الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما، وقهر كل مخلوق خائنا ، أحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأصلى وأسلم على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين

أدعوك لأن تقف مع نفسك موقف المحاسب المذكر، فمن حاسب نفسه في الدنيا خف في يوم المعاد حسابه، وحضر عند السؤال جوابه
أما من لم يحاسب نفسه دامت في ذلك اليوم حسراته، وطالت وقفاته يوم القيامة
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا"
: والصنف الذي يديم الحساب لنفسه هو الصنف الذي يوصف برجاحة العقل، كما يوصف بالقوة والحزم،فهذا هو نعم الرجل .., و أشرفها وهذه هي نعم المراة وأطهرها
والذي تغلبه نفسه، ويسيطر عليه هواه، هو العاجز الخائن الفاشل الذي فقد القوة والعزم
، وفي ذلك يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني". والكيس: العاقل، ودان نفسه: أي حاسبها.
أدعوك لتقف مع نفسك وقفتين
الاولى :-وقفة تحاسبها عما وقع وانقضى
الثانيه :- ووقفة تبصرها بالمقبل الآتي

وفكر ****فيما أودعته بياض نهارك من قول أو عمل ... هل انت على صواب ؟؟؟؟
****وفكر ، فيما تضمنه سواد ليلك من صمت أو فكر ...... هل انت على حق ؟؟؟؟

وانظر إلى ما قدمته يداك، وما تحرك به لسانك، وما وقع عليه طرفك، وما استمعت إليه أذناك، وما مشت إليه ، ، قدماك وما نوى قلبك ان يعمله ............... هل احسست بالخساره ؟؟؟؟
اين ضميرك ... اين عقلك ..... اين قلبك ..... اين ايمانك بالله سبحانه وتعالى ؟
هل أديتها ما عليك أم وغلبك طبعك الظلوم الجهول؟. بسم الله الرحمن الرحيم {: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}(سورة آل عمران: 102
اتق الله في نفسك وفي الآخرين ولتبدأ بنفسك

وكيف أنت في أيامك الغابرة من هذه التيارات التي تتصارع في عالم البشر؟ هل كنت قشة يتلاعب بها التيار؟ أم كنت صخرة تتحطم عليها الأمواج؟ فأنتظر أيها الدنيء عذاب نفسك في دنياك
ما الذي آلمك في أيامك الماضية؟ منصب لم تستطيع تحصيله؟ ودنيا لم تستطيع اجتيازها؟ أم !!!!!!!! أسئلة كثيرة يمكن أن توجهها إلى نفسك، تحاسبها عما مضى وانقضى

فإن الماضي لا حيلة لك في إرجاعه، وإن كنت تستطيع أن تصلح ما فسد منه بالتوبة والإنابة والاستغفار و مصالحه النفس مع الله والأخرين المظلومين
، أما الأتي فإنك تملكه، وتستطيع بالعزيمة القوية والهمة العالية أن تستقيم على أمر الله، وتكون كما يريد الله
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ونفوسنا تحتاج إلى ترويض كي تستقيم على طاعة الله، وتتخلص من أدوائها كالظلم والجهل والخيانة والعبث بقلوب خلق الله ، فقد وصف الله الإنسان بأنه ظلوم جهول عجول {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}(سورة الأحزاب: 72). {وكان الإنسان عجولا}(سورة الإسراء: 11).
وذكر نفسك بحقيقة الدنيا التي تهفو النفوس إليها وتقبل عليها، ذكرها بأن أيامها زائلة، وزهرتها ذاوية، وزينتها فانية، ومسراتها لا تدوم، وهي مع كل هذا متاع قليل

: ويحك يا نفس، إن كانت جرأتك وظلمك على معصية الله وظلم العباد و الاعتقاد أن الله لا يراك، فما أعظم كفرك، وإن كان مع علمك باطلاعه عليك، فما أشد وقاحتك، وأقل حياءك.
دعوة الله هي التي تسيطر على كل خلجة في نفسك، فإذا علا منارها وارتفع لواؤها خفق القلب فرحا، وتهادت النفس سرورا، وإذا أصابتها العواصف والأنواء دمعت العين، وحزنت النفس، وجأر اللسان يشكو إلى رب العباد ظلم العباد؟.

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى صحبه والتابعين

حياكِ الله اختى الفاضلة

جزاكِ الله خيرا على ماتقدميه لنا من نصائح و ارشادات فيما يخص ديننا نرجوا المزيد.