الجزء الثاني - فضيحة القمص يخدع ويحرف

 

ان قصة هذا الكتاب غريبة جدا, فالذى أحضره لى هو أحد الأشخاص الذين من الله عليهم بالأسلام و كان قد اشتراه من مكتبة الكنيسه و ذلك فى فترة بحثه عن دين الله الحق .
و ذلك الكتاب ناشره هى كنيسه(السيده العذراء و القديسين يوحنا المعمدان و بولس الرسول بعين شمس الغربيه) و مؤلفه هو القمص يوحنا فوزى وأنا لا أعلم من هو؟,و لكن على ما يبدو أنه من المقربين الى ابيهم شنوده حيث أن هناك صوره داخل الكتاب للقمص و هو يقبل يد أبيه شنوده و مكتوبا تحتها (محبه و خضوع من الأبن لأبيه ) و الظاهر أن هذا الكتاب لا يتداول الا داخل الكنائس فضلا عن كمية الكذب الرهيب الذى بداخل الكتاب لتضليل رعايا الكنائس هداهم الله,,,,
(لمزيد من الأطلاع نرجو قرأة ما جاء فى الأجزاء السابقه فى قسم الرد على الشبهات)




تابع

يقول القمص ( و يدعو القرآن المؤمنين منهم الرجوع لأهل الكتاب ليتعلموا "فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" النحل43 . و في تفسير الجلالين أن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة و الإنجيل و هم يعلمون بهما و يدعوهم للهداية به لأنه يهدي المتقين " و قفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة و هدى و موعظة للمتقين " المائدة46 ) . انتهى كلامه .
لقد أخذ القمص في عادته الخبيثة في الحذف فذكر النصف الثاني من الآية و لم يذكر الأيات كاملة فالآيات تقول " و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات و الزبر و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلمهم يتفكرون " النحل 43 ، 44 .
فكما نرى ان السؤال هنا خاص و ليس بعام.
قال الطبرى: يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وما أرسلنا من قبلك يا مـحمد إلـى أمة من الأمـم, للدعاء إلـى توحيدنا والانتهاء إلـى أمرنا ونهينا, إلاّ رجالاً من بنـي آدم نوحي إلـيهم وحينا لا ملائكة, من قَبلهم من الأمـم من جنسهم وعلـى منهاجهم. فـاسْئَلُوا أهْلَ الذّكْر- و يقول الله لـمشركي قريش : وإن كنتـم لا تعلـمون أن الذين كنا نرسل إلـى من قبلكم من الأمـم رجال من بنـي آدم مثل مـحمد صلى الله عليه وسلم وقلتـم هم ملائكة أي ظننتـم أن الله كلـمهم قبلاً, فـاسْئَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنـجيـل, وغير ذلك من كتب الله التـي أنزلها علـى عبـاده.
و جاء في تفسير الجلالين أن " أهل الذكر هم أهل التوراة و الإنجيل " و ليس أهل الكتاب المقدس.
و قال القرطبى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ} قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب.

ومؤمني أهل الكتاب كما قال بن كثير في تفسيره للأيه : هم أهل التوراة و الإنجيل الذين يعلمون بأن محمد صلى الله عليه و سلم رسول الله من صفته المكتوبة عندهم .فعليكم إذاً الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم إذا كنتم تريدون أن تشير هذه الآية إليكم .
وقال السعدى( اعلم: ان أفضل أهل الذكر هم أهل هذا القرآن العظيم باتفاق علماء الأمه، فإنهم أهل الذكــر علــى الحقيقة و أولى من غيرهـم بهـذا الإســم و لهذا قال تعالى " و أنزلنا إليك الذكر " أي القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العبــاد مــن أمور دينهم و دنياهم الظاهرة و الباطنة) - تفسير السعدى .
و لكن انظر فلقد حرف هذا الخبيث في التفسير و قال (يدعـو المؤمنيـن منهم الرجوع لأهل الكتاب ليتعلموا) فى حين ان القرأن ما دعى الا مشركى قريش أن يسألوا أهل الذكرعن أمر محدد ألا وهو أكان رسل الله قبل محمد صلى الله عليه و سلم بشر أم ماذا كانوا؟، فهل مشركى قريش هم المؤمنون من المسلمين! ! ! !
و إني لأتسائل ما الذي عندكم للتعليم؟ أو حتى يستحق التعليم ؟ تعلم الصفات المعيبة التي تنسبونها إلى الله عز و جل في كتابكم ( تعالى الله عما تصفون ) مثل أن موسى يرى أجزاء الله المؤخرة ؟ " ثم ارفع يدي فتنظر ورائي و أما وجهـي فلا يرى " ( الخروج 33-23 ) أو أن يعقوب تصارع مع الله و قدر عليه " فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسرائيل لأنك جاهدت مع الله و مع النــاس و قدرت " ( التكوين 32-28 ) أو أن الله مثـل الإنســان الثمـل " فاستيقــظ الرب كنائــم كجبـار معيط من الخمر " ( مزامير 78-65 ) أو أنــه نـــدم علــى خلـــق الإنســان " فحــزن الرب أنه عمـل الإنسـان فــي الأرض و تأســف فــي قلبـــه " ( التكوين 6-6 ) ،هذا ما تقرؤنه.



بحث قصير فى قوله تعالى(ومصدقاً لما بين يديه من الكتب و مهيمناً عليه) .

قال تعالى ( و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتب و مهيمناً عليه ) المائدة 48 " .
قال الطبري رحمه الله في ذيل تفسير هذه الاية ( القرآن أمين على ما قبله من الكتب فإن كان في القرآن فصدقوه و إن لا فكذبوه(و ذلك لقول النبى صلى الله عليه و سلم "لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم"))و قال بن عباس"المهيمن ألأمين على كل كتاب قبله" و قال سعيد بن المسيب و الضحاك " قاضياً " أي القرآن ، و قال الخليل " رقيباً و حافظاً "و قال مجاهد و السدى و قتاده "شهيدا" و معنى الكل أن كل كتاب يشهد بصدقه القرآن فهو كتاب الله وأ ما لا فلا.0( تفسير بن كثير - اظهار الحق لرحمة الله الهندى )
و في التفسير المظهري : ( إن كان في القرآن تصديقه فصدقوه و إن كان في القرآن تكذيبه فكذبوه ، و إن كان القرآن ساكتاً فاسكتوا عنه لإحتمال الصدق و الكذب ) - ( اظهار الحق لرحمة الله الهندى )

قال بن كثير في تفسير هذه الآية : قوله ( و مهيمناً ) أي حاكماً على ما قبله من الكتب فإن إسم المهيمن يتضمن أنه أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق و ما خالفه منها فهو باطل فهو شاهد و حاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب و خاتمها و أشملهــا و أعظمهــا و أكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله من الكمالات ما ليس في غيره فلهذا جعله شاهداً و أميناً و حاكماً عليها كلها و تكفل تعالى بحفظه فقال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر و إنــا لـــه لحافظـــون " رضي الله عنهم جميعاً .



يقول ذلك القمص ( يعتبر القرآن كل من لا يقيم أحكام الإنجيل فاسقاً " و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " المائدة 5 ) انتهى كلامه .
حسناً الإشارة إلى الآية خطأ فليست المائدة 5 و لكنها المائدة 47 . و تفسير الجلالين الذي يستدل منه لم يذكر شيئاً عن تفسير هذه الآية .
جاء في تفسير الجلالين : (و) قلنا ( ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) من الأحكام و في قرائة بنصب يحكم و كسر لامه عطفاً على معمول أتيناه ( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) .

أما تفسير بن كثير فلقد جاء فيه : ( و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله ) أي ليؤمنوا بجميع ما فيه و ليقيموا ما أمــروا به مما فيه البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه و سلم و الأمر بإتباعه و تصديقه .

و قال القرطبي : ( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) أي الخارجون عن طاعة ربهم المائلون إلى الباطل التاركون للحق و هم النصارى، و هذا أمر لهم للإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم .

إذاً أنت تقول( يعتبر القرآن كل من لا يقيم أحكام الإنجيل فاسقاً ) و احكام الإنجيل تنص على انه يجب إتباع محمد صلى الله عليه و سلم.
فهل ستؤمن به صلى الله عليه و سلم ؟ أم ستكون من الفاسقين!!
يقول ( و أيضاً يقول القرآن كل من لا يؤمن بالكتاب فهو كافر و مضل " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزل على رسوله و الكتاب الذي أنزل من قبل و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله فقد ضل ضلالا بعيدا " النساء 136 ) . انتهى كلامه .
(كبرت كلمه تخرج من أفواههم أن يقولون الا كذبا).الكهف
اعلم أن المسلم هو الوحيد الذي يؤمن بكل الكتب السابقة ، الإنجيل ( إنجيل عيسى ) ، التوراة ( توراة موسى ) ، و يؤمن بالكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و هو القرآن العظيم . فالله عز و جل يوجه نداءً في الآية إلى المؤمنين أن آمنوا بالقرآن و التوراة و الإنجيل و من لم يؤمن يكون كافر و ضال مستحق للعذاب و الهلاك ، إذا فلقد أصبح الكلام حجة عليك فعليك إذا الإيمان بالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و إلا سوف تكون كافر و ضال .
فكما قلنا إن التوراة الأصلي و كذا الإنجيل الأصلي قد فقدا قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم و الموجودان الآن بمنزلة كتابين من السير مجموعين من الروايات الصحيحة و الكاذبة ، و لا نقول أنهما كانا موجودين على أصالتهما إلى عهد النبي صلى الله عليه و سلم ثم وقع فيهما التحريف،و كلام بولس على تقدير صحة النسبة إليه أيضا ليس بمقبول عندنا لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى و إن كان مقدساً عند أهل التثليث ، فلا نشتري قوله بحبة،و الحواريون الباقون بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء نعتقد في حقهم الصلاح و لا نعتقد في حقهم النبوة و أقوالهم عندنا كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ،وفقدان السند المتصل إلى آخر القرن الثاني و فقدان الإنجيل العبراني الأصلي لمتى و بقاء ترجمته التي لم يعلم إسم صاحبها أيضاً إلى الآن ثم وقوع التحريف فيها صارت أسباباً بإرتفاع الأمان عن قولهم ، أما لوقا و مرقص ليسا من الحواريين و لم يثبت بدليل كونهما من ذوي الإلهام أيضاً و التوراة عندنا ما أوحى إلى موسى عليه السلام و الإنجيل عندنا هو ما أوحي إلى عيسى عليه السلام كما قال الله عز و جل " و لقد آتينا موسى الكتاب " البقرة87 أي التوراة و قال تعالى في حق عيسى عليه السلام " و آتيناه الإنجيل " المائدة46 . و وقع في سورة البقرة 136 و آل عمران84 " و ما أوتى موسى و عيسى " أي التوراة و الإنجيل . أما هذه التواريخ و الرسائل الموجودة الآن ليست التوراة و الإنجيل المذكورين في القرآن فليست واجبة التسليم بل حكمهما و حكم سائر الكتب من العهد القديم هو الآتي " أن كل رواية من رواياتها إن صدقها القرآن فهى مقبولة و إن كذبها القرآن فهى مردودة و إن كان القرآن ساكتا عن التصديق و التكذيب فنسكت عنه فلا نصدق و لا نكذب . -( اظهار الحق- رحمة الله الهندى)




إنجيل برنابا

يقول القمص ( لم يرد بالقرآن أو الحديث أو في التفاسير أو أقوال الأئمة أي ذكر لما يسمى إنجيل برنابا بل ينكره العلماء المسلمون لمناقضته للإسلام نفسه و وبعده عن العقل السليم ) . انتهى كلامه .
إن المسلمين لهم حق الإعتراض على إنجيل برنابا في بعض المواطن التي يخالف إنجيل برنابا القرآن فيها و لكن الذي نطرحه و نقوله هو ما الذي يفرق بين إنجيل برنابا عندكم و الأناجيل الحالية ؟
فضلا على أن أنجيل برنابا هو روايه شاهد عيان على كل ما فعله المسيح و هذا ما تفتقر اليه ألأناجيل الأربعه الأخرى .
إن ما نتسائله هو لماذا أنكره المسيحيون مع أن قوة النسبة فيه لا تقل عن قوة النسبة في كتبهم الأربعة إن لم تكن أقوى لأنه ينسب إلى قديس معروف و هو برنابا و هو واحد من قديسيكم؟ و يشترك مع الأناجيل الأربعه فى عدة أمور مثل أنكار الوهية المسيح و البشاره بنبى الأسلام .
فلماذا أنكرتم هذا الإنجيل و اخترتم الأناجيل الحالية التي كانت توجد من بين أربعة آلاف مخطوط و كان من ضمن هذه المخطوطات إنجيل برنابا أيضاً، فحاله كحال الأناجيل التي بين أيديكم الآن و لكنكم اخترتم هذه الأناجيل الأربعة على إنها كلام الله بناءا على الإقتراع(القرعه) و ليس بوحي من الله عز و جل .

يقول الدكتور أحمد حجازى السقا فى تقديمه لأنجيل برنابا " و اعلموا أن أنجيل برنابا أنجيل صحيح , و الدليل على صحته أنه موافق للأناجيل ألأربعه المقدسه عندكم , فرفضكم له هو رفضكم لها , و قبولكم له هو قبولكم لها ,, ماذا تقولون ؟ )

هذا كان اجتهاد الشيخ الدكتور البارز أحمد حجازى السقا ,,
ثم ساق الدكتور الأدله القاطعه على ذلك فى رده على الأب يوسف الحداد -صاحب كتاب( أنجيل برنابا ) .

و يقول الشيخ محمد حسان - حفظه الله - " نحن لسنا فى حاجه الى أنجيل برنابا لأثبات نبوة نبينا ,, و لكن الذى نقوله هو لماذا رفضه النصارى ؟ "
نقلا عن الشيخ فى أحدى دروسه فى معهد اعداد الدعاه (سلسلة شرح حديث جبريل )- بتصرف .

و يقول الشيخ محمد رشيد رضا " و من لاحظ أن بعض القسيسين يجعلون العمده فى اثبات الأناجيل الأربعه ما فيها من التعاليم ألأدبيه العالميه , ثم قرأ أنجيل برنابا , يظهر له مكانه العالى فى تعاليمه ألألهيه و ألأدبيه , فاذا صرفنا النظر عن فائدته التاريخيه , و عن حكمه لتا فى المسائل الثلاثه الخلافيه و هى : التوحيد ، و عدم صلب المسيح , و نبوة محمد صلى الله عليه و سلم - فحسبنا باعثا على طبعه وراء قيمته التاريخيه : ما فيه من المواعظ و الحكم و ألأداب و أحاسن التعاليم ." - نقلا عن مقدمة الشيخ لأنجيل برنابا .

و يقول ألأمام محمد أبو زهره " إن ما نتسائله هو لماذا أنكره المسيحيون مع أن قوة النسبة فيه لا تقل عن قوة النسبة في كتبهم الأربعة إن لم تكن أقوى لأنه ينسب إلى قديس معروف( و هو برنابا)---بل على العكس إن إنجيل برنابا يتميز بقوة التصوير و سمو التفكير و الحكمة الواسعة و الدقة البارعة و العبارة المحكمة و المعنى المنسجم " محاضرات فى النصرانيه .

و يقول الشيخ أبو بكر الجزائرى حفظه الله "أما ألأنجيل فيكفى فى الدلاله على عدم حفظه أنه اليوم خمسة أناجيل (هى أنجيل متى و مرقص و لوقا و يوحنا وبرنابا و ألأخير أصحها و قد أخفى من القرن الرابع الى القرن السابع عشر الميلادى- هذا قول الشيخ ايضا-) بعد أن كان يوم نزوله انجيلا واحدا) – (عقيدة المؤمن).


نظرة القرآن إلى المسيحية !

هذا هو العنوان الذي ابتدأ به القمص كلامه، ويقول في ص10 ( النصارى أقرب الناس مودة للمسلمين " و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهباناً و أنهم لا يستكبرون ) انتهى كلامه .
لقد حرف القمص و ارتكب عملاً شيطانياً بعدم ذكر الآيات التي تلي هذه الآية و التي لن يستقيم المعنى إلا إذا قرأتها و تدبرت معانيها و سوف نذكر الآيات كلها حتى يعلم القارئ ماذا فعل ذلك الرجل .
قال تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهباناً و أنهم لا يستكبرون و إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين و ما لنا لا نؤمن بالله و ما جاءنا من الحق و نطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك جزاء المحسنين " المائدة 82-85 .
يقول الدكتور عبد الله يوسف علي و هو مترجم معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية رحمه الله " إن هؤلاء النصارى الذين ذكرتهم الآيات السابقة هم مسلمون في داخلهم " .
إذا فالذين سمعوا ما أنزل إلي الرسول صلى الله عليه و سلم من القرآن وآمنوا به صلى الله عليه و سلم { أمثال النجاشي و صهيب الرومي و سلمان الفارسي رضي الله عنهم جميعاً } هم النصارى المعنيين في الآيات(و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهباناً و أنهم لا يستكبرون) و لقد اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان من الثلاثه الذين لهم اجران رجل من اهل الكتاب آمن بنبيه ثم آمن به صلى الله عليه و سلم( رواه البخاري) .
و من هذا المنطلق أقول هل النصارى الذين يعيشون اليوم هم الذين ذكرتهم الآية ؟ إذا قلتم نعم فعليكم إذا الإيمان بمحمد صلى الله عليه و سلم و أن المسيح ما هو إلا بشر و إذا قلتم لا فأنتم لستم النصارى أو المسيحيون الذين أخبرتنا عنهم الآية .

يقول القمص ص10 ( يعترف القرآن أن النصارى ذو رأفة و رحمة " ثم قفينا على آثارهم برسلنا و قفينا بعيسى بن مريم و آتيناه الإنجيل و جعل في قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ........ " الحديد27 ) انتهى كلامه .
لاحظ انه لم يذكر بقية الأيه، و سوف نورد الآية كاملة من القرآن الكريم وهيؤا انفسكم ايها النصارى للصدمه التاليه . قال تعالى " ثم قفينا على آثارهم برسلنا و قفينا بعيسى بن مريم و آتيناه الإنجيل و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما راعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم و كثير منهم فاسقون " الحديد27 .
أي أنهم خانوا الأمانة و حرفوا و بدلوا غير الذي قيل لهم و لم يلتزموا بتعاليم المسيح و ابتدعوا في دين الله ما لم يأمر الله به و جعلوا له أنداداً من دونه فأثاب الله الذين عادوا إلى تعاليم المسيح الصحيحة و هو أنه ليس إلا بشر ، رسول عظيم من أولي العزم الرسل و أن محمداً صلى الله عليه و سلم هو النبي الخاتم، و لقد جاء في تفسير الجلالين في الآية التي تلي هذه الآية أروع رسالة لكل نصراني و نصرانية يعيشان على هذه الأرض و التي لم يجرؤ و لن يجرؤ ذلك القمص على نقلها من التفسير بالرغم من أن تفسير الجلالين هو مرجعه الأول الذى ينقل منه.
الآية تقول : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نوراً تمشون به و يغفر لكم و الله غفور رحيم " الحديد28 .
و في تفسير الجلالين : قوله ( يا أيها الذين آمنوا ) بعيسى ( اتقوا الله و آمنوا برسوله ) محمد صلى الله عليه و سلم و عيسى ( لجواز حمل التفسير على النبيين الكريمين)( يؤتكم كفلين ) نصيبين ( من رحمته ) لإيمانكم بالنبيين ( و يجعل لكم نوراً تمشون به ) على الصراط ( و يغفر لكم و الله غفور رحيم ) .
فلا مناص إلا أن تكونوا مسلمين.

يقول القمص ( رفع القرأن المسيحيه و المسيحين فوق الكفر و الكفار على الدوام " اذ قال الله يا عيسى انى متوفيك و رافعك الى و مطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة"}ال عمران . ا.ه

يا أصحاب العقول القويمة السليمه ,, أجيبونى .
كيف يشهد القرأن لكم برفيع الدرجات و القرأن نفسه يكفر من يعتقد عقائدكم,( انظر المقدمه )
اذا الأيه تشير الى نصارى أخرين خصهم الله بهذة الفضيله(وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة),,,, و لكن من هم؟؟؟؟
يقول الأمام القرافى رحمه الله فى " الأجوبه الفاخره" (- ومنهــا : أنهم قالوا في الكتاب العزيز إنه : {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}.
والجواب: أن الذين اتبعوه ليسوا النصارى الذين اعتقدوا أنه ابن الله ، وسلكوا مسلك هؤلاء الجهلة ، فإن اتباع الإنسان موافقته فيما جاء به وكون هؤلاء المتأخرين اتبعوه محل النزاع ، بل متبعوه هم الحواريون ، ومن تابعهم قبل ظهور القول بالتثليث ، أولئك هم الذين رفعهم الله في الدنيا والآخرة ، ونحن إنما نطالب هؤلاء بالرجوع إلى ما كان أولئك عليه فإنهم قدس الله أرواحهم آمنوا بعيسى وبجملة النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ، وكان عيسى عليه السلام بشرهم بمحمد –صلى الله عليه وسلم- ، فكانوا ينتظرون ظهوره ليؤمنوا به عليه السلام ، وكذلك لما ظهر عليه السلام جاءه أربعون راهبا من نجران فتأملوه فوجدوه فهو الموعود به في ساعة واحدة بمجرد النظر والتأمل لعلاماته ، فهؤلاء هم الذين اتبعوه وفهم المرفوعون المعظمون ، وأما هؤلاء النصارى فهم الذين كفروا به مع من كفر ، وجعلوه سببا لانتهاك حرمة الربوبية بنسبة واجب الوجود المقدس عن صفات البشر إلى الصاحبة والولد الذي ينفر منها أقل رهبانهم ، حتى أنه قد ورد أن الله تعالى إذا قال لعيسى عليه السلام يوم القيامة :{ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمي إلهين من دون الله }. يسكت أربعين سنة خجلا من الله تعالى حيث جعل سببا للكفر به ، وانتهاك حرمة جلالة ، فخواص الله تعالى يألمون ويخجلون من اطلاعهم على انتهاك الحرمة ، وإن لم يكن لهم فيها مدخل ولا لهم فيها تعلق ، فكيف إذا كان لهم فيها تعلق من حيث الجملة ، ومن عاشر أمائل الناس ورؤسائهم ، وله عقل قويم وطبع النصارى أدرك هذا ، فما آذى أحد عيسى عليه السلام ما آذته هؤلاء النصارى ، ونسأل الله العفو والعافية بمنه وكرمه
.) ا.ه

و قال الطبرى رحمه الله (يعنـي بذلك جل ثناؤه: وجاعل الذين اتبعوك علـى منهاجك وملتك من الإسلام وفطرته فوق الذين جحدوا نبوتك, وخالفوا بسبـيـلهم جميع أهل الـملل, فكذبوا بـما جئت به, وصدوا عن الإقرار به, فمصيرهم فوقهم ظاهرين علـيهم.) أ.ه
و قال قتاده فـي قوله: {وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوْقَ الّذِينَ كَفَرُوا إلـى يَوْمِ القِـيَامَةِ} هم أهل الإسلام الذين اتبعوه علـى فطرته وملته وسنته فلا يزالون ظاهرين علـى من ناوأهم إلـى يوم القـيامة. أ.ه- تفسير الطبرى
و قال القرطبى (وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لينزِلنّ ابن مريم حكما عادلاً فليكسِرنّ الصليب وليقتلنّ الخنزير وليضعن الجِزية ولتُتركُنّ الْقِلاَصُ فلا يسعى عليها ولتَذهبَن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعونّ إلى المال فلا يقبله أحد». وعنه أيضاً عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده ليُهلنّ ابن مريم بفَجّ الرّوْحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثَنينّهما» ولا ينزل بشرع مبتدإ فينسخ به شريعتنا بل ينزل مجدّد لما دَرَس منها متبعها. كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم». وفي رواية: «فأمّكم منكم». قال ابن أبي ذِئب: تدري ما أمّكم منكم؟. قلت: تخبِرني. قال: فأمّكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنةِ نبيكم صلى الله عليه وسلم.) ا.ه

اذن من هم الذين قال الله فيهم ( و جاعل الذين اتبعوك ) ؟؟انهم المسلمون , أولى الناس بعيسى و موسى و نوح و أبراهيم و بكل الأنبياء عليهم السلام ,,, و لذلك لن يسع المسيح عليه السلام الا قيادة من اتبعوه فى الحقيقه الا و هم المسلمون .
و من الذين قال الله فيهم ( فوق الذين كفروا )؟؟؟؟ انهم من كفروا بالمسيح . و من الذين كفروا بالمسيح ؟؟؟ انهم الذين قال الله فيهم ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم )
أراك أيها القمص تعلمنا ديننا و قرأننا !!!!!!!
اخدع قومك كيفما شئت ,,, لكن أياك و القرأن فانه لا يرحم من يحرف فيه .

و ألان ايها القمص بعد كل الذى أحدثته من تحريف و تزييف و خداع لتضليل رعايا الكنائس و لكسب منصب دنياوى زائل أقول لك ما قاله الله تعالى للبشريه كلها"هو الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا*محمد رسول الله-----"الفتح 28- 29
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

عوده