منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   التاريخ والبلدان (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   نِسـاء مَـنسيات ...(متجدد باذن الرحمن) (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=15587)

* إسلامي عزّي * 15.09.2011 03:11

نِسـاء مَـنسيات ...(متجدد باذن الرحمن)
 
السلام عليكم ورحمة الله

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نِسـاء مَـنسيات ... فاطمة الفهرية.. بانية جامع القرويين .



فاطمة بنت محمد بن عبدالله الفهري، تُلقب أيضا بأم البنين. هي شخصية تاريخية خالدة في ذكريات مدينة فاس والتاريخ المغربي ككل. ينسب لها فضل بناء جامع القرويين بمدينة فاس بالمغرب الذي عد كأول جامعة في العالم، واصبح مدرسة علمية ومنارة فكرية مميزة.
وقد لعب الجامع دورا محوريا في تاريخ المغرب الاجتماعي والسياسي وحتى الاقتصادي، فقد كانت القرارات السياسية الحاسمة من بيعة وحرب وسلم تخرج بتوقيعات علماء جامع القرويين، وكانت أوقاف القرويين تكفي لإعانة المغرب في مواجهة أي أزمة اقتصادية طارئة.


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...RuUu-K8USONu2n


نشأتها :

في أيام الأمير إدريس الأصغر انتقلت إلى المغرب وفود من عرب تونس والأندلس نازحين إليه وملتفّين عليه فسُرّ بوفادتهم ورحب بقدومهم. ومع تكاثر المهاجرين والوافدين الى دولته أراد أنّ يتّخذ مدينة لسكناه ونزول خاصّته فبنى مدينة فاس سنة 192 هـ، وجعلها قسمين يفصل بينهما نهر سبو. سمى الحي الاول عدوة الاندلسيين وخصصه للوافدين من الأندلس، وسمّى الثاني «عدوة القرويين» وانزل به العرب الوافدين من القيروان بها وكانوا زهاء 300 بيت، وكان من بين المهاجرين الفقيه محمد بن عبدالله الفهري. كان ذا مال عريض وثروة طائلة، ولم يكن له من الأولاد سوى بنتين هما: فاطمة ومريم، أحسن تربيتهما واعتنى بهما حتى كبرتا، فلما مات ورثته ابنتاه. ولم يمض زمن طويل حتى انتقل زوج فاطمة إلى رحاب ربه ثم مات أخ له، فورثت عنهما مالاً كثيراً.

بناء الجامع :


عمدت فاطمة بنت محمد بن عبدالله الفهري إلى مسجد القرويين او «جامع الشرفاء» فأعادت بناءه في رمضان من سنة 245هـ، في 30 يونيو 859، في عهد الأمير يحيى بن محمد بن إدريس الحسني، حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد، وضاعفت حجمه بشراء الحقل المحيط به من رجل من قبيلة هوارة، وضمت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالاً جسيماً برغبة صادقة. وعقدت العزم على ألا تأخذ تراباً أو مواد بناء من غير الأرض التي اشترتها بحر مالها، وهي بذلك تهدف إلى عدم وجود أي شبهة تشوب مشروع تشييد البناء في المسجد.
وكانت الطريقة التي سلكتها في بنائه أنها التزمت ألا تأخذ التراب وغيره من مادة البناء إلاّ من الأرض نفسها التي اشترتها دون غيرها ممّا هو خارج عن مساحتها، فحفرت كهوفا في أعماقها وجعلت تستخرج الرمل الأصفر الجيّد والحجر الكذّان والجصّ وتبني به، وكأن فاطمة عالمة بأمور البناء وأصول التشييد لما اتصفت به من مهارة وحذق، فبدا واضحاً شكل المسجد في أتم رونق وازهى صورة وأجمل حال.
ومع أول أيام البناء أصرت على بدء الصوم، ونذرت ألا تفطر يوماً حتى ينتهي العمل فيه. وظلت صائمة محتسبة إلى أن انتهت أعمال البناء وصلت في المسجد شكرا لله الذي وفقها لبناء هذا الصرح الذي عرف بمسجد القرويين.
وفي السنة نفسها بنت مريم اخت فاطمة الفهرية مسجدا بعدوة أهل الأندلس، فكان تأسيس المسجدين معا من عمل النساء، وصار كل مسجد يعرف بالإضافة إلى العدوة التي هو فيها من ضفتي نهر فاس، فيقال: «مسجد عدوة القرويين»، و«مسجد عدوة أهل الأندلس». وماتت فاطمة الفهرية نحو عام 265 هـ / 1180 م.


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...Mr9GHVGz_lh3Qm


مكانة جامع القرويين :


بعد بناء الجامع قام العلماء بإنشاء حلقات لهم فيه، كان يجتمع حولها العديد من طلاب العلم، وبفضل الاهتمام الفائق بالجامع من قبل حكام المدينة المختلفين تحولت فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت كقرطبة وبغداد.
وانتقل من مرحلة الجامع إلى مرحلة البداية الجامعية في عهد دولة المرابطين، حيث قام العديد من العلماء باتخاذ المسجد مقرا لدروسهم. وفي عصر دولة بني مرين دخل جامع القرويين مرحلة الجامعة الحقيقية، حيث بنيت العديد من المدارس حوله وعزز الجامع بالكراسي العلمية والخزانات. ويأتي في مقدمة هذه المدارس مدرسة فاس، والمدرسة المصباحية التي أسسها أبو الحسن المريني سنة 743هـ/1343 م، والمدرسة التي أسسها أبو عنان المريني، وهي المدرسة الوحيدة المزودة بمنبر ومئذنة، وغيرها كثير من المدارس. أما أقدم مدارس فاس فهي مدرسة الصفارين التي أمر ببنائها أبو يوسف المريني عام 678هـ/1280 م وزودها بمكتبة ثرية وقد نقلت فيما بعد إلى جامعة مسجد القرويين. وتعتبر مدرسة العطارين أصغر مدرسة في زمانها ولكنها كانت من حيث الهندسة المعمارية من أجملها.
وكانت العلوم التي تدرس في هذه المدارس هي القرآن، الكتابة، القراءة، مبادئ الحساب وغيرها. ثم يلتحق الطلاب بالجامعة وكانوا هم
الذين يختارون الأستاذ الذين يرغبون في التعلم عنده حسب اختصاصه في مادة أو أكثر، فيجلس الاستاذ على كرسيه وهو يستند بظهره إلى سارية من سواري المسجد والطلاب في حلقات حوله.

مركز ثقافي لألف سنة :


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...5bd7utRs0NWFyA

أصبح جامع القرويين والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. ومن حلقاته العلمية تخرج العديد من علماء الغرب الإسلامي .
ودرّس من العلماء الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري، كما زاره الشريف الإدريسي ومكث فيه مدة، كما زاره الطبيب الأندلسي المعروف ابن زهر مرات عديدة، ودون العالم النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو في الجامع. وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، والمؤرخ والوزير الاندلسي لسان الدين بن الخطيب، وابن عربي الحكيم وابن مرزوق.





* إسلامي عزّي * 17.09.2011 02:31

السلام عليكم ورحمة الله


عــُــــــدنــــــــــا ولله الـحمــد


نساء منسيات : خولة بنت الأزور



خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير .
هي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :


أبعد أخي تلذ الغمض عينــي فكيف ينام مقروح الجفــــون
بكي ما حييت على شقيـق أعز علي من عيني اليميــــن
فلو أني لحقت به قتيــــلاً لهان عليّ إذ هو غير هــــون

من موقعاتها( في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ) أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم.
فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟

فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.

قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة.

وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً.
من مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:



نحن بنـات تبـع وحِميَر وضربنا في القوم ليس ينـكر

لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر





جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 03:17.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.