الجزء الثالث - التحريف الفظي والمعنوي

 

ان قصة هذا الكتاب غريبة جدا, فالذى أحضره لى هو أحد الأشخاص الذين من الله عليهم بالأسلام و كان قد اشتراه من مكتبة الكنيسه و ذلك فى فترة بحثه عن دين الله الحق .
و ذلك الكتاب ناشره هى كنيسه(السيده العذراء و القديسين يوحنا المعمدان و بولس الرسول بعين شمس الغربيه) و مؤلفه هو القمص يوحنا فوزى وأنا لا أعلم من هو؟,و لكن على ما يبدو أنه من المقربين الى ابيهم شنوده حيث أن هناك صوره داخل الكتاب للقمص و هو يقبل يد أبيه شنوده و مكتوبا تحتها (محبه و خضوع من الأبن لأبيه ) و الظاهر أن هذا الكتاب لا يتداول الا داخل الكنائس فضلا عن كمية الكذب الرهيب الذى بداخل الكتاب لتضليل رعايا الكنائس هداهم الله,,,,
(لمزيد من الأطلاع نرجو قرأة ما جاء فى الأجزاء السابقه فى قسم الرد على الشبهات)



مبحث التحريف(القسم ألأول)

قبل البدء فى هذا المبحث الهام لا بد من ذكر صاحب الفضل الحقيقى الذى ساعدنى فى إتمام هذا المبحث، بل ساعدنا جميعا فى التوصل إلى هذه الحقيقة التى أصبحت جلية واضحة لا ينكرها إلا جاهل يجمل دينه ألا و هى تحريف اليهود و النصارى لكتبهم، فلولاه ما تمكنا من معرفة هذه الحقيقة إذ هو الذى له الفضل الحقيقى فى كشف هذه الحقيقة للبشرية كلها، و ما كانت البريه لتفطن إلى تلك الخدع و الألاعيب ..... إنه القرآن كلام الله المعجز أول من أنبأ و أخبر عن هذه الحقيقة،،،إذن فهو البداية و لايمكن أن يتم هذا المبحث إلا به ، نعم يجب رد الحق لأهله .

الإعجاز اللفظى و المعنوى للقرآن الكريم فى كشف التحريف اللفظى و المعنوى للكتاب المقدس.

أود من خلال هذا العنوان أن أريكم بعض الإعجاز فى كلام الله من خلال آيتين تحدثتا عن تحريف اليهود و النصارى لكتبهم ، الآية الأولى من سورة المائدة قال تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه و نسوا حظا مما ذكروا به و لا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم و اصفح ان الله يحب المحسنين" المائده 13، و الآية الثانية من نفس السورة قال تعالى " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه و إن لم تؤتوه فاحذروا و من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم فى الدنيا خزى و لهم فى الآخرة عذاب عظيم "المائده 41

ما الفرق بين الآبتين؟ لماذا قال الله تعالى فى الآية الأولى "يحرفون الكلم عن مواضعه " و فى الآية الثانية " يحرفون الكلم من بعد مواضعه"؟
و الآن هيئوا أنفسكم لهذا الإعجاز المبهر .
يقول ألأمام فخر الدين الرازى فى تفسير الأيه (فقوله تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه" إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون التأويلات الفاسدة للنصوص التى عندهم و ليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب، أما فى الآية الثانية فقوله تعالى "من بعد مواضعه " فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب )- التفسير الكبير للرازى -.
وهذا ما يعرف إصطلاحا بين الباحثين الآن بنوعى التحريف
1- التحريف اللفظى ، أى إخراج و إدخال الكلمات من و إلى النص ،
2- التحريف المعنوى، أى تأويل و تفسير النصوص على غير معناها الصحيح .
فهذه شهادة القرآن الكريم فى وقوع الأمرين فى كتب اليهود و النصارى و لله الحمد و المنة .
(نرجو الأطلاع على المقدمه)
و الملاحظة الثانية فى قوله تعالى "ولا تزال تطلع على خائنة منهم" إن إستخدام صيغة المضارع فى الآيات أمر عجيب يشعرك بإعجاز تلك الكلمات خصوصا بعد أن تثبتت و تأكدت كما سنبين إن شاء الله .

و أود أن أشير إلى نقطة أخرى ألا و هى قوله تعالى"فويل للذين يكتبون الكتاب يأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم ممايكسبون" البقرة 79 الكل يعلم أن هذه الآية نزلت فى أحبار السوء من أهل الكتاب, و الغريب ان الإشارة إلى تلك الحادثة فى الآية جاءت بصيغة العموم و ذلك فى قوله تعالى " الكتاب" فلماذا لم يقل الله تبارك و تعالى "فويل للذين يكتبون التوراة بأيديهم" أو لم يقل تبارك و تعالى " فويل للذين يكتبون الإنجيل بأيديهم" لماذا جاءت الآية بهده الصيغة "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم" أتعلمون لماذا ؟لأن إطلاق اللفظ على العموم أفاد أنه سوف يأتى أناس بعد ذلك يدعون أنه يوجد كتب أخرى منسوبة إلى الله ، و الله ما نزل بها من سلطان، فقديما كان اليهود, إدعوا أن التوراه المحرفه هى كتاب الله ثم أعادوا الكرة بكتاب إدعوا أيضا أنه وحى من عند الله و هو التلمود، ثم جاء بعدهم النصارى بنسخ و ترجمات لا يعلم عددها إلا الله و يطلقون على كل واحدة منها كتاب الله بداية من الفولجاتا مرورا بنسخة الملك جيمس و أنتهاء بالنسخ و الترجمات الحديثة ،مثل النسخة القياسية النقحة و النسخة الدولية الحديثة و ترجمة اّلاباء اليسوعيين و كتاب الحياة، ولهذا جاءت الآية بصيغة العموم, فلم يذكر القرأن إسم الكتاب على وجه الخصوص بل كان التعبيرعنه بصيغة العموم "الكتاب" علما منه تبارك و تعالى بان تلك الكتب و الترجمات و النسخ سوف تكتب فى المستقبل و أنها سوف تنسب إليه تبارك و تعالى بلا سند أو دليل و هده هى عالمية الإسلام.

و هكذا جرى القرآن الكريم على طريقته الفذة فى الإحتفال بالمعانى و المدلولات أكثر من الإحتفال بالألفاظ و الأسماء التى قد يختلف فيها الناس.
هذا ما أردت أن أبدأ به هدا المبحث الهام.

رابعا إستحالة تحريف الكتاب المقدس !!!!
يقول القمص فى بداية مبحثه ( الإدعاء بتحريف الكتاب لا يستند إلى فاعل معين فمن هم الذين قاموا بالتحريف ؟ ، و لا يستند هذا الإدعاء إلى هدف معين فما هو القصد من التحريف ؟ , ولا يستند هذا الإدعاء إلى زمن محدد فمتى حدث هذا التحريف؟ ، و لا يستند هذا الإدعاء إلى مكان معين فأين حدث هذا التحريف ؟ ، و النتيجة أن هذه التهمة تسقط من تلقاء نفسها مادام لا يسندها أى دليل) أ.هـ .

أتعلمون من أشعل الفتيل ليحرق غيره فأحرق نفسه، هذا هو ما فعله القمص, و أنا على يقين أنه يعلم إجابة تلك الأسئلة و إلا لما سألها و أثارها بهده الطريقة فى كتابه ؟ و للإجابة نقول :-
أولا : من الذين قاموا بالتحريف ؟
أنه أنتم طبعا و لا أحد غيركم ابتداءا من علمائكم الى كتبتكم، بل ان كتابك الذى تتبجح به أنه من عند الله جاء فيه ( كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا ؟ حقا إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب) أرميا 8:9 ، فهذا هو إعتراف كتابك .
و جاء فى مقدمة الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس الصادرة عن دار المشرق لسنة 1989 ما نصه ( فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت و ما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بذل فيها من الجهد ، و يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء فى مثالهم و بدا لهو أنه يحتوى على أخطاء واضحة أو قلة دقة فى التعبير اللاهوتى ، و هكذا أدخلوا على النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الإستعمال لكثير من الفقرات للعهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عال ، و من الواضح أن ما ادخله النساخ من التبديل على مر القرون قد تراكم بعضه على بعضه الاخر فكان النص الدى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلا بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات ). أ.هـ
و جاء فى دائرة المعارف البريطانية و التى هى المرجع الثانى للنصارى بعد كتابهم المقدس نظرا لأنها لا تمثل رأى عالم أو رأى جهة ما أو رأى طائفة معينة بل هى تمثل حضارة و تراث أمة، جاء فيها ( أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس إد أن التغيرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها ) ج2-ص519-521 .
إذن فهو عملكم أنتم و كما قلت إن إدعيتم أن الكاتب قد اخطأ و سها فنحن نقول أنه تحريف فالإختلاف فى التعبير و الإسم لا فى المعبر عنه و المسمى .
ثانيا : ما هو القصد من التحريف ؟
1- ليشتروا به ثمنا قليلا،، مثل صافى ربح ترجمة كتاب الحياة ، و النسخ و الترجمات الأخرى.
2- ليضلوا عن سبيل الله,، مثل ما تفعله انت شخصيا لتضليل رعايا الكنائس, ولله الحمد و المنه(نرجو ألأطلاع على الأجزاء السابقه)

ثالثا : متى و أين حدث التحريف ؟
على مر العصور بداية من سقوط القدس على يد بختنصر و مرورا بحياة اليهود فى ظل الحكم الرومانى و بعد رفع السيد المسيح و حتى اللحظة التى أسطر فيها هذا المبحث،بل والى ما شاء الله.

و قد جاء فى مقدمة الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس فى أثناء تحدثها عن نص العهد القديم وتناقله الآتى ( كثيرا ما وقع إلتباس فى النصوص الكتابية لأن الكتابة العبرية غالبا ما تهمل فيها الحركات و فى القرن السابع إهتدى الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة الحركات ) أ.هـ
و جاء فى نفس المقدمة ما نصه ( لا شك أن هنالك عددا من النصوص المشوهة التى تفصل النص المسورى الأول عن النص الأصلى فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها و ترد بعد بضعة أسطر، مهملة كل ما يفصل بينهما و من المحتمل أيضا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها و بين غيرها و قد يدخل الناسخ فى النص الذى ينقله لكن فى مكان خاطىء تعليقا هامشيا يحتوى على قراءة مختلفة أو على شرح ما، و الجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التى كانت تبدوا لهم معرضة لتفسير عقائدى خطر). أ.هـ

و عن الترجمة السبعينية و التى قام بترجمتها سبعون عالما من علماء اليهود فى الإسكندرية فى عهد بطليموس الثانى و بامره (285-246 ق.م) و التى تمثل الآن العهد القديم لطوائف الكاثوليك و الأرثوزوكس يقول عنها البروتستانت أنه لا يوجد ترجمة قد حرفت أكثر من هذه الترجمة.
فهذا كان يحدث قديما إلى زمن المسيح باعترافكم أنتم و هكذا كنتم على مر العصور و القرون ، تبدلون و تكتبون ما لم ينزل الله به من سلطان، اما عن العصر الحديث فالمصيبة أدهى و أمر .
فلقد جاء فى مقدمة النسخة القياسية المنقحة لترجمة الملك جيمس و التى هى المرجع الأم لكل النسخ و الترجمات بشتى اللغات ( و لكن نصوص الملك جيمس بها عيوب خطيرة جدا و أن هذه العيوب و الأخطاء عديدة و خطيرة مما يستوجب التنقيح فى الترجمة الإنجليزية). أ.هـ

و لمعرفة هذه الحقيقة فما عليك إلا إحضار عدة ترجمات و نسخ فى فترات زمنيه مختلفة لتعرف حجم المهزلة و الخداع الذى يفعله هؤلاء النصارى و كما سنبين إن شاء الله .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

عوده