قال القس
في كتابه :
قال
المعترض الغير مؤمن :
ورد في متى
20:20 أن أم ابني زبدي
طلبت من المسيح أن يُجلس ابنيها واحداً عن
يمينه والآخر عن يساره في ملكوته، وفي
مرقس 10 : 35
أن ابني
زبدي طلبا هذا الطلب
,
وللرد نقول
بنعمة الله :
من القواعد المقرّرة
أن من فعل شيئاً بواسطة غيره نُسب إليه
فعله، فالابنان طلبا هذا الطلب بواسطة
والدتهما، فنُسِب الطلب إليهما,
أو يُحتمل أن والدتهما
طلبت هذا الطلب أولاً، ومن شدة تشوّقهما
للحصول عليه أعاداهُ ثانيةً بنفسيهما،
فذكر متى طلب الوالدة، وذكر مرقس طلبهما,
_________________________________________
بعد الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله
:
يحاول القس عبد النور
رفع التناقض مستنجداً بقاعدة أن من فعل
شيئاً بواسطة غيره نُسب إليه فعله,
و بناءً عليه يكون الابنان قد طلبا هذا
الطلب بواسطة أمهما و تكون نسبة مرقس
الطلب إليهما صحيحة أيضاً, و لكن قدّر
الله تعالى أن يجعل التناقض مفضوحاً بصورة
لا تترك مجالاً لقبول رد القس , ذلك أن
كلاً من متى و مرقص لم يكتفيا بنقل خبر
ذلك الطلب بشكل مجمل على النحو الذى صاغه
القس فى الإعتراض, و إنما ذكر كل منهما نص
الحوار الذى دار بين المسيح و بين من طلب
منه الطلب , فقال متى : ((
حينئذ تقدمت إليه أم
ابنى زبدى مع ابنيها و سجدت و طلبت منه
شيئاً, قال لها: (ماذا تريدين؟) قالت له:
( قل أن يجلس
ابناى هذان واحد عن يمينك و الأخر عن
اليسار فى ملكوتك ) . فأجاب يسوع و قال: (
لستما تعلمان ما
تطلبان أتستطيعان أن تشربا الكأس التى سوف
أشربها أنا , و أن تصطبغا بالصبغة التى
أصطبغ بها أنا؟ قالا له: (نستطيع) ...))
متى 20:20-22
بينما قال مرقس (( و
تقدم إليه يعقوب و يوحنا ابنا زبدى -
قائلين- : ( يا معلم نربد أن تفعل لنا كل
ما طلبنا ) فقال لهما: (ماذا تريدان أن
أفعل لكما؟) فقالا له: ( أعطنا أن نجلس
واحد عن يمينك و الأخر عن يسارك فى مجدك)
فقال لهما يسوع : (لستما تعلمان ما تطلبان
أتستطيعان أن تشربا الكأس التى سوف أشربها
أنا ...)) مرقس 35:10-38, فكما نرى بوضوح
فإن نسبة مرقس الطلب للابنين لم يكن
مجازاً لأنهما السبب فيه كما زعم القس و
إنما لأنهما باشرا الطلب بنفسيهما فعلاً
فاستحال الجمع من هذه الجهة .
ثم اورد القس احتمالاً
أخراً أشد ضعفاً من الذى سبقه فقال انه
يحتمل أن والدتهما طلبت هذا الطلب أولاً و
من شدة تشوقهما أعاداه ثانيةً بنفسيهما
وهذا طبعاً يستحيل مع حال السياق المذكور
فى كل من الإنجيلين و تكون نتيجة الجمع
نصاً جديداً هزيلاً يمثل اللغو سمته
الأساسية و قد رأينا فى رواية مرقس
أنهما تقدما للمسيح و قالا ( يا معلم
نريد أن تفعل لنا ما طلبنا
) فقال لهما ( ماذا
تريدان أن أفعل لكما؟) -أى أنه لم يكن
يعلم ماذا يريدان- فقالا ( أعطنا أن نجلس
واحد عن يمينك و الأخر عن يسارك فى مجدك)
... , فهذا الحوار كله هو ما دار بين
المسيح و أم ابنى زبدى فذكره مرقس و لكن
على أنه وقع بين المسيح و ابنا زبدى
مباشرة و لم يذكر أمهما البته فى روايته
من لحظة مجيئهما إليه إلى أن فرغ من حواره
معهما.
هذا و نحمد
الله ان من علماء المسيحية من لاحظ هذا
التناقض وهو ( جون فنتون ) في تفسيره
لإنجيل متى فهو القائل :
" لقد
أحدث متى بعضاً من التغيرات والحذف لما في
إنجيل مرقس ، وأهم ما في ذلك ، أنه بينما
في إنجيل مرقس نجد أن التلميذين نفسيهما
يطلبان من يسوع إذ بأمهما هي التي تطلب
منه حسب رواية متى "
وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
|
|
|
|