الآريوسية تجتاز أوربا ... و لم تكن مجرد بدعة بل كانت هي أصل المسيحية
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
إن الاخوة المسيحين في بلدنا إنما يشيرون إلى ظهور بدعة في نهايات القرن الثالث الميلادي قادها قس ليبي المولد ، مصري النشأة .... اسمه آريوس ... و سمي اتباعه بالآريوسيين .
أشار القس إلى مبدأ الطبيعتين و هو ما يقر بأن طبيعة الآب غير طبيعة الأبن فأحدهما خالد و هو الآب و الثاني غير خالد و فان و هو الابن .... و هو ما يشير صراحة إلى بطلان الصلب و بطلان عقيدة التثليث :36_1_55:
يعتقد المسيحيين أن هذه البدعة أنما هي أيام أو شهور و انتهت بموت آريوس :36_2_35: .... كلا البتة .... لقد أصبحت هي الدين الرسمي فلقد وافق عليها في مجمع نيقية 325 م و أصدر بها مرسوما و تم نفي ( اثاناسيوس حبيب الصليب ) القس التثليثي بعيدا عن الديار و الذي ظل متخفيا لفترة طويلة ، حتى انتهى حكم الملك قسطنطين و بدأ حكم ملك جديد ، فبدأ اثاناسيوس يمهد الطريق لعمل مجمع آخر يشكك في مبادئ آريوس و بالفعل نجح في اسقاط آريوس .... و لكن هذا كان مجرد حبر على ورق ، كانت الاريوسية وقفت على قدمها و اصبح لها كيان و أصبحت هي الملة التي ينطبق عليها قول الارثوذكسية و بات اصحاب التثليث من الرومان الذين كانوا عبادا للوثن هم من يتمسكون بها و بات بعض الحكام و القواد المنغمسين في اللذات متمسكين بالمسيحية المثلثة .... بيد أن العقلاء و الحكماء و غالبية الشعب كان ينحاز إلى آريوس .... خدعوكم و قالوا بدعة ، و لكن في الحقيقة كانت هي الأصل و أنتم البدعة ....
الامبراطور ثيودسيوس (347 – 395 م )هو آخر امبراطور روماني موحد بالله ، كان يحكم الامبراطورية الرومانية و كان أريوسياً .... و هذا جزء مقتبس من كتاب تاريخ الكنيسة للمؤلف جون ألزوج (the history of the church By John Alzog ) ... ص 44 ، الجزء الثاني :
When Theodosius commanded all the subjects of the Roman Empire to accept the Nicene Creed, the Goths, animated by a spirit of bitter hostility to the Romans, refused to give up the teachings of Arianism. …………… From the Visigoths the Arian heresy spread rapidly among Ostrogoths and the Vandals, the Burgundians and the Suevi, all of whom obliged the Catholics among whom they chanced to settle, to embrace its teachings.
أصدر الامبراطور ثيودوسيوس لكل رعاياه في الامبراطورية الرومانية مرسوماً أن يقبلوا ما أقره مجمع نيقية ، و كان القوط مفعمين بروح الخصومة اتجاه الرومان ومع ذلك رفضوا أن يتخلوا عن تعاليم الآريوسية ( رغم كل العداوة اللي بين الرومان و القوط الغربيين بردوا لم يتركوا الدين المسيحي الأريوسي الموحد .... المترجم )................ انتشرت بدعة آريوس كالنار في الهشيم ، من القوط الغربيين إلى القوط الشرقيين و قبائل الوندال و البرغنديين و السوفي ، أما من إلتزم بالكاثوليكية ، منهم من سنحت له الفرصة بالإستقرار ، ليحتضنوا تعاليمها .
و يتابع المؤلف في ص 46 من نفس المجلد :
في عام 410 ميلادية ، استولى القوط الغربيين و الذين كانوا على مذهب الآريوسيين بقيادة ملكهم آلاريك على روما ، و لو أن الظروف المخزية و التي قادت إلى احتلالها لم تحدث في سقوط أي مدينة أخرى ، و قد عامل الغزاة المنتصرين أهل روما ، سيدة مدن العالم حينذاك بكرم و بلطف غير سابقين (شيمة أتباع الأريوسيين عن احتلال مدينة روما ... المترجم ) .
و هكذا نرى أن أوربا كلها كانت تدين بالآريوسية ... .. ، و نرى أنهم لا يزالون يطلقون عليهم بدعة :36_2_35: رغم أنه ثالوثهم هو البدعة و لكن أنى يفقهون ذلك .... للحوار بقية

يحكى لنا يوحنا النيقوسي ، القس المصري الذي عاصر أحداث فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص في كتابه ( تاريخ العالم ) أن المسيحين على ملة آريوس كانوا هم الأغلبية و يعدد لنا اسماء لا حصر لها من أشراف القوم ممن يدينون بالاريوسية و التي يطلق هو عليهم - الهراطقة ..... بيد ان الاريوسيين انفسهم كانوا يكرهون ان يطلق عليهم هذا الاسم و يكرهون انتسابهم لآريوس . و يصف لنا وصفا مفصلا كيف ساعد المصريين الاقباط المسلمين للقضاء على الحكم الروماني كما ان منهم من اتبع دين المسلمين ، بمجرد احتلال البلاد ...
و رغم هذا نرى انهم لا يزالون يقولون بدعة آريوس فأي بدعة تلك التي استمرت اكثر من 400 عام تقريبا ..... و يظن البعض من المسيحيين الحاليين أن الاريوسية قد انقرضت ، لأنهم في الاصل لا يعرفون ما هي الاريوسية و لكنهم سوف تصيبهم الدهشة عندما يعلمون ان الاسلام و الاريوسية وجهان لعملة واحدة و ان الاريوسية لا زالت قائمة متمثلة في اهل الاسلام .... لا زال آريوس و مبادئه هم اهل السنة و لا زال يعيش بيننا و لم يسطع اباطرة الروم أن يدمروا دعوته ...... للحوار بقية

ثم نتابع سوياً ما حدث بعد سقوط روما في يد اباطرة يدينون بمسيحية آريوس (البدعة) ، تخيل أن روما رأس الديانة المسيحية الكاثوليكية كانت يوما ما يحكمها امبراطور موحد بالله ، من ابتاع القس آريوس ... نأخذ جزء أخر من صفحة 47 من نفس المجلد ....


Of the Vandals, Alani, and Suevi, the first conquerors of Spain, only these last were Catholics, and even they adopted the Arian heresy in the year 464, after King Remismond had married the daughter of the Visigoth Theodoric. They then began their work of pillage by sacking cities, pulling down churches, and putting to death Catholic bishops and priests, many of whom, such as Pancratian of Braga, Patanius, and others, suffered martyrdom for their faith, and in their singular fortitude and courageous death, left a rich heritage of glory to the Spanish Church.
.................................................

" أما بالنسبة لقبائل الوندال و الألاني و السوفي و هم من أوائل القبائل التي غزت أسبانيا ، كانوا هؤلاء فقط يتبعون الديانة المسيحية الكاثوليكية ، ثم حدث أن تبنوا الآريوسية عام 464 م ، بعد أن تزوج الملك ريميسموند ابنة ثيودور ، من القوط الغربيين . بعدها بدأوا أعمال سلب و نهب للمدن ، و تخريب للكنائس ، و اعدام الاساقفة الكاثوليك و الرهبان ، فالعديد منهم نال الشهادة مثل ..... ، ..... بسبب إيمانهم ، و شجاعتهم و ثباتهم ، تركوا تراث خصب من المجد للكنيسة الأسبانية " .

...............
حتى اسبانيا و البرتغال كانت يوماً من الأيام في قبضة الموحدين من الآريوسييين ، و بات يحكمها من يغشى الله و يؤمن بقدوم رسول الله ، و لا عجب أن يحتل العرب الأندلس مرة أخرى قرابة ثمانية قرون ، و لولا الهزيمة التي حاقت بهم في معركة بلاط الشهداء لفتح العرب أوربا كلها ...
إلى كل عقلاء المسيحية الذين يخدعونهم في مدارس الأحاد و يقولون لهم بدعة آريوس ، لم يكن آريوس مبتدعا و لم يكن هناك في الأصل بدعة سوى التثليث ، و لك أيها المسيحي العاقل أن تسأل نفس سؤال و تجيب على نفسك ، رغم الانتشار الشاسع الذي لقيته الآريوسية ، هل ترك أحدهم كتب مقدسة ، اين أناجيلهم ، اين كتبهم ، كيف يصلون ، ما هي معتقداتهم بشئ من التفصيل ، هل لو كان الكاثوليك و الأرثوذكس على حق لماذا حرقوا كل كتب الآريوسية ، دمروها ، لماذا لم يتركوا لنا حرية اختيار العقيدة لنرى بأنفسنا هل هي بدعة أم حقيقة واضحة وضوح الشمس ، ترى لو كنت في مكتبة الفاتيكان الآن ، هل كنت ستبحث عن آريوس وسط آلاف الكتب ، و هل سوف يتركك من يدينون بنفس ملتك و دينك أن تبحث عنها ، لو فرضنا أنهم يحتفظون ببعضها ، ترى هل ظهور أنجيل برنابا صار بعد كل هذه البينات أمراً مستحيلاً و كتبه مسلم ، هل أصبح الآن من الممكن أن يكون هناك كتب اخرى شبيهة ظهرت في هذه الحقبة التوحيدية الأوربية ؟؟؟؟؟ اسئلة عديدة ، و ليس هناك أي إجابة !!! أسأل الله أن يكشف أسراره العليا لمن يبحثون ، و يهديهم و يمنحهم نور من عنده .... اللهم أمين ...

استاذ مدافع
أولا بارك الله تعالى فيك وفى علمك
ثانيا شكرا جزيلا على موضوعك الرائع
ثالثا واخيرا لى سؤال وطلب من حضرتك
هل من مرجع غير اسلامى يشير الى نسبة او عدد الاريوسيين فى مصر زمن الفتح الاسلامى

السلام عليكم أخي العزيز عبيد الله :
إني و الله لا اختلق قصة انتشار الاريوسية و إنما عليك بقراءة كتاب يوحنا النيقوسي فهي مسيحي ارثوذكسي ، و ليس أريوسي ... كتب كتاب (تاريخ العالم) ، باللغة القبطية و توجد منه نسخة باللغة الاثيوبية حاليا ، ترجمها احد الادباء الفرنسيين ، ثم نقلت عنه الى الانجليزية ثم العربية ، ..... في بدايات الفتح العربي الاسلامي و هو شاهد عيان على الاحداث .... و هو يحاول عبثا أن يقنع القارئ أن الأريوسية مجرد هراطقة ، بينما نجد العديد من الإشارات إلى ارتفاع عددهم في القرى خاصة و في المدن أيضا على حد قوله ..... و مما لفت انتباهي أن ملكاً ممن كانوا يضطهدون المسيحيين الأريوسيين قتل قرابة 15 ألف نفس دفعة واحدة ، من المسيحيين الاريوسيين ، فتخيل ضخامة العدد في هذا الزمن البعيد ، و لا اعتقد أن يوحنا سوف يبالغ في عدد كهذا ، بل بالعكس ربما اختزله .... مما يشير إشارة واضحة إلى ارتفاع العدد .... و نرى القديس جيروم يصرخ و يقول ان العالم من حوله كله اصبح يدين بالاريوسية ، و نرى اغناطيوس في احد رسالته يشير إلى أن من يؤمنون بأن عيسى لم يمت في الحقيقة هم كثر و يصفهم بالمهرطقين . و ليس دليلاً على انتصار العرب و دخول المسلمين و بسرعة في الدين الاسلامي الا دليلا واضحا على ايمان أهل مصر بالاريوسية التي تنادي بالتوحيد و هذا ايضا ما اقره يوحنا النيقوسي في كتابه ..... إنما تلك الفترة كانت من الصعب بمكان ان يسجل أي كاتب عددا معينا محددا للذين يؤمنون بالآريوسية و السبب واضحا و هو الاضطهاد الروماني لمن يعلن ذلك أو يملك كتباً تنادي بهذا الفكر .... و الذي كان مصيره القتل ... للحوار بقية .

لا يااخى الحبيب لقد اسأت فهمى
انا لا اتهمك بشىء بل على العكس
هناك مرجع مسيحى كتبه شخص اسمه ساويرس بن المقفع او اسم قريب من هذا
وهو يعترف بأن اغلب اهل مصر كانوا على الاريوسية
وأنا لست متخصصا مثلك فى هذه الامور فظننت أنك تعرف هذا المرجع لأننى بحثت ولم اجده
اما كلامك عن الاريوسية فهو صحيح وأنا اعتقده تماما مثلك
ولكن نحتاج الى التوثيق اكثر لأغلاق افواه البعض الذين يحبون الجدل الفاشل وأنت وأنا نعرفهم جيدا

السلام عليكم أخي في الله .... ومرحبا بمرورك الكريم :
نعم أعرفه جيدا و عندي جميع مجلداته و هو ايضا يشهد بأن الآريوسية كانت هي الغالبة على اهل مصر و هذه يا أخي كتبهم و أيضاً كتاب يوحنا النيقوسي هو من كتبهم و هو يشهد بذلك و لن تجد أي شخص يتجرأ و يأتي ليجادل لأنني اقتبس ذلك من كتبهم مباشرة و هو يعلمون ذلك .... و هذا المجلد الخاص بساوريس موجود على النت و هو حوالي ستة مجلدات ، ابحث في جوجل سوف تجده فأنا حملته من النت في وقت قريب منذ حوالي شهر مضى ....

اخي عبيد الله .... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : سأرسل لك هنا رابط تنزيل ملفات ابن المقفع و هو يعمل

http://www.4shared-china.com/folder/...html?locale=ar

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
أرجو التوضيح أخى الكريم
هل تقصد أن أريوس أنكر صلب المسيح ؟ و ما مصدرك لو تكرمت ؟

أظن أن هناك بعض الفروق بين أريوس و بين العقيدة الإسلامية فأريوس كان يعتقد أن المسيح ابن مولود من الله و أظن أننا أقرب إلى الإيبيونيين و هم من آمنوا بالمسيح كإنسان فقط و إن كان أريوس أفضل بكثير بالطبع ممن آمنوا بالتثليث و ألوهية المسيح

يمكن مراجعة الموضوع التالى عن الإيبيونيين :
http://www.kalemasawaa.com/vb/t14103.html

و بارك الله فيك أخى الكريم شكرا جزيلا على موضوعاتك المميزة