/11999813564194.gif


http://nawasreh.com/islamic/up/12198223763410.gif



أختي الغالية نضال ..جــــــــــــزاكِ الله الجنة بغير حساب على المرور العطر والإضافة القيمة
سلمــــــــــــــــــــت يمناكِ أختي الحبيبة
كما تعودنا منكِ مرورك على المواضيع كله فائدة
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم ارزقني وأختي نضال الجنة وجوار الحبيب المصطفى الطاهر الصادق الأمين

تشرفت بمرورك العطر يا أحلى نضال نورتِ :36_3_16:

مجد الإسلام 30.12.2009 12:44

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها ابوعائش (المشاركة 16032)
صدقت أخي الحبيب مجد الإسلام بأبي هو وأمي

أخى الحبيب أبو عائش بارك الله فيك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها نورا (المشاركة 16049)
وجزاك الله الجنة أخي مجد الإسلام
صدقتِ والله لو كتبت عن وفاة تاج رؤوسنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى الصباح ما وفيته حقه
جمعك الله مع حبيب الله قدوتنا وتاج رؤوسنا فى الفردوس الأعلى
تشرفت بمرورك الطيب

أختى الفاضلة نورا جزاكم الله خيرا وجمعنا الله وإياكم مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 09:44.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.